الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فَتِشْ عن المعلمة أولاً

7 سبتمبر 2013 20:44
أنهى أبناؤنا الطلاب عطلتهم الصيفية رسمياً، ويعودون اليوم لمقاعد الدراسة، ليستهلوا عامهم الدراسي الجديد. في مثل هذا اليوم من كل عام، أجد نفسي وقد استدعيت تفاصيل كثيرة تقترن ببدايات كل عام دراسي في كافة مراحل الدراسة رغم عشرات السنين التي مضت. ولا أبالغ إن قلت إنها لا تزال محفورة في جنبات الذاكرة بكل تفاصيلها الدقيقة، من أسماء وألوان وأماكن وحكايات طفولية مشاكسة وبريئة. أجزم أنني ما زلت أتذكر أسماء معظم أصدقائي المقربين الذين زاملوني حتى نهاية المرحلة الابتدائية، وأتذكر تماماً أول معلمة استطاعت أن تستحوذ على حبي لها، ويرجع إليها الفضل الأكبر في حبي وتعلقي بمدرستي لدرجة أنني كنت أكره كل أيام العطلات والإجازات لأنني لا أذهب فيها إلى مدرستي. هناك في المقابل كثيرون كرهوا مدارسهم بسبب عدم ارتياحهم وتقبلهم لمعلمة الفصل التي استقبلتهم في أيام الدراسة الأولى. وهناك غيرهم يتفننون في التمارض وادعاء الأسباب الوهمية والتبريرات غير الحقيقية ليغيبوا يوماً أو عدة أيام عن مدارسهم، ليس إلا تجنباً ـ ولو ليوم واحد ـ من رؤية معلمة الصف، إما خوفاً أو مقتاً أو لسبب ما يحتاج عند الإجابة عليه أن نسأل المعلمة نفسها:« لماذا يدعي الطالب ـ الطفل ـ المرض أحياناً حتى لا يذهب إلى المدرسة؟». في حالة وجود طفل مُشكل ـ من بين أعضاء الأسرة ـ فالقاعدة التربوية تقول: « ليس هناك طفل مُشكل، وإنما هناك آباء وأمهات مشكلون»، فإن الأمر نفسه ينسحب بالضرورة على الأبناء الصغار في المدرسة، فبالتأكيد ليس هناك طالب مشكل، وإنما علينا أن نبحث عن «المشكلين» من أعضاء الهيئة التعليمية، خاصة معلمة الصف. كثيرون كرهوا مدارسهم لأن معلمتهم لا تستقبلهم إلا بالصراخ، والصياح، والعويل، أو التهديد. وغيرهم كثيرون كرهوا مدارسهم لأن معلمتهم لا تستمع إليهم، ولا تعير لهم بالاً عندما يستسمحونها في الذهاب إلى «التواليت»، ولا حتى لديها متسع كي تسمع شكوى وألم الطفل الصغير الذي يضطر إلى احتباس «البول» حتى وقت «الفسحة المدرسية» أو ما يسمى « الفرصة»، وهي بالطبع تجهل ما يسببه هذا المنع من أضرار صحية على «مثانة» الطفل، والمتاعب والمضاعفات التي تحدث له في المستقبل! كثيرات هن اللاتي يتسببن في تكوين عقد نفسية للأبناء من مدارسهم دون أن يقصدن، أو لأنهن يجهلن طبيعة نمو الطفل، ويجهلن الطريقة التربوية الصحيحة التي تشكل الاتجاهات المبكرة للطفل ـ سلباً وإيجاباًـ تجاه مدرسته، وتجاه العملية التعليمية برمتها. كثيرات من هؤلاء لا يعلمن أن الدراسات التتبعية لأعداد هائلة من الطلاب تؤكد أن اتجاهات الطلاب في كافة المراحل الدراسية نحو المواد والمقررات الدراسية تتشكل وتتكون ـ شغفاً وكرهاً ـ بسبب مدرس أو مدرسة المادة، لا سيما في مرحلة التعليم الأساسي. فإذا أحب ولدك الصغير اللغة العربية، أو الإنجليزية، أو الرياضيات، أو العلوم، أو حتى الرسم، أنصحك بالتفتيش عن معلمته فوراً، والعكس صحيح. وياريت نحاول نفهم! المحرر | ‏kho rshied.harfo sh@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©