الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا: الأهداف المحتملة للضربة

سوريا: الأهداف المحتملة للضربة
6 سبتمبر 2013 23:12
تواصل وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات الأميركية تنقيح قائمة الأهداف بالنسبة لأي ضربة أميركية لسوريا؛ غير أن أحد الأهداف الرئيسية سيكون بدون شك منشآت وزارة الدفاع في منطقة جمرايا ومحيطها شمال غرب دمشق. وقد يكون الهدف رقم 1 هو مركز الدراسات والبحوث العلمية، الذي أُسس في بداية السبعينيات، ويوصف بأنه المعادل السوري لمختبر لوس ألاموس الوطني في الولايات المتحدة، الذي تم فيه تطوير أول قنبلة ذرية. وكان تقييم استخباري أُفرج عنه الجمعة قال: «إن الأشخاص الذين تشير التقييمات إلى أنهم مرتبطون بالمركز، كانوا يقومون بإعداد أسلحة كيماوية قبل الهجوم»، مشيراً إلى أن المعلومات بشأن تلك الاستعدادات أتت من «مصادر استخبارية بشرية، وأخرى عن طريق الأقمار الصناعية، واعتراض الاتصالات» تم جمعها قبل ثلاثة أيام على الهجوم. وعلى رغم أنه يقع داخل وزارة الدفاع، إلا أن مركز الدراسات والبحوث العلمية يخضع مباشرة لبشار الأسد. ولدى مدير المركز مرتبة تعادل مرتبة وزير كبير في الحكومة؛ وتخضع له ثلاث هيئات سورية أخرى تشارك في تطوير الأسلحة غير التقليدية وهي المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، ومعهد الإلكترونيات، والمختبر الوطني للمعايير والمعايرة. وكان المركز قد وُصف من قبل بوش في 2005 بأنه «الوكالة الحكومية السورية المسؤولة عن تطوير وإنتاج الأسلحة غير التقليدية وعن الصواريخ التي تقوم بإيصالها»، والتي كانت تشمل «أسلحة بيولوجية وكيماوية». وكان قد وُضع على قائمة وزارة الخزانة الأميركية للجهات التي تحتاج إلى تراخيص من أجل التصدير وإعادة التصدير لأنها تطرح خطر تحويل بعض المواد إلى برامج مرتبطة بأسلحة الدمار الشامل. وبعد عامين على ذلك، تم وضع الهيئات الثلاث الأخرى على القائمة نفسها. ويُحظر على معظم موظفي المركز التحدث مع مجموعات أو أفراد أجانب. ويعتقد مسؤولون استخباريون أميركيون أن الأسلحة الكيماوية وغيرها مخزنة في غرف محصنة تحت الأرض في المنطقة التي يوجد فيها مقر المركز بجوار جبل قاسيون. ولكن منطقة جمرايا حيث يقع مركز الدراسات والبحوث العلمية تضم أيضاً أهدافاً عسكرية ممكنة أخرى. فبجوار مقر المركز إلى الجنوب الغربي يوجد اللواء 104 حرس جمهوري؛ وإلى الشمال يوجد مقر القوات الخاصة السورية ومنطقة تدريبها الرئيسية. كما أن ثمة مناطق تدريب أخرى تابعة للجيش السوري إلى الغرب. وكانت طائرة إسرائيلية هاجمت في يناير الماضي قافلة قرب منطقة مركز الدراسات والبحوث العلمية، التي يفترض أن تكون محمية بواسطة بطاريات مضادة للصواريخ روسية الصنع. وكانت القافلة متجهة نحو لبنان وعلى متنها قطع غيار أسلحة مضادة للطائرات. وأفادت بعض التقارير وقتئذ بأن المركز استُهدف، ولكن الصور الجوية أظهرت أن هذا الأخير لم تلحق به أية أضرار. ويعتقد الثوار السوريون أن منطقة مركز الدراسات والبحوث العلمية ستكون هدفاً أميركياً. وفي هذا السياق، قال قاسم سعد الدين، وهو عقيد سابق في الجيش السوري والمتحدث باسم المجلس العسكري الأعلى التابع للثوار، لوكالة «رويترز» إن الثوار مستعدون لاستغلال تلك الضربات. ومن بين المواقع التي أشار إليها سعد الدين هناك «قوات النخبة التي يُعتقد أنها الأكثر ولاءً للأسد» و«مقر القيادة العسكرية... وبعض مناطق تخزين الأسلحة». وفي يوم الثلاثاء الماضي، قال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إنه واثق من أن المخطط الهجومي سـ«يردع ويُضعف» قوات الأسد الكيماوية. كما أوضح أنه يقوم بإعداد «مجموعات من الأهداف، ستهيئ أولاها الظروفَ لعمليات التقييم، بينما ستُستعمل الأخرى إذا دعت الضرورة إلى ذلك». والسابقة الجديرة بالاستحضار هنا هي «عملية ثعلب الصحراء» في ديسمبر 1998، التي استهدفت فيها إدارة كلينتون منشآت صدام حسين الخاصة بأسلحة الدمار الشامل على مدى أربعة أيام. وعلى رغم أن العملية زالت على الفور تقريباً من ذهن الجمهور الأميركي لأنه سرعان ما أعقبها النقاش في مجلس النواب حول عزل الرئيس، إلا أنها دمرت بنية أسلحة الدمار الشامل العراقية، مثلما اكتشفت إدارة بوش لاحقاً. ولعل من المفيد أيضاً التذكير بالأسلحة التي استُعملت في تلك الضربات. فخلال الليلة الأولى، تم استعمال نحو 250 صاروخ توماهوك و40 طلعة جوية لقاذفات قنابل، وركزت الضربات على شبكة الدفاع الجوي العراقية حيث شملت الأهداف مواقع مضادة للطائرات ورادارات ثابتة ومنشآت القيادة والسيطرة، وذلك حتى تستطيع الطائرات الأميركية الاشتغال بشكل آمن. وخلال الأيام التالية، شملت الأهداف الحرسَ الجمهوري وقوات خاصة أخرى، وعناصر الاستخبارات، والقواعد الجوية. كما تم ضرب منشآت أسلحة الدمار الشامل، ومن ذلك مصانع الاستعمال المزدوج التي كانت تنتج مكونات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، إضافة إلى مختبرات الأبحاث. وإضافة إلى ذلك، استهدفت الولايات المتحدة إنتاج الصواريخ ومنشآت الإطلاق. وإجمالاً، تم استعمال نحو 415 صاروخ كروز و600 قنبلة ضد 100 هدف. وقال البنتاجون إن 97 منها استُهدفت بنجاح. ويوم الأربعاء، كان ديمبسي أكثر تحديداً بشأن سوريا في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب حيث قال إنه سيستهدف أهدافاً «مرتبطة مباشرة بالسيطرة على الأسلحة الكيماوية ولكن بدون تعريض تلك الأسلحة الكيماوية لخطر فقدان الأمن». والتر بينكوس واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبورج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©