السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مخلفات عمليات الصيد تضع البيئة البحرية في دائرة الخطر

مخلفات عمليات الصيد تضع البيئة البحرية في دائرة الخطر
28 سبتمبر 2014 21:32
نظراً لطبيعة هذه البيئة القائمة على التوازن كان الحفاظ عليها وعلى كل مكوناتها، حماية لها من كافة الأضرار التي قد تلحق بها نتيجة لعوامل طبيعية أو عوامل من فعل الإنسان، هذا ما أكده المهندس أحمد الجناحي خبير البيئة البحرية، والذي تحدث لنا عن طرق حمايتها. قائلاً: يقوم بعض مرتادي البحر ومستخدمي بيئته وخاصة صيادي الأسماك، من إلقاء مخلفات عمليات الصيد، وإلقاء لمعدات الصيد التالفة في البحر وسكب الزيوت في الماء، إلى جانب إتلاف علامات معدات الصيادين الآخرين. مما يؤدي لفقدانها وقيامها بما يعرف بالصيد الهدر، وعليه هناك الكثير من المشكلات البيئية التي يعاني منها الإنسان اليوم، وهذه المشكلات تختلف من حيث حدود ودرجة مردوداتها السلبية. خاصة على صحة الإنسان وبيئته والحياة الفطرية التي تعيش معه، ومنها مشكلات بيئية عالمية تغطي تأثيراتها الكرة الأرضية برمتها، وتعبر الحدود الجغرافية بين الدول مثل تدهور غاز الأوزون في طبقة الأوزون، وارتفاع درجة حرارة الأرض أو ما يعرف بظاهرة البيت الخارجي، إلى جانب انقراض الأحياء النباتية والحيوانية الفطرية وانخفاض شديد في التنوع الحيوي. التلوث الصناعي ويضيف الجناحي: تعد المخلفات الصلبة من المشكلات الرئيسة التي تعاني منها المجتمعات الحضرية في الوقت الحاضر، ولها تأثيرات وانعكاسات محلية سلبية في أغلب الأحيان، ولذلك اهتمت الكثير من الدراسات العلمية بعلاج هذه المشكلة، وتم وضع السياسات المستدامة لإدارة هذه المخلفات الصلبة بأسلوب بيئي متكامل وصحي، ومعظم هذه الدراسات ركزت على المخلفات الصلبة الناجمة عن الأنشطة البشرية من مصادرها المختلفة، وهي كمثال المنازل والمحلات التجارية والمطاعم والشركات الصناعية، وتأثير هذه المخلفات على التربة والمناطق البرية وصحة الإنسان. ويوضح: هناك مشكلات ذات تأثير إقليمي مثل الأمطار الحمضية أو التلوث الصناعي الناجم عن المصانع الواقعة على حدود الدول، ومنها مشكلات ذات انعكاسات محلية وتأثيراتها تقع ضمن حدود جغرافية ضيقة، مثل ظاهرة الضباب الضوئي الكيميائي، والناجمة بشكل رئيسي من عوادم السيارات، وبخاصة الملوثات الهيدروكربونية وأكاسيد النيتروجين التي تنبعث منها، فتتحول بفعل أشعة الشمس إلى ملوثات مؤكسدة مثل غاز الأوزون، ومن جانب آخر هناك مشكلات تصيب المسطحات المائية، ومنها المد الأحمر والأخضر الذي يحول البيئة البحرية إلى اللون الأحمر أو الأخضر، ويصاحب ذلك تأثيرات سلبية خطيرة. التخلص من المخلفات الصلبة وهناك أيضاً، على حد قول الجناحي، العديد من الطرق المستعملة للتخلص من المخلفات الصلبة، مثل الحرق بالطرق الآمنة وغير المحرمة دوليا، أو تحويل المكونات القابلة للتحلل الحيوي إلى مواد مخصبة للتربة. أو غاز الميثان المستخدم كوقود أو استرجاع وتدوير بعض مكونات هذه المخلفات، ولكن في الوقت نفسه نجد أن هناك نقصاً في الاهتمام بالنسبة للمخلفات الصلبة الموجودة في قاع البحر، والتي عادة ما تنسى هناك وكأنها وصلت إلى مثواها الأخير، فهذه تلوث البيئة البحرية وتؤثر على نوعية مياه البحر، وتنعكس سلبيا على الكائنات والأحياء البحرية والطيور المائية، وتؤدي إلى هلاكها في الكثير من الأحيان. هذه المخلفات البلاستيكية غير القابلة للتحلل بشكل خاص، والتي لها القدرة على الثبات قد تلتهمها بعض الكائنات البحرية فتختنق وتموت، وبعض شباك الصيد التي تهمل وتترك في البحر تتعرض لها الطيور الخواضة فتموت فيها، كما أنها تعيق حركة الأسماك والكائنات البحرية الأخرى فتتعرض للهلاك فيها، إضافة إلى التأثيرات المباشرة لهذه المخلفات البلاستيكية على محركات القوارب والسفن في البحر، وتشويه المنظر العام للبيئة البحرية السطحية والقاعية. مخلفات بلاستيكية ويذكر الجناحي، أن بعض الدراسات أشارت إلى أن المخلفات البلاستيكية تمثل نحو 50% من مجموع المخلفات الصلبة على سواحل البحر، كما يقدر مجموع الطيور البحرية التي تموت بسبب هذه المخلفات البلاستيكية بمليون طائر سنوياً على المستوى العالمي، ومائة ألف من الكائنات البحرية الفطرية، كما أشارت دراسة أجريت في الجزء الشرقي من قاع البحر الأبيض المتوسط، أن المخلفات البلاستيكية تشكل أكثر من 63% من مجموع المخلفات الموجودة في قاع البحر، وهذا النوع من المخلفات في ازدياد مضطرد بسبب ارتفاع المواد المصنوعة من البلاستيك حالياً، واستخدام البلاستيك كبديل للكثير من المواد التقليدية التي كانت تستخدم سابقاً، في الصناعة وفي الأدوات والمستلزمات المنزلية. نظام البيئة البحرية نظام طبيعي فريد يحتوي على العديد من المخلوقات التي تعيش في هذه المنظومة البيئية، وفق توازن توفره ظروف طبيعية مختلفة، ولكون البيئة البحرية موطناً للثروة السمكية التي تعتبر أحد أهم المصادر الطبيعية الحية المتجددة، الموجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كان من الضروري بذل أقصى الجهود وتسخير الطاقات والإمكانات المتوفرة، للمحافظة على هذه البيئة في أفضل حالات عطائها، وبصورة يمكن من خلالها المحافظة على التنوع البيولوجي الحيوي الموجود فيها. خطورة المخلفات البحرية على السلاحف يشير الجناحي قائلاً: هناك دراسة أجريت على نوع واحد من السلاحف البحرية، تعرف بالسلحفاة ذات الرأس الكبير التي تعيش في الجزء الغربي من البحر الأبيض المتوسط، على أن الجهاز الهضمي لعدد من السلاحف بلغ 43 مملوءا بالمخلفات البحرية الصلبة، وأن 75. 9% من المخلفات كانت مواد بلاستيكية والباقي شباك الصيد وأخشاب وأوراق وريش، كما أشارت هذه الدراسة إلى أن هناك علاقة مباشرة بين كمية المخلفات في الجهاز الهضمي لهذه السلاحف وحجمها، وهذه الدراسة تؤكد خطورة المخلفات البحرية على السلاحف بوجه خاص، والحياة الفطرية البحرية بشكل عام، ولذلك تعد أهم التوصيات للاهتمام بالبيئة البحرية بشكل عام تلك التي تركز أولا على منع رمي المخلفات في البحر، وتعزيز الوعي البيئي من خلال حملات في وسائل الإعلام المختلفة، بعدم قذف المخلفات في البحر من قبل الصيادين ومرتادي البحر بشكل عام، وحثهم على جمع المخلفات في قواربهم وسفنهم والتخلص منها بعد وصولهم إلى البر في الأماكن المخصصة لذلك، وضبط ومعاقبة المخالفين للقوانين والأنظمة المتعلقة بحماية البيئة البحرية بشكل عام، ورمي المخلفات الصلبة بشكل خاص.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©