توصلت موسكو وكييف أمس في برلين إلى اتفاق على إجراءات لإعادة تدفق الغاز الروسي إلى أوكرانيا يشمل بالخصوص دفع الحكومة أوكرانيا 3,1 مليار دولار لشركة جازبروم الروسية بحلول نهاية 2014، بحسب ما أعلن مسؤول أوروبي أمس.
وقال جونتر اوتينجر المفوض الأوروبي المنتهية ولايته في مؤتمر صحفي ببرلين إثر اجتماع ثلاثي روسي أوروبي أوكراني إنه بموجب هذا «الاتفاق الأولي» الذي يحتاج تصديق الحكومتين الروسية والأوكرانية فإن جازبروم مستعدة لتزويد أوكرانيا بما لا يقل عن خمسة مليارات متر مكعب من الغاز في الأشهر القادمة مقابل الدفع المسبق.
وأضاف المسؤول الأوروبي أن اجتماعاً مماثلاً سيعقد الأسبوع الجاري في العاصمة الألمانية.
وشارك في الاجتماع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك ونظيره الأوكراني يوري برودان والمفوض الأوروبي لشؤون الطاقة ورئيس شركة «جازبروم» الروسية للطاقة ألكسي ميلر.
ومنذ يونيو الماضي أوقفت روسيا صادرات الغاز إلى أوكرانيا التي تعتبر من الدول المهمة لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا.
وتطالب شركة «جازبروم» أوكرانيا بتسديد ديون بالمليارات.
وناشدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال الأسبوع الماضي روسيا وأوكرانيا سرعة حل هذا الخلاف بسبب اقتراب حلول فصل الشتاء.
وبحسب بيانات الحكومة الألمانية، فإن مخزون ألمانيا من الغاز مؤمن لعدة أشهر حال وقف واردات الغاز من روسيا ، حيث إن الخزانات مملوءة حاليا بنسبة 93%.
وقبيل التوصل إلى اتفاق، لوحت روسيا بالتهديد بقطع الغاز عن أوروبا، على خلفية النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا.
وبدأ اجتماع برلين الذي يهدف إلى حل الخلاف بين كييف وموسكو حول سعر الغاز وضمان الإمدادات للاتحاد الأوروبي، في وقت تترسخ فيه الهدنة في المعارك على طول خط الجبهة في المنطقتين الانفصاليتين الناطقتين بالروسية دونيتسك ولوجانسك بشرق أوكرانيا.
واعتبر الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أمس الأول أن «الاسوأ» قد ولى في هذه الحرب، إلا أن كييف ما زالت تصطدم بتشدد المتمردين الذين يرفضون حلولها السياسية خاصة إعطاء «وضع خاص» يسمح بمزيد من الحكم الذاتي في معاقلهما مع البقاء ضمن أوكرانيا.
أما الغربيون المدركون بأن الضغط على روسيا وحده قد يحمل الانفصاليين على قبول خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأوكراني، فيطالبون الكرملين بوضع كل ثقله لهذا الغرض.
وقد طالب وزراء خارجية الدول الصناعية الكبرى السبع المجتمعون في نيويورك في إطار مجموعة السبع ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، روسيا بـ «احترام التزاماتها المتعلقة بوقف إطلاق النار وباتفاقات مينسك وبسيادة أوكرانيا».
لكنهم ارفقوا مطالبهم بتهديد بفرض حزمة جديدة من العقوبات على موسكو بعد سلسلة تدابير عقابية فرضها الأميركيون والأوروبيون في الأشهر الأخيرة.
ولكن النزاع على الغاز محط كل اهتمام، عملاق الغاز الروسي جازبروم قطع في يونيو شحناته إلى أوكرانيا التي ترفض زيادة للأسعار فرضها على خلفية الأزمة بين كييف وموسكو بحيث تراكمت متأخرات ديونها المستحقة لتبلغ 5,3 مليار دولار، بحسب روسيا.
وقال الكسندر نوفاك «إننا مستعدون لعدم المطالبة على الفور بدفع هذه المستحقات.
وعلى مجموعة نفتوغاز الأوكرانية دفع مليار دولار على الفور وسنتمكن بعد ذلك من إعادة جدولة بقية الدين».
وصرح دبلوماسيون أن بروكسل تقترح تسوية تدفع بموجبها أوكرانيا ثمن الغاز التي تشتريه 385 دولار للألف متر مكعب في الشتاء و325 دولارا في الصيف.
لكن مجموعة جازبروم رفضت مقترحاً مماثلاً في يونيو قبل أن توقف شحناتها إلى أوكرانيا مباشرة.
وتطلب المجموعة الروسية بأن تدفع كييف 485,5 دولار بدلاً من 268,50 السعر الذي كان يطالب به النظام الأوكراني السابق.
ومنذ قطع إمدادات الغاز تسعى أوكرانيا إلى إيجاد حلول خاصة بشراء الغاز من جهات خاصة في أوروبا.
وتعتبر جازبروم أن إعادة بيع الغاز مخالفة للعقود التجارية المبرمة.
وتهدد الأوروبيين باتخاذ تدابير ثأرية خاصة وقف إمدادهم بالغاز.
وقال وزير الطاقة الروسي في حديث لصحيفة الأعمال الألمانية هاندلسبلات «إن العقود السارية لا تنص على أي إعادة تصدير.
.
نأمل من شركائنا أن يلتزموا بالاتفاقات المعقودة بيننا».
وأوضح «إن ذلك وحده يمكن أن يضمن وصول الشحنات من دون انقطاع إلى المستهلكين الأوروبيين».
لكن الشركة المشغلة لشبكة أنابيب الغاز المجرية أعلنت مساء أمس الأول أنها علقت شحنات الغاز إلى أوكرانيا لمدة غير محددة معللة ذلك بأسباب تقنية، في تدبير «غير متوقع وغير مبرر» بحسب مجموعة نفتوغاز العامة الأوكرانية.
وفي هذا الإطار فإن التهدئة الوحيدة تأتي من شرق أوكرانيا حيث كثافة المعارك لا تقاس بالمستوى الذي بلغته قبل وقف إطلاق النار في الخامس من سبتمبر.
(برلين - أ ف ب)
المجر تتفق على زيادة واردات الغاز من «جازبروم»
قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أمس إنه اتفق مع جازبروم الروسية على زيادة إمدادات الغاز إلى المجر من أجل ملء المخزون.
وأبلغ أوربان الإذاعة العامة أنه أجرى محادثات مع أليكسي ميلر الرئيس التنفيذي لجازبروم وأن الشركة وافقت على زيادة كميات الغاز إلى المجر.
(بودابست - رويترز)
عدد اليوم
