الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان بن خليفة: استمرار عطاء المسيرة الاتحادية يؤكد سلامة عملية البناء والتطور

2 ديسمبر 2006 01:39
وجه سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان رئيس ديوان ولي العهد كلمة عبر مجلة ''درع الوطن'' بمناسبة اليوم الوطني الخامس والثلاثين، فيما يلي نصها: ''تطل علينا اليوم الذكرى الخامسة والثلاثون لعيدنا الوطني المجيد، وما زالت راسخة في ذاكرتنا، ومستقرة في أعماقنا وضمائرنا تلك الصورة الحضارية لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة في لحظة تاريخية فارقة التقت فيها الإرادة الخيِّرة لفقيدنا الغالي المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' مع إرادة إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات على إقامة صرح حضاري شامخ، شكل نقطة تحول هامة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة· لقد عايش زايد الخير والعطاء أبناء شعبه وتوحد معهم وأحبهم، فبادلوه حباً بحب وتقديراً بتقدير، والتفوا من حوله بقلوبهم وسواعدهم وصدق إرادتهم وإخلاصهم لإرساء دعائم دولة الاتحاد على أسس راسخة من المرتكزات الحضارية والقيادية الفريدة، قوامها الثقة بالله وبالنفس، والحكمة والشجاعة، والعزم والتصميم، وحسن استخدام الطاقات والموارد الذاتية، والإيمان بالأهداف، والاستماتة في تحقيقها، وتجاوز كل ما يعترض مسيرتها من عقبات ومعوقات وتحديات· وخلال سنوات معدودة قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة للعالم نموذجاً فريداً للتنمية، وتجربة استوعبت روح العصر بنظمه ومؤسساته ومواثيقه وتقنياته، لكنها لم تتجاهل ماضيها العريق، بل عمقت مفاهيمه وزادت إحساس الأجيال الجديدة به، فتمثلوه قيماً وأخلاقاً وسلوكاً، فكان هذا الإنسان الذي نفخر به، وهذا الوطن الذي نعتز بالانتماء إليه· لقد ترسخت مع قيام الاتحاد مقومات وعناصر استمرار دولة الوحدة، بعد أن جمعت توجهات قائد المسيرة ''رحمه الله'' بين الفكر والعمل، وبين الحلم والواقع، وبين النظرية والتطبيق، كما أن استمرار المسيرة الاتحادية في عطائها المتدفق يؤكد سلامة الأسس التي قامت عليها عملية البناء والتطور في ربوع الوطن· إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله''، ومؤازرة أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''حفظه الله''، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى ''حفظهم الله'' ماضية وفق رؤية استراتيجية شاملة للتطور والانطلاق نحو تحقيق المزيد من الإنجازات على طريق الارتقاء بجوانب الحياة على امتداد أرض الإمارات، ومضاعفة مؤشرات التنمية على كافة المستويات بما يلبي الطموحات الوطنية لصالح الوطن ومستقبل أجياله، وأن تظل دولة الإمارات محتفظة بدورها الفاعل والمؤثر في حركة التطور العالمي· وعلى طريق تحقيق أهداف هذه الرؤية الشاملة تم إدخال التعديلات اللازمة على القوانين القائمة، وإصدار العديد من القوانين والتشريعات الجديدة التي تواكب المستجدات العالمية، وتذلل العقبات والصعوبات التي تحول دون تدفق الاستثمارات، كما شـــــهدت البنيــــة التحتية المزيد من عمليات التطوير والتحديث، وحرصت الدولة على تقديم التسهيلات التي تتيح انسياب حركة السلع والبضائع على طريق تعزيز حــــركة التبادل التجــاري مع دول العــــالم المختلفة· إن بناء الإنسان وتطوره ورقيه وتمكينه من القيام بدوره المأمول في خدمة الأهداف الوطنية العليا يظل خطاً استراتيجياً ثابتاً ومحور اهتمام أكبر من جانب قيادتنا الحكيمة التي حرصت على توفير كل ما من شأنه الارتقاء بالمستوى العلمي والمعرفي والعملي والتدريبي لأبناء الوطن وصقل مهاراتهم وخبراتهم وإعدادهم الإعداد الجيد للدخول إلى مجالات العمل المختلفة بروح عالية ورغبة صادقة، كما أن هذا التوجه يعد تأكيداً وطنياً راسخاً لثقة هذه القيادة في القدرات والكفاءات الوطنية، وحرصها على أن يظل عطاء أبناء الوطن متدفقا في كل المجالات· وها نحن نرى اليوم أجيالاً متعاقبة من أبناء الإمارات يشاركون بفاعلية في قيادة مسؤوليات العمل الوطني في كل مواقع العمل والإنتاج، ويقدمون نموذجاً مشرفاً في المحافل الدولية على كافة المستويات وفي مختلف الميادين· إن استمرار عطاء مسيرة التنمية والاحتفاظ للبلاد بمكانتها وموقعها المتقدم على خارطة المنطقة والعالم يضع مسؤولية أكبر على عاتق أبناء الوطن، ويتطلب منهم بذل جهود مضاعفة، وعملاً ومشاركة أوسع وأكثر تفاعلاً وحيوية وإيجابية في مجالات العمل الوطني بأنواعها· إن توجيهات القيادة الرشيدة بالشروع فوراً في عملية إصلاح جذري شاملة للمنظومة التعليمية، سياسةً ونظماً ومنهجاً وتدريباً ودراسةً، والارتقاء بمستوى العاملين في المؤسسات التربوية، أساتذةً وطلاباً ومنشآتٍ وأجهزةً ومعداتٍ، يؤشر لمرحلة متقدمة على طريق الارتقاء بإنسان الإمارات وتحقيق مجتمع الطفرة والتنمية المستدامة، وأن تواكب منظومة التعليم ومخرجاتها متطلبات سوق العمل مع ما يستتبعه ذلك من الاهتمام بتطوير وتنويع الروافد التعليمية، وإفساح المجال أمام العلوم الحديثة والتكنولوجيا المتقدمة للتطبيق الفوري في كافة مؤسساتنا التعليمية بالبلاد· إن الوسائل الكفيلة بتعميم مناهج المعلوماتية والتكنولوجيا الحديثة في مدارسنا وجامعاتنا وتمكين أبنائنا الطلاب من استيعاب التكنولوجيا الحديثة بالقدر الذي يتيح لهم اكتساب الخبرات العملية اللازمة لتلبية الاحتياجات الأساسية للحاق بمواقع العمل المختلفة يظل هدفاً رئيساً تحرص الدولة على تحقيقه، وسد الثغرة الحضارية والمعرفية بيننا وبين من سبقونا إلى آفاق العلوم الحديثة، كما تحرص البلاد على تفعيل دور مؤسساتنا النيابية كمجالس الشورى، والمجلس الوطني الاتحادي في رسم خطط التنمية المستقبلية، وتوسيع المشاركة السياسية لأبناء الوطن، وهي تواصل دعمها المتواصل لحقوق المرأة وتعزيز دورها في المجتمع وحثها على المشاركة الجادة في الانتخابات المقبلة للمجلس الوطني الاتحادي ترشيحاً وانتخاباً· وعلى طريق إعطاء زخم جديد للتنمية الاقتصادية في البلاد وتوسيع مجالاتها وأفقها ووسائلها فقد أفسحت البلاد المجال أمام القطاع الخاص للقيام بدور أكبر في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتمكينه من تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى بالمشاركة مع القطاع العام، ولا شك أن تكاتف وتعاون القطاعين العام والخاص وقيامهما بتنفيذ عدد من المشروعات المشتركة وخاصة في المجال الصناعي سوف يشكل رافداً رئيساً من روافد الدخل القومي، يصب في مصلحة خطط التنمية الشاملة، ويعزز سياسة تنويع مصادر الدخل· كما أن بناء قاعدة صناعية إنتاجية حديثة ومتطورة توفر بديلاً مضموناً للدخل الوطني في حال تقلص أونضوب الدخول النفطية، بات في مقدمة سلم أولويات العمل الوطني بالبلاد· إن تعزيز وتدعيم قدرات قواتنا المسلحة واستمرار مواكبتها لأحدث النظم العالمية تسليحاً وتدريباً يعد ضمانة حقيقية لحماية الوطن وصيانة حقوقه وإنجازاته ومكتسباته، وتحرص الاستراتيجية العسكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة على العمل ضمن إطار استراتيجية التنمية الشاملة، وهي تنظر للأمن الوطني باعتباره بناءً متكاملاً له جوانبه العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وترتبط ارتباطاً وثيقاً باستراتيجية الأمن الجماعي لدول مجلس التعاون والأمن العربي، والأمن والسلم الدوليين بمفهومهما الشامل· إن الطموح في وصول قواتنا المسلحة بكوادرها وأسلحتها ومعداتها وأجهزتها وخططها وبرامجها وكفاءتها القتالية إلى مستوى طموح وتطلعات الوطن وقيادته الرشيدة يعد هدفاً استراتيجياً راسخاً في الضمير العسكري لكل منتسبي هذه القوات، يواصل الجميع عملهم الدؤوب من أجل إنجازه على أكمل وجه· إن الحرص على تنمية مهارات إنسان الإمارات وقدراته الذهنية والبدنية عزز التوجه نحو إحداث طفرة شاملة في رياضة الإمارات بكافة فروعها وأنشطتها ومجالاتها، خاصة أن بعض الرياضات التراثية كالرياضات البحرية وسباقات الهجن والفروسية والقنص والصيد بالصقور شكلت محوراً هاماً في استراتيجية بناء الإنسان لدى المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' باعتبارها رياضات الآباء والأجداد، لا بد من الحفاظ عليها وغرسها في نفوس الأجيال الجديدة حتى تظل هذه الأجيال على تواصل مستمر مع ماضيها العريق· وبفضل الرعاية الكريمة لقيادتنا الحكيمة انطلقت رياضات الإمارات بمختلف أنشطتها وسباقاتها إلى آفاق جديدة ترسخت معها مكانة الإمارات إقليمياً وعالمياً، وحصد أبناء الإمارات جوائز عالمية غير مسبوقة في العديد من السباقات الدولية، وخاصة الفروسية وجمال الخيول والرياضات البحرية بأنواعها وسباقات القدرة والرماية وقفز الحواجز، كما أنه بفضل البنية التحتية المتطورة والتجهيزات المتقدمة والكوادر الوطنية المتميزة أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً هاماً ورئيساً للسباقات العالمية في جميع الرياضات، وحقق أبناء الإمارات من ذوي الاحتياجات الخاصة إنجازات عالمية هامة في فروع الرياضات المختلفة· أما الرياضات النسائية فقد تطورت مع إنشاء أندية خاصة للفتيات، وأفرزت هذه القنوات لاعبات متميزات حملن اسم الإمارات في سماء المحافل الرياضية خليجياً وعربياً ودولياً، وحصدن العديد من الميداليات بأنواعها المختلفة· إن دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك تماماً أن هناك ترابطاً وثيقاً بين حركة تقدمها ورخائها وازدهارها وبين استقرار محيطها الاقليمي والعالمي، ولذا فإنها تتبع في علاقاتها مع العالم الخارجي سياسة متوازنة وفاعلة وذات بُعد إنساني من خلال بناء علاقات إيجابية أساسها الاحترام المتبادل وتشجيع سياسة حسن الجوار، وتبادل المنافع المشتركة مع جميع دول العالم، والإسهام في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، والدعوة لحل المشكلات بين الدول بالطرق السلمية، الأمر الذي أسهم في تحقيق مكانة متميزة للدولة وحضور مؤثر في كل المحافل الاقليمية والدولية· إننا إذ ندعو الله عز وجل في هذه المناسبة العزيزة أن يتغمد فقيد الوطن والأمة والإنسانية المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيَّب الله ثراه'' بواسع رحمته ورضوانه، لنرجوه سبحانه وتعالى أن يحفظ صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ''حفظه الله'' وأخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وأن يشمل برعايته وتوفيقه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· وأن يحقق الوطن على أيديهم جميعــــاً مزيـــــــداً من التــــقدم والتطور والازدهار والعزة والمجد· (وام)
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©