الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيراز مهد الشعراء.. إسلامية النشأة

شيراز مهد الشعراء.. إسلامية النشأة
26 سبتمبر 2014 20:55
شيراز عاصمة إقليم فارس في جنوب غرب إيران، هي واحدة من أشهر حواضر الإسلام خلال العصور الوسطى، ورغم أنها مدينة قديمة تعود نشأتها للألف الثانية قبل الميلاد إلا أن المدينة الحالية تعتبر إسلامية النشأة، إذ عني بتأسيسها على مقربة من موقع شيراز القديم الفاتح الشهير محمد القاسم بن أبي عقيل الثقفي لتظل من بعدها المركز الإداري والعسكري في إقليم فارس لفترة طويلة من الزمن. ازدهرت شيراز كحاضرة مدنية خلال سيطرة البويهيين على الخلافة العباسية وأصبحت من أهم المدن الإسلامية في الشرق الآسيوي ولكنها فقدت بعض رونقها وتراجعت أهميتها بعد استيلاء السلاجقة على مقاليد الأمور في الدولة العباسية. الاستقلال نجح القائد السلجوقي سنقر بن مودود في الاستقلال بحكم شيراز العام 1226 م ليؤسس أسرة السلغار الحاكمة، والتي نجح أبرز ولاتها وهما سعد بن زنكي وابنه أبو بكر في إعادة المدينة إلى سابق عهدها من الازدهار فرمم سورها القديم، وأسس بها الجامع الجديد الذي يعد أحد أكبر المساجد في آسيا، أما ابنه أبو بكر فيكتب في صحائفه أنه أنقذ شيراز من المصير الذي لقيته بغداد على يد قوات هولاكو المغولي، إذ قدم هذا الوالي فروض الطاعة والولاء لجنكيز خان، وكذلك لابنه هولاكو، وظل يدفع لهما الجزية وبعد وفاته انهار البيت السلغاري الحاكم وتزوجت السلطانة أبيش بنت سعد الثاني بن أبي بكر بالأمير المغولي مانكور تيمور الابن الرابع لهولاكو خان لتصبح شيراز خاضعة بشكل مباشر لحكم المغول. تيمورلنك خضعت شيراز بعد عصر المغول لحكم أمراء أسرة تيمورلنك الذي فتح شيراز مرتين متعاقبتين وفي عهد أميرها اسكندر الذي كان من كبار رعاة الفنون، فازدهرت بها مدرسة فنية لتزويد المخطوطات بالمنمنمات ورغم هزيمة اسكندر شاه في العام 1414 م لم تتوقف حركة إنتاج المخطوطات المصورة في شيراز، وذلك بفضل عناية أميرها الجديد إبراهيم أحد أبناء شاه رخ وخلال عقدين حكم فيهما المدينة أنتجت عدة مخطوطات لعلَّ أشهرها وأقدمها نسخة من مخطوط ظفر نامه الذي يحكي قصص فتوحات تيمورلنك، ثم نسخة من الشاهنامه محفوظة اليوم بالمكتبة البودلية بأكسفورد. شعراء تعاقب على حكم شيراز بعد ذلك الأفغان الذين استولوا عليها غير مرة وحكمها أيضاً الزنديون بقيادة كريم خان وصارت عاصمة لدولتهم، ثم انتزعها نادر شاه من الأفغان وعندما تمرد عليه حاكم المدينة دخلها عنوة وأباح لجنوده سلب ونهب سكانها. وقد أنجبت شيراز عدداً من أشهر شعراء الفارسية ومنهم حافظ وسعدي الشيرازي وللأخير منهما قبر كبير يعتبر من المعالم التاريخية للمدينة. وشيراز اليوم، هي خامس أكبر مدن إيران، والمركز الاقتصادي الأهم في إقليم فارس، وهي تشتهر تقليديا بصناعة السجاد. وتحتفظ شيراز بعدد من معالمها التاريخية لعلَّ أشهرها قلعة كريم خان الزندي ومسجد نصير الملك، فضلاً عن حدائق تاريخية قديمة تعد من أجمل الحدائق في الشرق الآسيوي، وهناك أيضاً بوابتها القديمة التي تم تجديدها، وهي تعرف اليوم باسم بوابة القرآن، وهناك كذلك بخارجها عدة نقوش صخرية تعود للعهود القديمة وأشهرها النقوش الصخرية المعروفة باسم نقش رستم. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©