دبي - حسين الحمادي:
تشهد الدورة الحالية من معرض ''سيتي سكيب ''2006 في دبي، مشاركة متزايدة من جهات حكومية وخاصة من الإمارات الشمالية بالدولة، ومن الواضح أن النشاط العقاري لم يعد يقتصر على الإمارات التي قطعت اشواطاً مهمة في هذا الجانب مثل العاصمة أبوظبي واماراتي دبي والشارقة، بل امتد الى إمارات اخرى مثل أم القيوين ورأس الخيمة وعجمان، والتي تضع بدورها خططاً مستقبلية طموحة لتطوير القطاع العقاري والسياحي خلال السنوات القادمة·
ويؤكد خبراء في السوق أهمية الفرص المتوفرة في هذه الامارات والتي يتوقع ان تتزايد بشكل أكبر خلال المراحل القادمة خصوصاً انها لا زالت في بدايات الاستثمار العقاري وتمتلك مقومات طبيعية وفرصاً من الممكن ان تحقق الكثير من النتائج المهمة في حال استغلالها بالشكل الصحيح خلال السنوات القادمة، الى جانب مستويات أسعار الوحدات العقارية التي لا زالت قل من مثيلاتها في الإمارات التي قطعت شوطاً متقدماً في هذا الجانب·
ويبدو أن تجربة امارة دبي على وجه الخصوص قد شجعت الكثير من المطورين العقاريين على العمل في مشاريع بدولة الإمارات خارج امارة دبي، في ظل اتجاه هذه الإمارات لتعزيز القطاع العقاري والسياحي فيها والاستفادة من تجربة دبي بهذا الشأن·
وفي إمارة ام القيوين تم الاعلان خلال السنوات القليلة الماضية عن حوالي 5 مشاريع ضخمة ينفذها عدد من المطورين، وتعمل الحكومة حالياً على تنفيذ خطة طموحة تمتد للثلاثين عاماً القادمة، تشمل إعادة تنظيم مختلف القطاعات والمناطق على مستوى الإمارة، الى جانب تحديث التشريعات القانونية ومشاريع البنية التحتية·
وأكد عمر عايش الرئيس التنفيذي في شركة تعمير أهمية الفرص في الإمارات الشمالية، وقال: نعمل على تنفيذ مشاريع في إمارة ام القيوين على وجه التحديد مثل مشروع المدينة الصناعية ومشروع مدينة السلام الذي يتوقع أن يستقطب حوالي 400 ألف نسمة مع انجازه·
وأضاف: من خلال عملنا مع المسؤولين الحكوميين بالإمارة ندرك أن رؤية أم القيوين تقوم على خلق اقتصاد قوي وايجاد فعاليات سياحية واقتصادية لتعزيز الفرص بالإمارة، في الوقت الذي تتجه فيه الى الاعتماد بشكل كامل على نفسها من خلال تنفيذ مشاريع متكاملة لا تقتصر على القطاع العقاري فقط، بل تشمل خلق فرص عمل جديدة واستقطاب جامعات ومؤسسات انتاجية مختلفة وتحقيق اقتصاد قوي ومتكامل خلال السنوات المقبلة، كما ان هناك تخطيطاً شاملاً لإعادة توزيع المناطق بالامارة ولا توجد أي عشوائية في هذا الخصوص·
وأضاف عايش: نحن في شركة (تعمير) كانت تجربتنا في الإمارات الشمالية مشجعة جداً بالمقارنة مع المناطق الاخرى التي نستثمر فيها في أبوظبي ودبي وعجمان وعدد من المناطق الاخرى، فالاسعار في المشاريع بالإمارات الشمالية لا زالت معقولة واتصور ان كل هذه الامارات تعمل على الاستفادة من تجربة دبي والنجاحات التي حققتها في القطاع العقاري خلال السنوات القليلة الماضية·
وشدد عمر عايش على أن إنجاز المشاريع التي يجري تنفيذها حالياً في الإمارات الشمالية من شأنه أن يعزز القطاع العقاري الى درجة كبيرة حيث سيكون الأمر مختلفاً وسنرى نشاطاً أكبر خلال السنوات القادمة·
وأضاف: لمسنا من خلال مشاريعنا في ام القيوين طلباً قوياً فاق كل التوقعات: ففي مشروع مدينة الامارات الصناعية على سبيل المثال والذي طرحناه في معرض سيتي سكيب ،2004 كانت توقعاتنا تشير الى ان عمليات البيع بالمشروع ستستغرق فترة تقارب العامين، الا اننا تفاجأنا ببيع المشروع بشكل كامل خلال 3 ايام فقط، وهو ما كان امراً مفاجئاً بالنسبة لنا، مشدداً على أن المشروع الاخر الذي تنفذه تعمير بالامارة (مدينة السلام) يشهد هو الآخر طلباً جيداً من قبل المستثمرين والمشترين·
من جهته شدد محمد سلطان القاضي العضو المنتدب لشركة رأس الخيمة العقارية على أن أية نهضة في القطاع العقاري بأية إمارة تكون لصالح الدولة بشكل عام، خصوصاً ان المنافسة بين الإمارات تعد عاملاً ايجابياً ومن شأنها ان توجد فرصاً افضل للاستثمار في القطاع وتنشيطه·
وأشار القاضي الى أن كل إمارة من امارات الدولة اتخذت اتجاهاً معيناً في الجانب العقاري وهو ما يعطي تكاملاً حقيقياً في المشاريع، مشيراً الى ان رأس الخيمة تعمل على تنفيذ مشاريع سياحية عقارية ومشاريع صناعية صديقة للبيئة، ومن شأن ذلك ان يخلق اقتصاداً متكاملاً وقوياً·
عدد اليوم
