الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فواز «السعيد»

فواز «السعيد»
5 ديسمبر 2010 22:49
اعتدنا هنا أن يكون البطل شخصاً.. فكيف الحال عندما نرسم ملامح الأوطان؟ وأي الصور نستدعي لاستشراف الملامح والتفاصيل، وهل يصلح الوطن أن يكون شخصاً ولو اعتبارياً؟..نعم يصلح، فهو عنوان كافة الشخصيات، وهو الجذور.. هو البداية والنهاية.. هو سمرة الوجوه وبياضها، هو الخطوط التي تمتد في تفاصيلنا تكتب العنوان ورحلة الزمن. وفي اليمن السعيد، وطوال أسبوعين من المنافسات في «خليجي 20»، كان اليمن هو البطل..اليمن الفريق والجماهير والمنظمون والناس في الشارع.. احتوتنا أرض الجنوب، التي قالوا عنها إنها كانت أرض الجنتين قديما، واكتشفنا أن جنانها كثيرة، لكنها تقبع أولاً في صدور أهلها الطيبين الذين استقبلونا كما ودعونا.. بابتسامة رضا وعفوية لن تبرح العيون. ولكن من يستحق أن نرسم ملامحه عنواناً لليمن؟.. لا أحد يختزل الشعب اليمني في البطولة، سوى ذلك الفتى «فواز» الذي صاحبنا أسبوعين.. في الشوارع والفنادق، وعلى شاشات التلفزيون وصفحات الصحف، بعد أن اختارته اللجنة المنظمة ليكون شعاراً للبطولة، وفي 14 يوماً فقط، بلغ الفتى أشده، وصار رمزاً للكرة اليمنية ولشباب اليمن، لاسيما وأن صاحب الفكرة استوحاه من مسيرة لاعب يمني فذ، هو علي محسن المريسي عندما كان لاعباً، وهو يستقبل الكرة على صدره. ومن وجه فواز أطلت الملامح التاريخية، فالفانيلة التي يرتديها لونها أزرق بلون عدن التي تبيت كل لياليها وهي تستحم في ماء البحر، والمعوز يمثل دلالة يمنية، فكثير من المحافظات في اليمن يكثر فيها التنوع في الأزياء، بينما المعوز هو الرداء الوحيد الذي يلبسه كل اليمنيين، وحمل فواز سمات الصياد العدني ببساطته وقوة حركته التي طوعها حباً في الكرة، أما الربطة التي في الرأس فمثلت جماهير الكرة اليمنية وخصوصاً العدنية، وحملت هذه الربطة علم الجمهورية اليمنية. لم يكن فواز فقط شعاراً، لكنه قفز من فوق البوسترات ليسير بجانبنا في الشارع، ولكن في أكثر من وجه.. جلس بجانبنا في المدرجات، وصاحبنا في شوارع عدن، ورافقنا في معالمها التاريخية، وحدثنا عن صهاريج عدن، قلعة صيرة، منارة عدن، وقصر سلطنة لحج، وبيت الشاعر الفرنسي رامبو، وسار بنا إلى شواطئ عدن وعدن الصغرى، وحتى حين خرج «الأحمر» لم يفقد فواز بريقه ولم تفارقه ضحكته. واليوم ونحن نودع اليمن، لابد وأن نشكر فواز، وهو من جانبه أهل لتوصيل رسالتنا إلى كل اليمن: شكراً لليمن الذي أسعدنا.
المصدر: عدن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©