الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا: «الجامعة» تقبل بوصفة الفشل!

سوريا: «الجامعة» تقبل بوصفة الفشل!
13 سبتمبر 2011 01:14
عقب اجتماع عقده أمين عام الجامعة العربية مع الرئيس السوري يوم السبت الماضي في دمشق، أدلى نبيل العربي بتصريح قال فيه إن بشار الأسد، قد وافق على المقترح الذي قدمه له بضرورة إجراء إصلاحات، وذلك على رغم مواصلة النظام السوري لحملته القمعية الوحشية ضد شعبه التي أدت إلى مقتل الآلاف حتى الآن. وقد جاءت زيارة الأمين العام للجامعة العربية إلى دمشق بعد مرور ستة أشهر على الاحتجاجات السلمية التي قابلتها السلطات السورية بالقوة الباطشة، وإرسال الدبابات والقوات المدججة بالسلاح إلى المدن المحتقنة، التي شهدت تظاهرات حاشدة، مما أسفر عن مصرع عدد يتراوح ما بين 2000 إلى 3000 شخص حتى الآن وفقاً لمصادر النشطاء السوريين. ومن المعروف أن المحتجين السوريين، كانوا قد رفضوا وعود الإصلاح التي قدمها النظام السوري من قبل وأعلنوا بوضوح أنهم يطالبون بإسقاط بشار الأسد من الأساس، وليس إصلاح نظامه، أو إجراء ترقيعات عليه. وبعد عودته من العاصمة السورية، أدلى نبيل العربي بتصريح للصحفيين في القاهرة، قال فيه إنه قد حث الرئيس السوري "على تسريع خطط الإصلاح من خلال إعداد جدول زمني يجعل كل مواطن سوري يشعر حقاً بأنه قد انتقل إلى مرحلة جديدة". وقال العربي خلال لقائه مع الصحفيين إنه سيعرض تفاصيل الاتفاق مع الرئيس السوري في اجتماع للجامعة العربية، من المقرر عقده خلال هذا الأسبوع في مقر الجامعة بالقاهرة. ولكن صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية أوردت خبراً مفاده أن المقترح المقدم من الجامعة العربية ينص على بقاء الأسد في الحكم حتى عام 2014، وهو مدى زمني، أعلن المحتجون السوريون بوضوح أنهم لن يقبلوه بأي حال من الأحوال. وقد أشارت تقارير صحيفة إلى أن المقترح الذي قدمه العربي للرئيس السوري يدعو لعقد انتخابات تشريعية خلال ستة شهور من قبول المقترح، وإلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضطلع بتسيير شؤون الحكم خلال مرحلة انتقالية يتم تحديدها. وفي اليوم نفسه الذي التقى فيه العربي مع بشار، قتلت قوات الأمن السورية 18 شخصاً كما جاء في تقرير لوكالة أنباء "بلومبيرج". ويقول الناشطون السوريون إن 12 محتجاً قد قتلوا في مدينة حمص الواقعة في وسط سوريا، التي تعتبر من البؤر الاحتجاجية الملتهبة، وإن ثلاثة آخرين قتلوا بالقرب من العاصمة دمشق، وثلاثة غيرهم في "إدلب" المحافظة الشمالية، وفي درعا المدينة الجنوبية التي انطلقت منها الاحتجاجات في البداية. وفي التظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في المدن السورية الجمعة الماضية طالب المحتجون بالتدخل الدولي لإيقاف نزيف الدماء في سوريا، كما جاء في تقرير لوكالة "الأسوشيتدبرس". وجاء في تقرير الوكالة المذكورة أيضاً أن آلاف المتظاهرين قد هتفوا قائلين "الشعب يريد حماية دولية" في التظاهرات التي انطلقت في مختلف أرجاء سوريا في ذلك اليوم. ولكن على عكس ما كان عليه الحال في ليبيا، فإن ما ينادي به معظم المتظاهرين هو "مهام مراقبة دولية" ومراقبين لحقوق الإنسان، وليس تدخلاً من قبل قوات عسكرية. وهذه النداءات من جانب المتظاهرين السوريين تؤشر على أنهم قد وصلوا إلى درجة كبيرة من اليأس مع ارتفاع أعداد الخسائر -بلغ عدد القتلى على أيدي قوات الأمن يوم الجمعة الماضي 14 متظاهراً- وبقاء نظام الأسد راسخاً في السلطة، على رغم كل ذلك. وقد أكدت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن نبيل العربي أكد خلال لقائه مع الأسد "رفض الجامعة العربية لكافة أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية السورية، ورغبتها في تجاوز المرحلة الحالية". وينظر إلى انشقاق القادة العسكريين باعتباره الشيء الذي يمكن أن يحوّل تيار الانتفاضة ضد الرئيس السوري. فمن المعروف أن الجيش السوري مسيطر عليه من قبل جنرالات ينتمون إلى الطائفة العلوية الشيعية وهي نفس الطائفة التي ينتمي إليها الأسد وعدد كبير من أركان حكمه والمقربين إليه. يشار إلى إن عدداً من القيادات من المستويات الدنيا من الجيش السوري قد انشقت، كما تشير إلى ذلك تقارير غير مؤكدة، وإن كانت مصادر النشطاء السوريين تؤكد أنهم قد اختفوا تماماً. وأوردت صحيفة "الغارديان" البريطانية خبراً استندت فيه إلى مصادر المحتجين جاء فيه أن ثمانية جنود سوريين قد أعدموا يوم الجمعة الماضي بسبب رفضهم إطلاق النار على المتظاهرين أثناء الاحتجاجات، وأن عملية الإعدام تمت في ثكنات تابعة للجيش تقع في منطقة الـ"كسوة" بضواحي العاصمة دمشق. يشار إلى أن زيارة العربي لسوريا يوم السبت الماضي، تمت بعد أن كانت دمشق قد طالبته بتأجيل الموعد المبدئي للزيارة الذي كان مقرراً له يوم الأربعاء الماضي، وهي خطوة يقول المراقبون إنها قد جاءت كرد فعل مقصود على ما قيل عن اجتماع الأمين العام للجامعة مع هيثم المالح ناشط حقوق الإنسان السوري المعروف وقائد المعارضة السورية في الخارج. كريستين تشيك محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©