مغامرة «الأبيض» أذهلت الجميع

شارك منتخب الإمارات في كأس الخليج في نسختها العشرين بتشكيلة جديدة، خلت من أهم الأعمدة، لظروف مشاركة المنتخب الأولمبي، في دورة الألعاب الآسيوية في جوانزهو، والتي تكللت بالفوز بالميدالية الفضية، في إنجاز غير مسبوق للكرة الإماراتية، وكذلك غاب لاعبو الوحدة، وذلك لكي تتاح الفرصة لهم للإعداد للمشاركة في كأس العالم للأندية، والتي ستنطلق في أبوظبي، بعد ثلاثة أيام من نهاية البطولة الخليجية. وكان الهدف المعلن من وراء مشاركة الإمارات، هو المساهمة في إنجاح البطولة، ولم يكن من المعقول التفكير بقدرة الفريق في المنافسة على اللقب، وهو الذي يدخل المسابقة بتشكيلة معظمها من الوجوه الشابة التي تشارك دولياً للمرة الأولى. وهذا جعل منتخب الإمارات يلعب مبارياته من دون ضغوط، وكان عاملاً إيجابياً ساهم في جعل اللاعبين يخوضون المباريات بأريحية كبيرة، وبالتالي قدم الفريق عروضاً متميزة، فاجأ بها الجميع، وبالأخص جماهيره التي كانت تتوقع أن يكون الفريق أول المودعين، ولم تكن تطمح إلى أكثر من التمثيل المشرف، خصوصاً أن المنتخب قد جاء إلى عدن ولم يستعد لأكثر من 12 يوماً، ولعب مباراة ودية وحيدة أمام الهند فاز فيها بخمسة أهداف نظيفة. وفي المباراة الأولى للفريق أمام العراق تميز المنتخب بانضباط تكتيكي عالٍ، ونفذ اللاعبون ما طلبه منهم المدرب بالحرف، ولم يتمكن المنتخب العراقي من اختراق الخطوط الخلفية لمنتخب الإمارات سوى في مرات نادرة، وكان الحارس ماجد ناصر متألقاً في صد المحاولات التي نفذ منها منتخب العراق، وقبل نهاية المباراة بثلاث دقائق احتسب الحكم ضربة جزاء للعراق، وتقدم لها يونس محمود، ولكن تعملق الحارس ماجد ناصر الذي تمكن من التصدي للكرة، وحافظ على النقطة التي استخلصها المنتخب من أنياب أسود الرافدين. وكانت المواجهة الثانية أمام عُمان، هي مباراة بين آخر بطلين للمسابقة، وواصل منتخب الإمارات مغامرته، ولكن بجرأة أكبر هذه المرة، حيث هدد المرمى العُماني في أكثر من كرة، بينما فشل منتخب عُمان من اختراق الدفاع الإماراتي، ولم يفلح أي من الفريقين في التسجيل، لتنتهي المباراة التي جاءت متواضعة فنياً سلبية النتيجة. وفي المباراة الثالثة أمام البحرين انفجر منتخب الإمارات، وتمكن من تسجيل هدفين في أول ثماني دقائق، فتقدم سبيت خاطر من ضربة حرة مباشرة في الدقيقة الرابعة، وأتبعه فارس جمعة بهدف ثان في الدقيقة الثامنة، وقدم “الأبيض” في تلك المباراة أجمل عروضه، بينما قلص منتخب البحرين النتيجة في الدقيقة الخامسة والثلاثين، لينتهي الشوط الأول على تلك الأهداف الثلاثة. وفي الشوط الثاني سجل اللاعب أحمد جمعة الهدف الثالث لمنتخب الإمارات لينهي حظوظ البحرين، ويعلن تأهل المنتخب إلى الدور نصف النهائي كمتصدر للمجموعة الثانية، وعلى حساب ثلاثة منتخبات تفوقه في الجاهزية والإعداد. وحاول منتخب الإمارات مواصلة مغامرته في البطولة بمواجهة المنتخب السعودي في الدور نصف النهائي، ولكن كان الإرهاق قد حل باللاعبين ولم يقدم العرض المنتظر، ومع ذلك فلم يكن منافسه السعودي أفضل حالاً منه، ولولا الخطأ الفادح الذي ارتكبه عامر مبارك، واستغله الفريق السعودي في تسجيل هدف المباراة الوحيد، لربما واصل الفريق تحقيق المفاجأة. انتهت مشاركة “الأبيض” في البطولة، وعاد وسط حالة من الرضا على نتائج الفريق التي أسعدت جماهيره، بعد أن أصبح الفريق قادراً على تقديم العروض المتميزة بأي تشكيلة كانت، وتفوق على منتخبات مرشحة للمنافسة، وتقدمها في ترتيب المجموعة، كما أن هذه المشاركة طمأنت الجماهير على مستقبل الكرة الإماراتية، وقدمت للمنتخب وجوهاً جديدة سيكون لها شأن كبير خلال الأيام القادمة. نجم الفريق .. «كابتن ماجد» الحارس الأمين عدن (الاتحاد) - ظهر العديد من اللاعبين في منتخب الإمارات بمستويات متميزة، على الرغم من حداثة مشاركة بعضهم مع المنتخب، ولكن يبقى ماجد ناصر هو الحارس الأمين للمنتخب، والذي ظهر بشكل بارز في البطولة، ومنذ المباراة الأولى تمكن من التصدي لأكثر من كرة عراقية، وأهمها ركلة الجزاء التي نفذها يونس محمود، وواصل تألقه في المباراة الثانية أمام عُمان وحافظ على نظافة شباكه لمدة 215 دقيقة، قبل أن يتمكن اللاعب عبد الله فتاي من التسجيل لمنتخب البحرين، كما دخل مرماه هدف آخر أمام السعودية، ومع ذلك فقد أنقذ مرمى “الأبيض” من العديد من الكرات الصعبة، واستحق نجومية “الأبيض” في البطولة. كاتانيتش يستحق درجة التفوق عدن (الاتحاد) - أثبت السلوفيني كاتانيتش، أنه واحد من أفضل المدربين في البطولة، عندما قاد فريقاً يتجاور لاعبوه للمرة الأولى، وقدم مستويات متميزة، على الرغم من غياب الانسجام، وقلة الخبرة الدولية لدى معظم اللاعبين، وتمكن كاتانيتش من التغلب على بقية المدربين في المجموعة الثانية، وتصدرها بخمس نقاط، ولم يتذرع المدرب بالحجج والمبررات عندما تم سؤاله عن المشاركة بفريق الرديف، حيث قال إن هؤلاء اللاعبين الذين في القائمة هم الفريق الأول، ليحصل على احترام الجميع وبات من الواضح أن كاتانيتش من المدربين المخلصين في عملهم، وهو يسعى إلى بناء تاريخ لكرة الإمارات، بالإضافة إلى نجاحه الشخصي. حقائق إماراتية عدن (الاتحاد) - لعب منتخب الإمارات أربع مباريات في البطولة، فحقق الفوز في مباراة وتعادل في مباراتين وخسر مباراة، وسجل منتخب الإمارات ثلاثة أهداف في البطولة عن طريق سبيت خاطر وفارس جمعة وأحمد جمعة، وجاءت الأهداف الثلاثة، في مباراة واحدة أمام البحرين، بينما اهتزت شباكه مرتين، ولم يسجل منتخب الإمارات أي هدف في أول 184 دقيقة في البطولة، كما لم تهتز شباكه في أول 215 دقيقة فيها.