الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

معاناة ومبادرة ميرلو

25 يناير 2012
اعتقد جياني ميرلو أن صفة رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية وجنسيته الإيطالية، سوف تجعل التعامل معه على الحدود عند مدخل رام الله متميزة، ويلقى الترحيب وتسهيل إجراءات دخوله، من دون غيره من العرب والفلسطينيين، إلا أنه عومل بقسوة وأهين حينما عرف الضابط الإسرائيلي بأنه ذاهب لزيارة رام الله، بدعوة من السلطة الفلسطينية، فاستاء من تلك المعاملة، وتبنى مبادرة تجمع الجهتين الفلسطينية والإسرائيلية، على هامش اجتماعات الاتحاد الدولي بالنمسا، للخروج باتفاق، يضمن سهولة حركة الرياضيين الفلسطينيين في وطنهم، وأثناء مشاركاتهم الخارجية أفراداً وفرقاً ومنتخبات. لذلك عرض مبادرته على الرئيس الفلسطيني، وبحضور اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية رئيس اتحاد كرة القدم، وحصل على مباركة للقيام بهذا الدور، ودعا طرفي المبادرة للتباحث بهذا الشأن، في الوقت الذي طلب منه رئيس رابطة الصحفيين الرياضيين الفلسطينيين، بعض التعهدات لإتمامها، وعندما لم يستطع اعتذرت الرابطة، عن استكمال المبادرة، حتى لا يساء فهمها من فلسطينيي الداخل، واستنجد باللواء جبريل الرجوب للتصدي لها، وما كان منه إلا أن حضر الاجتماع، وتعهد بتوفير كل متطلبات نجاحها من رجل مسؤول يملك القرار السياسي والرياضي، إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يكن بمستوى المبادرة والتمثيل، ولم يكن صاحب قرار في تجاوبه مع المبادرة، وإقناع الحضور بما يمكن أن يساهم فيه لإنجاحها، وتبين بأن الجانب الإسرائيلي هو المتعنت ولا يريد السلام والعيش بأمان، برفع القيود على تحركات الرياضيين في وطنهم، والاتصال بمحيطهم الخارجي والمشاركة في البطولات والدورات العالمية والأولمبية، وكل ما من شأنه فك القيود الظالمة على شعبنا في الداخل ليعيش حراً كريماً يمارس حياته، ويزاول نشاطه وفق المواثيق الرياضية الأولمبية والدولية. وفي المقابل تصدى اللواء جبريل الرجوب لكل الشكوك، وأقنع العالم بأن الفلسطينيين دائماً يسعون للسلام، ويعملون كل ما في وسعهم لإزالة جدار العزلة، وحرية التنقل في ربوع الوطن السليب، والتعايش بحب مع الجميع، ورغم أن المبادرة لم يكتب لها النجاح لعدم التزام الطرف الآخر إلا أنها أعطت للعالم الصورة الحقيقية لبطش العدو للنيل من كرامة الإنسان الفلسطيني الذي أبى ويأبى أن يكون أسير القهر والظلم مهما كلفه ذلك من ثمن. لقد حضر اللواء بغصن الزيتون إلا أنه اصطدم بالشوك الإسرائيلي الذي لن يصمد كثيراً، وبدأ العالم يدرك أن السلام العالمي يبدأ من فلسطين، ولا يمكن تجاهل ذلك، ودائماً كانت الرياضة وسيلة لتقارب الشعوب والأمم في أحلك الظروف إلا أن للإسرائيليين طريقاً آخر غير السلام والاستقرار طالما تمسكوا بتعنتهم، وإلى أن يدركوا ذلك يكونون قد دفعوا الكثير، فالحياة علمتنا بأن القهر والظلم لا بد وأن ينجليا، وحينها يكون الوقت قد تأخر كثيراً والثمن باهظاً. فاغتنموا يا شباب إسرائيل فرص السلام المتاحة لكم عبر الرياضة، وما هو متاح اليوم قد لا يكون في الغد، ولن يستمر الوضع على ما هو عليه طويلاً، فالربيع العربي قادم لا محالة، وسنوات الظلم والقهر لا بد وأن تنجلي، لأننا نؤمن بحرية الشعوب وحق الجميع في العيش بحرية وكرامة، بعيداً عن القيود والأغلال المفروضة بالقوة والغطرسة التي تمارس على شعبنا في الوطن السليب اليوم والمحرر غداً بإذن الله بدعم دولي ومبادىء الرياضة السمحة الهادفة للسلام والمحبة في ربوع العالم، ويا خسارة لمبادرة بعد معاناة لم يكتب لها النجاح. عبدالله إبراهيم | Abd lla.binh ssain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©