الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمدي البطران من الجريمة والعقاب الى التلصص

حمدي البطران من الجريمة والعقاب الى التلصص
21 فبراير 2008 01:30
أول كتاب أثر في الروائي المصري حمدي البطران ودفعه الى عالم الأدب والكتابة هو الجزء الأول من رواية ''الجريمة والعقاب'' للروائي الروسي ديستوفسكي· وقال: عكفت عليها واكتشفت أنني وقعت على كنز ثمين· وفي ذلك الوقت قرأت روايات لعدد من كتابنا من جيل الستينات ومن قبلهم· وبهرتني أعمالهم تماما· غير أن ديستوفسكي أعادهم عندي الى الخلف وتصدر اهتماماتي، وبدأت البحث عن الجزء الثاني، ثم بقية مؤلفاته الخالدة ومنها ''المراهق، والأبله، والإخوة كرامازوف، والمساكين، وذكريات من منزل الأموات'' وغيرها من الأعمال والمجموعات القصصية التي لازمتني حتى اليوم، وكلما بلي أو فقد منها كتاب وجدت نفسي أسرع الى شراء بديل له، لدرجة انني احيانا أجد نفسي أعيش مع شخصياته في الجريمة والعقاب وغيرها· وأضاف: لقد أقنعني ديستوفسكي بأن أبطاله يتصرفون بوحي من الفلسفة، ولكل منهم فلسفته الخاصة التي يعتنقها من خلال واقعهم المعيشي البائس وسونيا مارميلادوف التي أحبها روديون راسكولينكوف بطل الرواية تعمل عاهرة وتبيع جسدها لمن يدفع وتلتقي بأنواع غريبة من البشر الطامعين في جسدها مقابل المال وتتحمل من أجل المال ما لا يتحمله بشر، ومع ذلك يحاول ديستوفسكي أن يقنعنا بأنها فاضلة، وأن عهرها في نظر حبيبها راسكولينكوف نوع من الفضيلة أو التضحية من أجل الآخرين، والآخرون هم والدها المخمور، وزوجته الفقيرة التي وصل بها الفقر الى حد الجنون· وربما كان راسكولينوكوف ـ بطل الرواية ـ أول من تمكن من تبسيط مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، عندما استباح لنفسه أن يقتل العجوز المرابية باعتبار أنها حشرة ولا فائدة للمجتمع منها، وأن أموالها يمكن أن يستفيد منها ليبني مستقبله ويكمل تعليمه· وآخر كتاب قرأه حمدي البطران رواية ''التلصص'' للروائي المعروف صنع الله ابراهيم وقال: إنها رواية مهمة تتلصص بشفافية وجرأة ايضا على أخطر فترة من فترات التاريخ المصري الحديث ، وهي الفترة التي سبقت ثورة 23 يوليو، وببراءة الأطفال ينقلنا صنع الله الى عالم مبهر وممتع وغني بتفاصيل دقيقة· إنها تجربة فريدة لم يسبقه إليها أحد من الكتاب العرب إنه نوع من الأدب يحتاج الى المقدرة الإبداعية النادرة· وينقل صنع الله إبراهيم بعيون طفل وتفكيره مفردات لها دلالات بالغة القسوة، وحطم القوالب التقليدية عبر تجربة بالغة الرقة والتعبير البسيط عن أخطر قضايا الواقع الذي عاشه منذ أكثر من ستين عاما· من خلال فترة يعيش فيها صنع الله الشيخوخة بكل ما تعنيه من مشكلات صحية وحياتية ومعاناة ينقلنا الى طفولة بريئة تتصرف بتلقائية، إنه الحنين الى فترة ابتعدت عن واقع الكاتب، يعود فيها الى محاولات الاكتشاف الطفولية بكل تفاصيلها الحياتية الشيقة· وقال إنها رواية أشبه بسيرة ذاتية وتروى من عيني طفل يبدأ خطواته الدراسية الأولى ويغوص في أعماق مجتمع يعاني مخاض الثورة· ويحكي الطفل دون خجل عن أدق الخصائص والتفاصيل بلغة بسيطة·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©