«ورقة البهاء» للشاعر محمد بنيس إلى الفرنسية

صدر للشاعر المغربي محمد بنيس ترجمة جديدة لمجموعته الشعرية “ورقة البهاء” إلى اللغة الفرنسية، وجاء الكتاب الذي حمل ايضا النص العربي بجانب الترجمة الفرنسية في 198 صفحة من القطع المتوسط وقام بترجمته منير سرحان وراجعه الشاعر والناقد الفرنسي برنار نويل. وكان ديوان “ورقة البهاء” صدر بالعربية في طبعة أولى سنة 1988 ثم في طبعة ثانية سنة 2000. ويمثل صدور ترجمة الكتاب إلى الفرنسية، قيمة خاصة لدى الشاعر بنيس حيث يقول “الديوان كان مرحلة جديدة في كتابتي الشعرية. إنه الديوان الذي يعود إلى مدينة فاس، مدينة ميلادي ونشأتي الأولى، من أجل أن ينظر إليها بارتباط مع كل من حياتي الشخصية وحياة الكون في آن”. ويضيف “كنت غامرت حينها بالتخلص من شكل القصيدة الواحدة المستقلة بعنوان واحد، واتجهت نحو بناء مقاطع في ديوان. وقادني هذا الشكل إلى اعتماد الصفحة المتعددة في الصفحة الواحدة، بالإضافة إلى استحضار المخطوطات العربية وتقنياتها الكتابية، مع الانتباه إلى الأشكال النصية والخطية في الثقافة العربية، في العمارة كما في المصنوعات. ولم يكن كل ذلك منفصلا عن مرجعيات موسعة وضعتها في الكتاب بطريقة ما أسميه “كتابة المحو” ويتابع “كل هذه الخصائص الكتابية تجعل “ورقة البهاء” عملا شديد الصعوبة من حيث القراءة، وبالتالي من حيث الترجمة ثم الإخراج”. ومن قصائد الديوان نقرأ: فاسٌ تلٌّ مِرْنانٌ مُنخفِضٌ أفقٌ للحفْـلِ بَياضٌ حارٌّ لا يَتذكَّرُهُ مَنْ ماتَ وَ مَنْ سيمُوتْ فاسٌ عَرصَاتٌ للرُّوحِ الوَثنيةِ أشجارُ الرُّمَّانِ دَوَالي الأعْنابِ النّارنْجُ نَواويرُ الغُنْبازْ فاسٌ مجْنونٌ يبحَثُ عنْ مَجْنُـونتهِ يترنّحُ بيْنَ بقَايا تنْغيمِ رَبابٍ أندلُسيٍّ أعْيادٍ لا حُلْمَ لهَا تكْوينِ مساءٍ مُضْطَربٍ شَطحَاتٍ منْفيةٍ مجْهُولِ الماءْ فاسٌ حجرٌ يتسَاندُ أمْلسُ مَصقولٌ بسَحيقِ ريَاحْ بدمٍ يتلاشى عنْدَ هُنيْهاتٍ متخفيةٍ برُباعية بشُحُوب صَباحْ. ويضيف في مكان آخر من الديوان: هَلْ تَسْمعُ فاسَ تُغنّي لابْنِ سُليْمانَ وأعْني ابنَ حَبُوسْ ولدٌ يَفْتلُ إقْليدَ الشّعْرْ ويُعَاشرُ أقْواسَ سَبُو ولدٌ يَغْسلُ أدْراجَ الصّفّارينْ بدمَاءِ الصّمْتْ ولدٌ يعْبرُ من أشْفارِ امْرأةٍ لمَنازهِ غرْناطةْ ولدٌ فتَّشَ في رمْلِ سَبأْ عنْ رنينِ الشّامْ.