الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«فيستاس» الدنماركية تسعى للتعافي

«فيستاس» الدنماركية تسعى للتعافي
6 سبتمبر 2013 21:27
شهدت شركة فيستاس مصنعة توربينات الرياح الدنماركية تقلبات دراماتيكية صعوداً ثم هبوطاً منذ أن تولى رئاستها التنفيذية ديتليف إنجل عام 2005 إلى أن تمت إقالته في أغسطس 2013. وفي السنوات الثلاث الماضية على وجه الخصوص مرت الشركة بفترة عصيبة، تضاءلت فيها أرباحها وأقام مستثمروها دعاوى قضائية ضدها. في هذه الفترة تخلصت فيستاس من رئيس مجلس إدارة ومديرين ماليين اثنين ونائب رئيس مجلس إدارة. وهبط سهمها هبوطاً حاداً ليخسر 96% من ذروة قيمته عام 2008 إلى أدنى قيمة العام الماضي. فتم مؤخراً التخلص من أنجل ليحل محله رئيس تنفيذي شركة إريكسون السابق أندرس رونفاد. وقال بيرت نوردبيرج رئيس مجلس إدارة فيستاس منذ عام مضى والذي يعتبره البعض بمثابة القوّة المحركة الجديدة للشركة: «نحن نسعى إلى تغيير ثقافة الشركة وإلى التركيز على عنصر الربحية ونأمل في مستقبل خال من المفاجآت». يرى محللون أنه أمام شركة فيستاس تحديات صعبة بعد أن تسبب سوء إدارة إنجل في تدمير ثقة المستثمرين في الشركة. وقال أحد المحللين في لندن قبل إقالة انجل: «إن عدداً كبيراً من كبار المستثمرين الدوليين لحقت بهم أضرار بالغة في فيستاس وقرروا الابتعاد عن رئيسها التنفيذي». أما مايكل فريس جورجنسن المحلل في آلم براند ماركتس في كوبنهاجن فكان أكثر رحمة، حيث قال إن أنجل هو الذي حول فيستاس في مرحلة ما إلى أكبر مصنع توربينات رياح في العالم، ولكنه أضاف: «يبدو أن أنجل كان بارعاً في مجال تنمية الشركات ولكن على حساب العمليات والإجراءات الداخلية». ظهرت بوادر هبوط فيستاس تحت إدارة أنجل مع بداية الأزمة المالية العالمية، فقبيل عام 2008 كانت قوّة فيستاس العاملة 15305 أفراد، ثم في آخر عام 2010 زادت إلى 23252 فرداً. وحين دخل العالم الغربي بكامله في مرحلة الركود وبدأت الحكومات المفتقرة للسيولة النقدية تسهيل حزم الدعم للطاقة المتجددة راحت فيستاس تجري توسعات كبرى. وافتتحت أول مصنع لها بالولايات المتحدة عام 2008 وأعلنت بعد ذلك بعام خططها لتعيين 5000 عامل في الصين والولايات المتحدة وبعد ذلك بفترة قصيرة ظهرت على السطح بوادر الشكوك في مدى إمكانية استمرار حزم دعم أميركا لطاقة الرياح. وقال جورجنس: «لا شك أن أنجل كان متهوراً، فمنذ نحو سنتين أو ثلاث سنوات ظل مندفعاً نحو توسعات مفرطة. وكنا نتساءل: «هل كان أنجل بالفعل يريد هذا المال ليتوسع في الصين؟». وبدأت فيستاس آنذاك في مواجهة أزمة مالية. ففي عام 2010 أصدرت أول تحذيرات سلبية عن أرباحها وعائداتها. وأثار تغير محاسبي استياء المستثمرين وقيل إن التغير المحاسبي استخدم تفادياً لتحذير آخر - وهو ما أنكرته فيستاس. وكان من شأن التوسع في وقت غير مناسب أن عانت فيستاس أكثر من منافسيها في مجال صناعة طاقة الرياح في ظل ضغوط المنافسة الصينية الرخيصة وتضاؤل حزم الدعم. وأصدرت الشركة تحذيرين اثنين عن توقعات تضاؤل الأرباح في آخر عام 2011 ومطلع 2012 الأمر الذي قضى على ما تبقى من ثقة المستثمرين في الشركة الدنماركية، وسرعان ما دفع رئيس مجلس الإدارة والمدير المالي الثمن بأن قدما استقالتيهما. وتم تعيين نور دبيرج رئيساً لمجلس الإدارة سعياً لاستعادة الشركة عافيتها وقام بدوره بتعيين مدير مالي جديد وجان مارك لوشين خبير إعادة الهيكلة الفرنسي مديراً للعمليات وتم الاحتفاظ بإنجل ولكن تم تهميشه. وتم التخلي عن استراتيجية أنجل الرامية إلى محاولة تنمية العائدات. وبدلاً منها تم التركيز على التدفق النقدي والربحية وكذلك على كثير من التعهيد. وكان من شأن خطط إعادة الهيكلة المتتابعة تسريح ثلث قوة فيستاس العاملة. وقال جورجنسن: «كان من الواضح أن مدير العمليات والمدير المالي هما اللذان كان يديران الشركة، على الأقل بذات قدر إدارة الرئيس التنفيذي. ولم يكن الاستياء قد بلغ مداه آنذاك». ووصف شخص مقرب من نوردبيرج الوضع حين بدأ رئيس مجلس الإدارة عمله في مطلع العام الماضي بأنه كان بائساً. واضطرت فيستاس إلى تأجيل فحصها النصف سنوي لتعهداتها المالية وسط شكوك كثيرين في أنها أخلت بها. وقال ذلك الشخص إنه رغم استياء المستثمرين كان الوضع من الخطورة لدرجة أنه كان من المستحيل إقالة أنجل آنذاك. غير أن قرار الرئيس باراك أوباما هذا العام بتمديد حزم دعم توربينات الرياح الأميركية زاد أسعار أسهم جميع شركات طاقة الرياح ولكن سهم فيستاس كان الأكثر ارتفاعاً. حيث زادت قيمة السهم إلى أربعة أمثالها من مستوياتها المنخفضة في شهر نوفمبر الماضي. ويبدو أن العملاء بدأوا يعودون للشركة بعد أن تضاءلت طلبياتها العام الماضي. غير أنه في الربع الثاني من هذا العام كانت طلبيات فيستاس الأعلى منذ الفترة الربعية الأخيرة لعام 2011. وأضحى تدفقها المالي موجباً بعد أن كانت تخسر 3.5 مليون يورو يومياً في النصف الأول من عام 2012. ولكن لا تزال فيستاس في وضع حرج. وربما يشهد رونفاد الرئيس التنفيذي الجديد اعتباراً من أول سبتمبر الجاري أحوال سوق أقل صعوبة قليلاً مما شهدها أنجل، غير أن الشركة سجلت صافي خسارة في الربع الثاني من هذا العام أكبر من خسارة ذات الفترة من عام 2012. وقال أحد أعضاء مجلس إدارة فيستاس: «لم نؤد بعد كل ما ينبغي علينا أداؤه، والوقت في صالحنا على ما يبدو». عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©