الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالحميد المعيني: الشعر الجاهلي ضرورة تاريخية وفنية وحضارية

عبدالحميد المعيني: الشعر الجاهلي ضرورة تاريخية وفنية وحضارية
7 ديسمبر 2010 23:07
استضاف المركز الثقافي الإعلامي لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة أمس الأول في مقره بأبوظبي، الدكتور عبدالحميد المعيني الأستاذ في قسم اللغة العربية بجامعة العلوم الإسلامية العالمية بعمان، في محاضرة تحت عنوان “اللوحات الإبداعية في الشعر الجاهلي.. الرؤية والمنهج” بحضور مثقفين وأكاديميين والمهتمين بالتاريخ الشعري العربي. وفي تقديمها للمحاضر، أكدت الإعلامية جنات بو منجل على أهمية بحث هذا الجانب المعرفي لقراءة طبيعة اللوحات الابداعية في الشعر الجاهلي؛ لما تنطوي عليه من توصيفات بارعة. وأشارت إلى جهود الباحث الدكتور المعيني في ميدان دراسة هذا الحقل المعرفي والتاريخي المهم عبر كتاباته المتعددة وبخاصة كتبه “شعر بني تميم في العصر الجاهلي” و”شعراء عبدالقيس في العصر الجاهلي” و”التميميون.. أخبارهم وأشعارهم”، ثم أشارت إلى جانب من سيرته المعرفية والأكاديمية وجهوده في الحقل التربوي عندما كان يعمل في أبوظبي. واستهل الدكتور عبدالحميد المعيني محاضرته بالحديث عن طبيعة الشعر الجاهلي، فقال “الشعر العربي في العصر الجاهلي شعر جميل أصيل، جاء في تجربة ممتعة، وصنعة فنية جاذبة، وعزف موسيقي جماعي عجيب، وامتاز بحسن نظمه ونظامه، وبجماليات صوره وتصويره، وبعمق فكره وتفكيره”. وأضاف “تأتي هذه المحاضرة لتقدم رؤية متعاونة، وتلقي نظرة متطورة تنسجم مع القراءات المعاصرة والتلقي الجديد، تجمع بين التاريخ والفن والجمال وأمور أخرى في ملف واحد، وتشكل من كلها منهجا آخر ينضاف إلى مناهج أخرى تناولت شعر هذا العصر، ويختصر الكثير من المسافات والأبعاد والظواهر المرتبطة بهذا الشعر”. وتحدث المعيني عن اللوحة الإبداعية فقال “إنها تنهض على مقومات وتقنيات أساسية في مقدمتها “أولا التشبيه البلاغي، وثانيا العناية بالتفاصيل والجزئيات، ومتابعة عناصر اللون والحركة والصوت، ولمسات مرغوبة ومطلوبة في الأضواء والظلال والزوايا، والحرص على المكان والزمان، وثالثا التهذيب والتثقيف، وتقييمها على القص والسرد والحكاية”. واعتمد الباحث منهجا اتبع فيه محاور ثلاثة وهي “محور الرجل” و “محور المرأة” و “محور الحيوان” وكيف تناولها الشاعر الجاهلي، مع استشهادات له بالشعر خلال تحليله لهذه المحاور. ثم تطرق المعيني إلى شعراء اللوحات وحجمها وأماكن توهجها وقال “بلغ عدد الشعراء الذين تفرغوا لصناعة هذه اللوحات أكثر من 80 شاعرا وشاعرة، وكان عدد اللوحات التي قمنا بجمعها ما يزيد على 250 لوحة ابداعية، وعدد الأبيات الشعرية ما يقرب من 3000 بيت، وفي قصائد ومطولات زادت على 300، وبعضها كان يضم أكثر من لوحة شعرية”. ومن حيث حجم اللوحات، قال “قبلنا أن تأتي اللوحة في ثلاثة أبيات وما يزيد عليها، بمعنى أننا تركنا اللوحات الجزئية التي تتألف من بيت أو بيتين لأنها لا تفي بمتطلبات ومقومات اللوحة الكثيرة الأبيات في حمولتها الفكرية، وتقنياتها الابداعية”. وتوخى بالدرس والتحليل توصيفات المسيب بن علس شاعر قبيلة ربيعة في العصر الجاهلي في رسمه لوحة إبداعية، وفر لها مقومات أساسية، وتقنيات فنية، وصنعة شعرية، ـ بحسب المعيني ـ وانتظم الحديث في هذه اللوحة عن الدرة في 15 بيتا”. ووزع الباحث اللوحات في محاورها فقال “ بلغت لوحات الرجل 50 لوحة إبداعية، ولوحات المرأة 80 لوحة، ولوحات الحيوان 130 لوحة”. وأضاف الباحث “أما مكان وجود اللوحات وتوهجها في القصيدة فجاءت كما يلي: لوحات الرجل في موضوع القصيدة، ولوحات المرأة في مقدمة القصيدة، ولوحات الحيوان في مقدمة القصيدة وبعد لوحات المرأة”. وقال “استطاعت لوحة المسيب أن تجعل من المرأة درة الحياة وجمالها وألقها، وكانت من النماذج الفنية المبكرة في الإبداع والتميز، ولعل الشاعر كذلك من أوائل الذين أبدعوا القول في هذا الباب من الشعر”. ونوه إلى أن القصيدة التي حملت هذه اللوحة الابداعية هي أيضا درة من درر الشعر الجاهلي، وأشار إلى أن الشاعر كان في قصيدته بحارا جسورا في بحر الحياة، وبحارا ماهرا في بحر اللغة، وبحور الفن العصية. ورجع الباحث في محاضرته إلى الكثير من المصادر والمراجع التاريخية والشعرية العربية القديمة والحديثة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©