كلاسيكيات مدام «كوكو» وأجواء قصر فرساي تسيطر على عرض «شانيل»

انتهت أسابيع الموضة العالمية في معظم عواصم الأناقة لموسمي ربيع وصيف 2011، ومعها تبلورت أهم اتجاهاتها وخطوطها العريضة التي رسمها كبار المصممين، ومع أن البعض فضل الطراز الشبابي والحيوي المعاصر، فقد لجأ الكثيرون إلى إحياء كلاسيكيات منتقاة من أزياء الثمانينيات، والسبعينيات، والستينيات، ليقدموها مرة أخرى ولكن بشكل وأسلوب جديد ومبتكر. بينما بدأ أسبوع باريس بشكل هادئ ورتم بطيء، ما لبث أن استعاد نشاطه، وزخمه وغناه، فقدم قبل أن يسدل الستار عروضا قوية ولافتة، مثل عرض جان بول جولتير الأخير لـ”هيرميس”، وعرض “كنزوا” الدرامي التي قدمته احتفاء بعيدها الأربعين، وآخر مهم للعربي المتميز إيلي صعب، ولكن يبقى العرض التاريخي للمصمم كارل لاجرفيلد من دار أزياء “شانيل” هو الملك المتوج على كل عروض باريس وبلا منازع. أناقة «كوكو شانيل» لمجموعة “شانيل” ربيع وصيف 2011 حرص الألماني لاجرفيلد على أن يتفرغ لها تماما وبشكل خاص، ليصممها بروية وتأني، حيث غابت ولأول مرة ومنذ سنوات مجموعته الخاصة التي تحمل اسمه، معلنا أنه يريد أن يطرح من ماركة “شانيل” تشكيلة جديدة، وراقية، ولكن بأسعار مدروسة تناسب العامة، وبالفعل لم يخيب سيد الأناقة ظن عشاقه ومحبيه، بل فاجأ الجميع بعرض كلاسيكي لافت ورنان سيخلد طويلا في ذاكرة الموضة، وكأنه رجع بالحضور إلى سنوات مضت، ليستعيد معهم مفردات مثيرة، انتقاها من كلاسيكيات مدام كوكو شانيل التي كرستها لعقود متربعة على عرش الأناقة، فبدأ العرض على أنغام أوركسترا حية احتلت قسما بارزا من مسرح “لوجران باليه” الفخم، وتحت أضواء منبعثة من القبة الزجاجية الكبيرة التي تتوسط المكان، انطلقت عارضاته الثمانون وهن متأنقات بأزيائه السفسطائية المتكلفة، متشحات بقطع مختارة من زبدة موديلات “شانيل” الخالدة عبر السنين. حدائق قصر فرساي كعادته فضل لاجرفيلد أن يدخل جمهور الحضور معه ضمن أجواء العرض ليجلسهم بشكل جديد ومتميز، مهيأ ً إياهم للفكرة العامة التي سيدور حولها موضوع التشكيلة، مصمما المكان على طراز حديقة غناء تستحضر فخامة قصر فرساي مع نافوراته الجميلة، ليطلي كل التفاصيل بالأبيض والأسود، وهما اللونان اللذان طغيا على كامل المجموعة، وكأنه يعرض شريط فيلم قديم من كلاسيكيات “شانيل” التقليدية، حيث ظهرت أشكال من تايورات التويد الراقية والمؤطرة على الأطراف كما هو معروف بأسلوب “مدام كوكو”، مع فساتين سوداء مثيرة، وبنطلونات انسيابية متهدلة، وقمصان وثيرة ناعمة، منفذة بخامات وأقمشة غنية من الحرير الطبيعي، الموسلين الرقيق، الدانتيل الفرنسي المحبوك، الأورجنزا الشفاف، والتويد المنسوج، لتخرج معظم الباقة باللونين الأبيض والأسود السادة والمطبوع، مع بعضا من الوردي والمشمشي والليموني والعاجي. إكسسوارات راقية كان للإكسسوار دور مهم في عرض لاجرفيلد الأخير، ووظفه بأسلوب ذكي ومتقن، حيث صاحب كل قطعة وموديل تقريبا، عناصر منتقاة من المجوهرات المقلدة من سلاسل “ شانيل” المذهبة، و بروشات رائعة مرصعة بالكريستال، مع قلائد مصاغة بالأحجار، أساور مطعمة بالآلئ، وأقراط طويلة متدلية على الأكتاف، والكثير من التفاصيل الصغيرة هنا وهناك كالورود الجلدية النافرة، وخيوط الريش المتطايرة، أما الحقائب فقد ظهرت بأشكالها التقليدية الشهيرة لدى “شانيل” وتنوعت ما بين الصغيرة “كلاج” وتلك المتوسطة التي تحمل بسلسلة على الكتف، مع عدة تصميمات لأحذية من المخمل والجلد، بكعوب عالية ومسطحة تذكرنا بطراز السبعينات، هذا وقد كان من بين حضور العرض كل من النجمة كيرا نايتلي، والمغنية ليلي آلن، والممثلتين رايتشل بيلسون، ولي ليزارك، والعارضة السابقة كلوديا شيفر، مع ضيفة الشرف العارضة الفرنسية المعتزلة إيناس دي لافريزونج.