يقف قطاع الأعمال الأميركي على أهبة الاستعداد لاقتحام سوق قطاع الطاقة النووية في الهند المتوقع أن تبلغ قيمته 100 مليار دولار وذلك بعدما بدأ مجلس النواب خطواته لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق الأميركي الهندي للطاقة النووية السلمية الذي أقره مجلس الشيوخ مؤخراً·
ومن المقرر أن تنضم أكثر من 20 مجموعة اميركية لها أنشطة تشمل الطاقة النووية، الى أكثر من 200 شركة اميركية في مناقشات ''قمة الاعمال الهندية الاميركية'' التي تستضيفها مومباي خلال أيام، وهو ما يمثل أكبر بعثة تجارية اميركية الى الهند على الاطلاق· ويشارك في الوفد عمالقة الطاقة ومشاريع البنى الاساسية الاميركية مثل إوويستنجهاوس وبختيل ويونايتد تكنولوجيز ومؤسسة التخصيب الاميركية وفلور كوربوريشن·
وكان مجلس الشيوخ الاميركي وافق مؤخرا على اتفاق تاريخي يضفي الشرعية على التعاملات التجارية النووية مع الهند وهو ما يجعل نيودلهي تقترب خطوة كبيرة من السماح لها بشراء وقود ومفاعلات نووية اضافة الى التكنولوجيا المتعلقة بهذه الصناعة·
وضغطت الشركات الاميركية من مختلف القطاعات بداية من الاتصالات ووصولا الى التصنيع، على الكونجرس لتمرير مشروع القانون الجديد، الذي يعني فعليا ان تتسامح واشنطن مع ما فعلته نيودلهي من مشاريع سرية لدخول النادي النووي في انتهاك لاتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية· ويرى بعض أعضاء المراقبين في مثل هذه الخطوة نوعا من النفاق لأن العالم سينظر الى اميركا على انها تتنازل عن مبادئها النووية لكي تفتح الباب أمام شركاتها لتحقيق مكاسب اقتصادية·
ويقول رون سومرز رئيس مجلس العمل الاميركي الهندي ''الامر يتجاوز بكثير المفاعلات النووية التي تبدو وكأنها قمة جبل الجليد· لقد رفعنا السقف الزجاجي حتى تستطيع التعاملات التجارية النمو بقوة·'' ويدفع كبار رجال الاعمال في أمريكا بأن إبرام اتفاق للطاقة النووية السلمية مع الهند سينهي أعواماً من العلاقات الدبلوماسية الفاترة ويعزز الروابط بين واشنطن وثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان، ويرون أن من شأن هذه الخطوة فتح الطريق أمام موجة من الصفقات التي تفوز بها شركات اوروبية او وروسية، ليس فقط في مجال الصناعة النووية بل وأيضا كل مجالات الاقتصاد بداية من مولدات التوربينات والطائرات الى مشاريع شق الطرق·
وتنتج الهند 132 الف ميجاوات من الكهرباء لكنها تتطلع لاضافة 100 الف ميجاوات اخرى من مصادر الطاقة التقليدية للحفاظ على مسيرة النمو الاقتصادي التي تتأرجح عند مستوى ثمانية في المئة سنوياً· وقد توفر الطاقة النووية حوالي 60 ألف ميجاوات·
وتشير صحيفة ''فاينانشال تايمز'' في تقرير الى انه اضافة الى تلبية الطلب المحلي المتنامي فإن الهند تريد أيضاً الطاقة لدعم بنيتها الاساسية الضعيفة، بما في ذلك توسيع واصلاح الموانئ والمرافئ وشبكات الطرق والسكك الحديدية· ومثل هذه المشاريع مطلوبة بقوة لدعم الصناعة والتجارة الهندية، ومن المتوقع ان تتكلف هذه المشاريع حوالي 500 مليار دولار خلال العقد المقبل·
ولن يصبح مشروع القانون النووي، ساري المفعول قبل الحصول على عدة موافقات حاسمة بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة النووية ومجموعة الدول الموردة للطاقة النووية (45 )دولة· وقال السفير الاميركي لدى الهند ديفيد ملفورد مؤخرا ''على الرغم من أن هناك عدة عراقيل تقف في طريق فتح صناعة الطاقة النووية السلمية في الهند، فإن الشركات الاميركية تريد أن تكون على أهبة الاستعداد للاستفادة من هذا القطاع· يمكن فتح هذا القطاع خلال شهور وعندما ستنهمر الاتفاقيات عليه·''
عدد اليوم
