الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عين خير

عين خير
23 يناير 2011 20:14
أشباح الماضي المشكلة: عزيزي الدكتور : أنا فتاة في منتصف العقد الثالث من العمر، جامعية، من أسرة ميسورة الحال وتتمتع بسمعة جيدة، يقولون عني أنني جميلة للغاية، وأظن أنني أتمتع بمواصفات تجعلني محل أحلام الشباب. المهم أنني تخرجت، ولم يمض أسبوع واحد إلا وكان هناك عريس يطلب يدي، وهذه ليست المشكلة، وإنما مشكلتي تكمن في أنني ومنذ المرحلة الثانوية تعرفت على شباب كثر للغاية، وسلكت طيلة السنوات الماضية الطريق الخاطئ والعلاقات المحرمة التي لم أجن منها إلا الندم والمشاكل وضياع الوقت، حتى أن أخباري تسللت إلى أختي الكبيرة وأمي. لكن منذ أشهر قليلة تعرضت لموقف ثم حلم مزعج أيقظاني من سباتي وغفلتي، والحمد لله اهتديت وتبت توبة صادقة بحق. لكنني أشعر أنني فتاة سيئة السمعة، وكأن كل الناس يغتالونني بنظراتهم، وشعرت بالضيق، وبدأت أنعزل عن صديقاتي وعن الناس وعن المجتمع، ولا أريد أن أرجع إلى الوراء، وأنتظم في صلواتي ودعائي لعل الله يقبل توبتي، وما يزيد حيرتي أن الخُطّابَ لا يكفون عن التقدم لي، إلى أن وفقت في أن خطبت لرجل ذي خلق ودين ومركز اجتماعي جيد ومتمسك بي للغاية، لكنني في قلق ورعب شديدين وخائفة من أن يعلم بما كنت عليه في السابق، وخوفي الأكبر من الشباب الذين سبق أن عرفتهم أن يظهروا في طريقي في أي وقت ولا سيما أن بعضهم من أبناء منطقتي التي أسكن فيها مع الأسرة. وأحياناً أشعر أنني خدعت خطيبي، رغم أن توبتي صادقه منذ أكثر من سنة. أحياناً أفكر أن أفسخ خطبتي قبل أن يعرف أو حتى يتزوجني ومن ثم يطلقني. أعذرني فأنا مشتتة التفكير والتركيز وعاجزة عن التصرف السليم، وغير قادرة تماماً على اتخاذ أي قرار صائب. فبم تنصحني؟ باسمة و . س النصيحة : ابنتي العزيزة.. هوني على نفسك، فالتفكير المتسرع المرتبك، سيدفعك إلى الخطأ حتماً، ولا ننسى أن نشكرك على ثقتك بنا، وإن كنت أستشعر صدقك، أحيي فيكِ شجاعتك ورجوعك إلى الحق والصواب واعترافك بذنوبك، وحرصك على الالتزام بالطريق الصحيح والتوبة النصوح إن شاء الله، وبالتالي عليكِ الالتزام بما نقوله لك دون خوف أو تردد أو قلق. الأمر الأهم في البداية أن نبشرك بقبول التوبة إن شاء الله إن صدقت نيتك، فالله جل شأنه يحب التوابين، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”. فقولك “لم أجن منها إلا الندم والمشاكل وضياع الوقت”، فهذا اعتراف صريح لمن جرب.أما بالنسبة للشباب الذي تخشين من أذيتهم فاستعيني بالله تعالى واسأليه أن يصرف عنك شرهم. لكن أؤكد ألا تتهاوني في حقك من البداية إن أظهر أحدهم خسة منبعه وأراد أن يبتزك ويعيدك إلى دائرة الحرام، فأى تنازل منك وإن بدا بسيطاً سيجرك إلى مزيد من التنازلات التي تدفعك عنوة إلى منزلق لا يحمد عقباه. ومن ثم عليك التصرف بحدة وصرامة وثقة وشجاعة، واعلمي أنهم سيكونون أضعف مما تتخيلين، وأن الله سيكون معك، واستعيني بأهل الحكمة ممن تعرفين من أهلك أو الجيران، أو الاستعانة بالجهات القانونية المختصة إن استدعى الأمر، ولا تخشين شيئاً، لكن سكوتك وتهاونك سيجرك لكثير من المشاكل. وعليك توضيح ذلك لأي منهم إن لمستي منهم أي إشارة خسة أو ابتزاز. وبالطبع لا أنصحك بالعزلة والابتعاد عن الناس، عيشي حياتك بشكل طبيعي، واقبلي على الزواج دون خوف، ما دمت تتأكدين من خطيبك وحسن دينه وخلقه، ولا تخبري أحداً مهما كان عن علاقاتك السابقة، وثقي بالله تعالى فالله لا يخيب من رجاه. فللتوبة النصوح أثر إيجابي كبير في حياة المسلم، وعليك الاستمرار فيها والإكثار من العمل الصالح فهو من أسباب سعادة المسلم في الدنيا والآخرة. ونسأل الله تعالى أن يغفر لنا ولك الذنوب إن شاء الله. ابني.. لا أفهمه المشكلة : عزيزي الدكتور: أنا أم في أسرة متفاهمة ومترابطة وسعيدة، ولا نتعامل إلا بالصدق سواء بيني وبين زوجي أو مع الأبناء، وعلاقتنا يسودها الحب والاحترام والحمد لله. المشكلة تتعلق بابني الأكبر، عمره ستة عشر عاماً، وهو أكبر إخوته، وقد ظل الابن الوحيد لمدة خمس سنوات قبل أن أنجب بعده أختين وأخا له. كان مدللاً بطبيعة الحال من الجميع، وكان مستواه الدراسي جيد جداً. وما إن دخل المرحلة الإعدادية بدأ مستواه الدراسي ينخفض، المهم أنه لا يبالي ولا يكترث كما كان في السابق، كان في البداية يخاف مني ولا يرد لي طلباً أما الآن فقد تغير، وأصبحت علاقته بي سيئة وعنيد، واكتشفت مؤخراً أنه أصبح يدخن ولا أستطيع أن أمنعه أو أفعل شيئاً معه، ووعدنا بالتوقف عن هذه العادة السيئة لكنه لا يفي بوعده. وهو إجمالاً طلباته قليلة، ويثق جدا بنفسه، ويعد بشكل عام هادئ الشخصية، وفي لحظة يصبح عصبي المزاج ولا يتحكم في أعصابه كما ينبغي، وأشعر أن زمام الأمور قد تفلت منا، ويحتاج دائما أن نذكره بالصلاة والالتزام فيصلي، ومن جانبي أحاول أن أصادقه، والأب يتفهمه جيداً ويحاول أن يتقرب منه، لكنه يثير أعصابنا بلا مبالاته وعناده. ولاحظت أيضاً أنه أصبح لا يصارحني بما يفعل كما كان في السابق ويخبرني بما يدور بخاطره. أحياناً أشعر أنه يتعمد استفزازي، ولا يتحمل أي مسؤولية تجاه إخوته، وأحياناً يضربهم أو يتعامل معهم بعصبية وسيطرة كلما سنحت له الفرصة، وأريد أن أكسبه ولا أقف ضده، لكنني غير قادرة. أم نزار النصيحة: الأخت الفاضلة .. إن المراهقة فترة حرجة للغاية في حياة كل إنسان، فالمراهق عادة ينتابه شعور بالحزن والكآبة والرغبة في التمرد والتغيير، وعلى الأم بوجه خاص أن تحتوي ابنها وتقترب منه وتصبح صديقة ودودة له، فإذا كانت الأم متفهمة وقريبة من ابنها مرت هذه المرحلة بسلام وان كانت بعيدة عن ابنتها وقاسية ستتحول العلاقة بينهما إلى حرب وصراع. وبلا شك أن التدليل قد ألقى بظلاله على سلوكيات ولدك، ومما يؤسف له أن الفتى اكتسب مبكراً عادة التدخين، وربما نتيجة الصحبة السيئة. ويحسب له أنه لا يزال ملتزما بالجانب الأخلاقي والديني. لا تقلقي كثيراً على ولدك وحاولي دائما معه دون أن تفقدي صبرك، لكن أريد منك أن تأخذي بعين الاعتبار الظروف الاجتماعية التي يمر بها الفتى المراهق من حيث المشكلات التي تواجهه في تحصيله الدراسي. فالمرحلة التي يعيشها مرحلة معقدة وصعبة ومن سمات التغيرات التي يمر بها أن تجعل منه عنيفا أحيانا ومتوترا أحيانا أخرى. وأظن أن تراجع مستواه يرهقه ويقلقه وان أظهر أنه لا يبالي، بل ويخرجه عن طوره لأنه يدرك أن ذلك يشكل تهديدا كبيرا لمستقبله وحياته. فهو في هذه المرحلة يحتاج إلى المساندة المعنوية والعاطفية، ويحتاج إلى حب الأبوين ورعايتهما وصداقتهما معاً. عليك معرفة أسباب التقصير المدرسي فقد لا تكون ناجمة عن تقصير شخصي بل قد تكون ناجمة عن أوضاع خارجية مثل مستوى المدرسة أو المدرسين أو الظروف التعليمية المحيطة به وأشياء كثيرة. عليكما مصارحة الفتى بأنكما على استعداد لتقديم كل ما تملكان من عاطفة ومال وقوة من أجل تحقيق طموحاته ومساعدته في أن يحقق نجاحا أفضل في الحياة. وأنكما أيضاً لا تترددان في حسابه إن قصر في واجباته أو لم يستجيب لدعمكم له، فمزيد من الحب والحنان والتفهم والمشاركة والصداقة والابتعاد عن لغة التهديد والتعنيف والتأنيب واللوم والشكوى، بل يجب عليكما اعتبار مشكلات الفتى مشكلاتكما أنتما شخصيا، وعليكما أن تبذلا نشاطا كبيرا في كل المستويات لتفهم أوضاع الشاب ومساعدته على تجاوز هذه المرحلة وتحقيق النجاح الذي تتمنونه له ويتمناه لنفسه بإذن الله. زواج بالإكراه المشكلة: عزيزي الدكتور : هذه المشكلة بمثابة الكآبة تخيم على منزلنا الذي كان دائم السعادة من أثر مشكلة يعاني منها أحد أفراد أسرتي وهو أخي الأكبر “مهندس 28 عاما” الذي كان وما زال رمزا للحب والعطاء والحنان في الأسرة كلها. وللأسف كلنا قد شاركنا في صنع هذه المشكلة التي سببناها لأخي الحبيب دون أن نشعر، ومن منطلق الحب والحرص واعتبارات لا يمكن التغاضي عنها. المشكلة ببساطة أننا ضغطنا على أخي ليتزوج ابنة عمه التي كنا نرى فيها أنها تتمتع بصفات مثالية في نظرنا “الأصل الطيب الجمال، والشهادة العليا”، لكنه لم ير فيها ما يريد، ولم يحس تجاهها بالقبول، ولا يستحسن أي رد فعل لها، فهي أنانية ولا تعينه على طاعة الله.وعمي للأسف هو الذي نوه إلى هذا الزواج بالرغم من خطابها الكثيرين فأحرج أبي للغاية، ونحن نقول أنهم لبعض من زمان، واستمرت الخطوبة لمدة شهور بضغط قوي على أخي منا جميعا، ورغم شخصية عمي القوية وتمسكه برأيه وافق حبا في أخي المثالي الذي يأتمنه على ابنته الحبيبة إليه، وظل أخي ثابتا على رفضه، فإذا بأبي يمرض مرضا شديدا ونخاف عليه وكذلك عمي، فنلتف حوله ونضغط عليه بشتى الطرق فيوافق بعد عناء ويتزوجها مع عدم قبوله المستمر لها لدرجة الكراهية الشديدة لها. ومن الشهر الأول للزواج تحمل وتلد وهو لا يطيق الجلوس معها، ويمثل أمامها عكس ذلك ويفيض به الكيل، فيتغير تجاهنا ويصبح كئيبا وسلبيا وصامتا بعد أن كان دائم الضحك. وكلنا في حزن دائم عليه، وهو يرى أننا أتعسناه وفقد حياته ويعيش مع من لا يحب بسببنا جميعا، وقد استنفدنا كل الكلام معه، ولا ندري ماذا نفعل؟ وهي بالفعل لها بعض الأفعال الملتوية غير المريحة، مثل أنها تريد أن تبعده عن عائلته وتستأثر به لنفسها وتصر على رأيها حتى لو كان غير صائب، ماذا نفعل؟ وماذا يفعل أخي؟ أرجو موافاتي بالرد سريعا، وجزاكم الله كل خير. فاطمة ن. النصيحة : قد يكون من المفيد أن نؤكد على أن معرفتنا بأسباب المشكلة والأخطاء التي تمت حتى نساهم بشكل إيجابي في حلها. إن ما حدث من الظواهر والأخطاء الشائعة في مجتمعاتنا عادة، وكثيرا ما نسمع أو يتردد أن “البنت” لابن عمها، أو ابن خالها أو غير ذلك من قرابة، ويتجاهل الأهل تماما رغبة الطرفين، وأمورا أخرى أكثر أهمية. إن هذا التوجه المعروف بالزواج “الاندوجامي” أو زواج الأقارب يعكس رغبة الأهل التي تترجم القول الشائع “إللي تعرفه.. أحسن من اللي ما تعرفوش”، ومن المؤكد أن له مشاكله وسلبياته. وأول خطوة أو وسيلة لحل هذه المشكلة، أن تحاولي التقرب من أخيك، وتتحدثين إليه، وكسب وده، وأن تحاولي أن يفتح لك قلبه، وحاولي وكأنها المرة الأخيرة التي تدعيه فيها للتواصل مع زوجته، وأن ينسى مؤقتاً أنه أجبر على الزواج منها، لأن مجرد تذكر ذلك يزيد من الفجوة بينهما، ونفوره منها، وقد يكون مفيدا أن نعينه على محاولة اكتشاف ما في زوجته من جوانب إيجابية، ونساعده على تقبلها. من وصفك لأخيك يمكن أن نتوقع أن يمر بحالة من الاكتئاب، وهذا الاكتئاب من المؤكد أنه يعيق تواصله مع زوجته، ومع المحيطين به، ويحتاج لكثير من المساعدة النفسية أو الدعم النفسي الذي يستغرق عدة أشهر، ويفضل في هذه المرحلة أن يحتاط من تكرار الإنجاب حتى لا تتعقد المشاكل أكثر مما هي، حتى يعود إليه توازنه. أما إذا تعذر تواصله مع زوجته، فأظن أن الانفصال رحمة للطرفين، ولكن لا بد أن تدار الأمور بحكمة حتى لا يؤثر على العلاقات الأسرية والعائلية. وإذا حدث ذلك، فإنه لن يكون هو الأول الذي يحدث له ذلك، وقد تتحسن علاقته بزوجته بعد الانفصال لإحساسه بأنها لم تعد مفروضة عليه، ولكن المهم أن تحل الأمور بدبلوماسية وتعقل ووعي عائلي درءا لأي مشاكل محتملة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©