الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«هندام» المعلم ومظهره تحت مجهر الطلبة

«هندام» المعلم ومظهره تحت مجهر الطلبة
9 سبتمبر 2013 13:08
تولي مدارس عناية قصوى لهندام المعلم، وتصر على أن يكون المظهر العام للكادر التعليمي في أحسن صورة، حيث يكتسب الشكل الخارجي للفرد أهمية كبيرة، حتى أنه يدخل في تقويم أداء الموظف في مهنته، لكن الإشكال المطروح هو كيفية تحقيق التوازن بين ما تلبسه الطالبات والطلاب من الماركات العالمية وبين ما يرتديه المعلمة أو المعلم ذو الدخل المحدود؟ بينما يظل هندام المعلم وأناقته ورائحة عطره علامة فارقة في حياة طلاب لكون المعلم أهم عناصر العملية التربوية. انعكاس وتأثير عن تأثير المظهر الخارجي للمعلم وانعكاسه على طلبته، تقول المعلمة سحر المصيلحي، بمدرسة النهضة الوطنية بنات، إن استحسان مظهر المعلم الخارجي من قبل الأبناء يعد من أبرز الجوانب التي يوليها المعلم عنايته، موضحة أن أطفال الروضة هم الأكثر ارتباطاً بالمعلمة أو النفور منها، ومنهم من يقلدها، مؤكدة أن الأطفال في هذه السن يتمتعون بذكاء وقوة ملاحظة. وتضيف «من خلال تجربتي التي فاقت 16 سنة في التدريس، فإن أطفال رياض الأطفال لا يخجلون من قول الحقيقة، ولا يعرفون المجاملات، فمثلاً تأتي طفلة صغيرة تقبلني وتقول لي (عبايتك جميلة) أو (شيلتك) لونها زهري، ومنهن من تقول أريد أن أعرف لون شعرك، كما يلتفتون لنوع العطر، إلى جانب أن الأطفال في هذه المرحلة يترقبون الملابس الجديدة في المناسبات الخاصة، كعيد الأم والأعياد الوطنية والمناسبات التي يتم الاحتفال بها في المدرسة، حيث يشكل لهم ذلك نوعاً من التشويق، وقد التفت لهذه النقطة ما دفعني طول السنوات التي درستها باقتناء ملابس خاصة بالمناسبات، ما يجعل الأطفال يبدون إعجابهم بها». وتشير المصيلحي إلى أن شخصية المعلمة وتوافق هندامها ومظهرها الخارجي مع ما تقوم به من حركات وسلوكيات ينعكس على شخصية الأطفال، حيث إن هناك عملية تأثير وتأثر، وتوضح «أظن أن المعلم له دور قوي في تشكيل شخصية الطفل، فهناك من الطلاب من لا يحبون العطل لارتباطهم بمعلمة معينة والتي تعرف كيف تحتويهم، وتعرف كيف تبني علاقة قوية معهم، بينما هناك معلمات من تبصم ذاكرة الطفل بذكريات سيئة جداً». وتتابع «وأنا في الصف الرابع أذكر المعلمة أمينة التي شكلت لي نموذج المعلمة الحنونة الطيبة التي تحتوينا وتحدثنا وتقاسمنا نقاشاتنا البسيطة آنذاك، حيث كانت تجيب عن كل تساؤلاتنا، وما زلت أذكر كل التفاصيل عنها، طريقة لباسها، ورائحة عطرها، لهذا فإنني أضع نصب عيني أن الطالب مهما كان صغيراً فإنه قوي الملاحظة، وهذا ما أعيشه يومياً»، لافتة إلى أن الأطفال يولون نظافة المعلم وعنايته بأظفاره وأسنانه أهمية كبيرة. المراهقات أكثر صعوبة تشير المصيلحي من خلال ما خبرته في المدرسة ومن احتكاكها مع معلمات صفوف الطالبات الأكبر سناً إلى أن شخصية المعلمة ومظهرها الخارجي تنعكس على سير الدرس في الصف، حيث تؤكد أن المراهقات أكثر تطلباً من الأطفال الصغار، إذ يصبح الهندام ونوع الملابس انعكاس للوضع الاجتماعي للمعلمة، وهذا يؤدي أحياناً إلى الانتقاص من قيمة المعلمة، وهنا لا أقول إن نوع اللباس هي الفاصل في الموضوع بقدر ما تلعب شخصية المعلمة وقوتها ومرونتها دوراً حاسماً في احترامها». وتوضح أن «العملية التعليمية تغيرت عن السابق خاصة في جانب الطلاب الذين باتوا لا يهابون المعلم». وتضيف «وفق زميلاتي معلمات المراحل الأكبر سناً، فإن هناك من الطالبات من تبدأ باختبار المعلمة في بداية السنة الدراسية، بحيث تقوم بارتكاب بعض الأفعال والسلوكيات وتنتظر رد الفعل من طرف المعلمة، كما تبدي بعض الملاحظات على هندامها، ومن هنا تختبرها، فإذا كانت المعلمة حاسمة وقوية فإن ذلك ينعكس على سير العمل طوال السنة الدراسية، وإلا فإنه يصعب عليها ضبط الأمور فيما بعد، وبالتالي فإن مظهر المعلمة الخارجي وقوة شخصيتها يعتبران مكملان لبعضهما بعضاً، من دون مغالاة في شراء الملابس والإكسسوارات إرضاء لذوق الطالبات، لكن بما يناسب مقدرة المعلمة الشرائية». وتوافق المعلمة لمياء محمد رأي المصيلحي، وتقول، وهي التي عملت 14 سنة في تدريس المرحلة الثانوية، إن صعوبة تدريس المراهقات تكمن في الأيام الأولى في كيفية ضبطهن، أما بقية أيام السنة فإن المظهر والهندام ورائحة العطر والبخور يشكل داعماً للشخصية القوية التي يجب أن تتميز بها المعلمة، ومن خلال خبرتها في المدارس الحكومية مع المراهقات. وتقول «لأن الهندام يعتبر مهماً جداً، فإنني أعمل على اقتناء عدة أقمشة بألوان وخامات مختلفة، منها لليوم الدراسي ومنها للحفلات والمناسبات، بحيث أعمل على تجهيز أكثر من 20 قطعة أحرص على تنسيقها مع العباءة والتطريزات التي تحملها، كما أن العباءة يجب أن تكون معطرة ومبخرة، ومن التأكيد، فإن الطالبات تلاحظ هذا الأمر، وبالإضافة إلى صورتها التي تتداولها الطالبات السابقات وهذا يعد مؤثرا إضافيا أيضاً، بحيث يجب تكامل شخصية المعلم مع شكله الخارجي». أما عن ارتداء الملابس مرتفعة الثمن، فتؤكد لمياء أن المظهر الخارجي مرتبط بالأناقة وطريقة اختيار الملابس أكثر منه اقتناء للماركات مع التأكيد أن الطالبات متطلبات ويولين عناية لنوعية الخامة، وتفصيل العباءة، بالإضافة لملاحظتهن الأكسسوارات كنوع الحقيبة اليدوية والساعة على الأخص والخواتم التي تضعها المعلمة، ونوع العطر. «معلمي قدوتي» لكل معلم أو معلمة أثر عظيم على طلابه في الاتجاهين، فهناك من يحمل لمعلميه أجمل الذكريات في قلبه، ومنهم من ينفر من ذكر بعضهم. إلى ذلك، تقول هبة المدني، التي ترتبط بمعلمتها وتحتفظ بصورتها في ذاكرتها، بل أصبحت تقلدها، وتتمنى أن تصبح معلمة مثلها: «معلمتي لينيت درستني أربع سنوات متتالية، وسأفتقدها هذه السنة، أحتفظ في صندوق صغير ملون بكل هداياها وكتاباتها الجميلة لي، حيث كانت تحرص على إهدائنا بعض الكتيبات الصغيرة التي تدون عليها ملاحظاتها لنا، وبالتالي توجهنا بطريقة غيرة مباشرة، كما كانت توزع علينا كتيبات ملونة صغيرة مكتوب عليها عبارات جميلة تنم عن معرفتها الجيدة بنا، وفي جانب آخر فإنها تحدثنا وتناقشنا مرات في أمورها الشخصية وتقربنا من حياتها العائلية، وهذا يشعرنا بأننا قريبون منها، لهذا فإنها تحظى بمكانة كبيرة في حياتي ومن ناحية أخرى، فإنني أعتبرها قدوتي من حيث مظهرها الخارجي، حيث أحب كل ما ترتديه من ملابس واكسسوارات، وما تحمله من حقائب، وما تضعه من ماكياج وتسريحة شعرها ولونه ولون صبغ أظفارها، وأنا أعتبرها أنيقة وأحب أن أقلدها». وإذا كان هناك من يحمل للمعلم ذكرى طيبة، توازن بين مظهره الخارجي وسلوكه والمبادئ والقيم التي مررها للطلبة، فإن هناك من كان المعلم سبباً في النفور من العملية التعليمية، بل ارتكاب بعض لسلوكيات غير السوية، في هذا الإطار، يقول محمد أحمد، خريج جامعة، إنه كان يحب معلمه إلى درجة تقليده في كل تصرفاته، ما دفعه إلى تقليده في بعض العادات. مؤشرات رقمية يؤكد علماء نفس أن المظهر الخارجي المقبول يؤثر بشكل إيجابي، وينسحب ذلك على المعلمين، ووفق بعض الدراسات، فإن الهندام الحسن في مكان العمل قد يكون مفتاح التقدم المهني، حيث إن المظهر الخارجي الحسن يؤثر بنسبة 78 في المائة على النجاح المهني، وللاعتناء بالمظهر أيضاً تأثير كبير على مدى الاهتمام بالوظيفة بنسبة 27,5 في المائة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©