الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشهداء.. أنبل البشر

الشهداء.. أنبل البشر
5 سبتمبر 2015 21:34
استهلت مهره سعيد المهيري مقالها بآية: «من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله علية فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا»، أيها الرجال في هذا الزمن الذي عز فيه الرجال، إن أعلى المراتب التي يسعى إليها الإنسان قد لا يحصل عليها. أما الشهادة في سبيل الله فهي هبة ومنحة من الله لا يعطيها الله إلاّ لمن أحب. وها نحن نرى الرجال الأسود الذي أذاقوا «الحوثي» الهزيمة بعد الهزيمة ينالون مرتبة الشهادة، والشهداء هم رموز الأمة وشغاف قلبها وشعلتها التي تنير لها دروب الانتصار. والرجال الرجال هم الذين يموتون واقفين، فتمتد منهم على الفور جذور تسافر عميقاً في باطن الأرض تشكل المثبت والثابت لهم ليس على الأرض فقط، وإنما في وجدان الشعب الإماراتي كافة، لهم المجد وللأمة الفخر من بعدهم. استشهاد بواسل الإمارات إنْ دل على شيء، فإنه يدل على مواقف الرجولة والبطولة التي ربوا عليها، حيث لا تسليم ولا استسلام، وإنما مواجهة الأعداء حتى آخر طلقة، فإما الانتصار أو تصعد الروح إلى بارئها، وهذا عمل الشرفاء الذين ربوا على العزة والكرامة وعدم الخضوع للعدو، وهو درب كل الشرفاء في العالم العربي والإسلامي. أنتم السابقون ونحن اللاحقون بإذنه تعالى، إن الشهداء أنبل بني البشر، وأفضل بني الإنسان. هذه الشهادة هي وسام شرف منحه الله لأبنائنا، وإن ما حدث لإخواننا الشهداء يأتي ضمن معركة حقيقية بين الحق والشر وبين العدل والظلم. شهداء من أرض النبلاء يقول د. خليفة علي السويدي إن الشهيد هو الخالد عند ربه الشفيع لمن أحب، فهنيئاً لأسر أحسنت تربية الأبناء كي يكونوا شهداء. أصبحنا في دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الجمعة على خبر أحزن قلوبنا ورفع رؤوسنا، إنه خبر استشهاد 45 من أبناء القوات المسلحة الإماراتية أثناء تأديتهم واجب الدفاع عن إحدى أهم قضايا الأمة العربية المؤثرة بطريقة مباشرة في منطقتنا، وهي القضية اليمنية. وبالرغم من تأثرنا بهذا الخبر وعزائنا لأهلنا إلا أن الحدث رفع رؤوسنا لأننا سطرنا بمداد الدم شهادة على أننا أمة الإنجاز والعطاء والتضحية. خلال نهضة دول الخليج العربية وسعيها في بناء دولة المستقبل، بعد أن منّ الله علينا بخروج المستعمر واكتشاف الذهب الأسود في منطقتنا، وسم البعض شباب الخليج بأنهم مترفون غارقون في متع الدنيا، بعيدون كل البعد عن الفكر أو البذل والتضحية، لكن جاءت قوافل الشهداء كي تقلب السحر على الساحر، وتثبت بعين اليقين أن شباب الإمارات يسالم من شاء السلام، لكنهم أسود أشاوس لمن سولت له نفسه النيل من مكتسباتنا. هؤلاء الشهداء شهدوا على حسن إعداد قواتنا المسلحة وجودة تدريبها، وهم مغاوير في البر والبحر والجو، فشكراً لمن كان وراء إعدادهم وتدريبهم للقيام بمهمتهم الإنسانية في بعض الدول، ومهامهم الحربية في دول أخرى. هذه القوافل ذهبت كي تشهد عند ربها على جهد من ربى من أمهات وآباء. وكل من فقد شهيداً في هذه الأحداث غمر الحزن نفسه، وله كل الحق في أن يحزن، لكننا رأينا ألسنتهم لا تقول إلا ما يُرضي الرب، ورؤوسهم رُفعت لأنهم قدموا فلذات أكبادهم كي يشهدوا لهم عند ربهم أنهم أحسنوا تربيتهم، هناك فرق كبير بين شاب قرر الموت وهو ماجن في غيه، وشاب اختاره الله أن يموت شهيداً في سبيله. كل الخلق سيموتون، لكن الشهيد هو الخالد عند ربه، الشفيع لمن أحب، مستبشراً بما رأى متمنياً أن يعرف قومه منزلته، فهنيئا لأسر أحسنت تربية الأبناء كي يكونوا شهداء. شهداؤنا فخر الوطن يقول أحمد المنصوري : رحم الله جميع شهداء الوطن الأبرار الذين ضحوا بدمائهم وعزاؤنا أنهم انتقلوا إلى رحمة الله وهم يدافعون عن قضية عادلة. كان يوم الجمعة الرابع من سبتمبر الفائت عصيباً على جميع أهل الإمارات، الذين فجعوا بالأخبار الواردة من أرض اليمن، والتي مفادها استشهاد 45 فرداً من جنودنا البواسل، استهدفتهم أيادي الغدر والعدوان الآثمة، فسالت دماؤهم الزكية في معسكر بالقرب من مأرب، ضمن آخرين من قوات التحالف المشتركة التي تقاتل لدعم الشرعية في اليمن ضد الانقلابيين الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح. وسرعان ما تفاعل أبناء الوطن مع الحدث الجسيم في مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، فلهجت الألسن بالدعاء للشهداء والترحم على أرواحهم الطاهرة والدعوة بأن ينزل الله على قلوب ذويهم السكينة والرضى، ويؤجرهم في مصابهم خيراً. وفي حسابات التواصل الاجتماعي أكد المشاركون أن يوم الرابع من سبتمبر هو من أشد الأيام وقعاً على الوطن بعد فقد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، معتبرين أن المصاب لم يكن مصاباً لذوي الشهداء فقط، وإنما هو مصاب الجميع قيادةً وشعباً، وهو ما دلل عليه صدور البيان الرسمي من وزارة شؤون الرئاسة بإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من السبت. العراق: نريدها مدنية يقول د. شملان يوسف العيسى: نشرت جريدة «الحياة» يوم الثلاثاء الماضي، الأول من سبتمبر الحالي، في صفحتها التاسعة خبر "مساعٍ لعقد مؤتمر للقوى السنية العراقية في العاصمة القطرية الدوحة". وتأتي هذه الدعوة للمؤتمر المذكور بغرض توحيد القوى السنية. وتجدر الإشارة إلى أن هيئة «علماء المسلمين» العراقية المعارضة للعملية السياسية أطلقت في منتصف الشهر الماضي «مشروع العراق الجامع». وذكرت الجريدة أن مؤتمر الدوحة الذي سيعقد في الأسابيع القادمة سيبحث توحيد القوى السنية العراقية، وإنهاء حالة التشرذم، والتحفيز لمحاربة «داعش»، وتسوية أوضاع مئات الآلاف من النازحين. نقدر ونحترم الدعوة لتوحيد صفوف سنّة العراق، إذ قد تمهد لاستقرار العراق.. لكن توجيه الدعوة للسنّة فقط دون دعوة الشيعة العرب للحوار في الدوحة، يعطي إشارة خاطئة للشيعة العرب في العراق والمنطقة بأن دول الخليج تحرص على وحدة السنّة وتتجاهل الشيعة العرب في المنطقة. دول الخليج العربية كان موقفها دائماً ولا يزال هو الدعوة للحوار بين الفرقاء السياسيين في العراق، وحثهم على توحيد مواقفهم، والحرص على وطنهم من منطلق مفهوم المواطنة والحرية الكاملة لممارسة العقائد. إن مفهوم المساواة وممارسة العقيدة هما نتاج التطور الحضاري الذي رسخ قواعد الدولة المدنية بكل أبعادها، السياسية والقانونية. وكلما ترسخت الدولة المدنية القانونية اضمحلت أسباب التفرقة واندثرت مبررات الفتنة الطائفية، والعكس صحيح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©