الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون يستبعدون نجاح الاختراق الصيني لقطاع الطاقة في الشرق الأوسط

27 نوفمبر 2006 22:31
بكين-(رويترز): الصين وسوقها الضخم ومصانعها المتعطشة للطاقة وسياراتها التي يتزايد استهلاكها من البنزين من جانب واحتياطيات الخام الضخمة في الشرق الاوسط على الجانب الآخر·· كلها عناصر كان ينبغي أن تتيح تعاونا وثيقا لا ينفصم بين الطرفين· ورغم أن بكين تشتري نصف وارداتها من النفط من المنطقة وتعمل على دعم دورها الدبلوماسي فإن شركات الطاقة المملوكة للدولة تواجه صعوبات في تحقيق وجود لها في المنطقة· ويدور نقاش بين الشركات الصينية والمنتجين في الشرق الاوسط حول نوع التعاون الذي يريدونه وتقسيم الارباح الضخمة المحتملة· ومكمن القوة الرئيسي للصين ضخامة عدد المستهلكين حيث يقلق المسؤولين في الدول المنتجة فتح قطاع تعتبره مهما من الناحية الاستراتيجية وصمام الاستقرار الاقتصادي أمام المنافسة الأجنبية لما لذلك من آثار اقتصادية على أسعار الطاقة لكن الشركات الصينية لم تعد راغبة في دفع علاوات كبيرة لضمان الحصول على امدادات وليس لديها الخبرة التكنولوجية التي تستغلها شركات غربية لإغراء المنتجين· وعلى الجانب الآخر لا يقلق دول الشرق الاوسط ايجاد منافذ لتصريف انتاجها من النفط في وقت يزدهر فيه الطلب والاسعار مرتفعة مع تزايد عدد المصافي التي تكرر النفط المخصص للتصدير في المنطقة· ورغم توقيع الجانبين عددا كبيرا من الاتفاقيات المبدئية شملت مشروعات تنقيب وانتاج في ايران إلى اقامة مصاف ومجمعات كيماويات في الصين لمعالجة الخامين الكويتي والسعودي فإن عددا قليلا منها تجاوز المراحل الأولية· ويعترف اقتصاديون صينيون بأن معايير الربح والخسارة ليست العامل الوحيد الذي يحرك الشركات الصينية مثلما يحدث في شركات عالمية منافسة مثل اكسون· وقال نيو لي من مركز معلومات الدولة ''بالطبع زيادة الارباح هو أهم دافع بالنسبة للشركات ذاتها''· وأضاف ''ولكن هناك عاملا آخر لا يمكن ان نتجاهله·· هذه الشركات مملوكة للدولة وتتحمل مسؤولية معينة تجاه المجتمع الصيني لضمان امدادات طاقة آمنة''· وولت الايام التي كانت الشركات الصينية تدفع فيها علاوات ضخمة لتأمين احتياطيات رغم أنها في بعض الاحيان تكون راغبة في الدفع أكثر من منافسيها بقليل بفضل دعم من الحكومة· وقال دبلوماسي بارز في بكين ''لم تعد الاوضاع كما كانت عليه من قبل·· لا يهم إذا كانت العلاقة طيبة لانهم في حاجة دائمة للسعي لتحقيق أرباح''· وسهلت بكين ابرام عدة صفقات عن طريق تقديم حوافز مثل قرض حجمه ثلاثة مليارات دولار لأنجولا خلال العامين الماضيين ولكنها اموال الحكومة· أما الشركات فأضحت أكثر ادراكا لاهمية ارقام الميزانية كمقياس للاداء عقب تسجيل اسهمها في البورصة وليس لديها نفس استعداد المسؤولين في بكين لدفع اموال· وقال جافين طومسون خبير شؤون الطاقة في بكين بمؤسسة وود ماكينزي الاستشارية ''الخلاصة ان الشركات الصينية تسعى لكسب المال·· اذا ارادوا النفط فقط لوقعوا المزيد من صفقات استرداد الاستثمارات من الانتاج''· وهذا النوع من الصفقات تطبقه ايران ويقوم على مكافأة المستثمر في تطوير حقل بحصة في الانتاج لمدة معينة قبل ان تشتري الدولة الحقل مرة اخرى· وتشكو الشركات الاجنبية كثيرا من قصر فترة التعويض· وقال محللون إن المنتجين الكبار لا يحتاجون أموال بكين على أي حال، فلديهم القدرة على الاستعانة بالتكنولوجيا الغربية المتقدمة''· وحققت بكين تقدما أكبر في افريقيا حيث تتيح العوامل الجيولوجية وعدم الاستقرار السياسي وانظمة الحكم الاضعف فرصا أكبر لابرام صفقات واهتماما أكبر بالتكنولوجيا التي تقدمها بكين وحوافزها المالية· وقالت مصادر في الصناعة إن الشركات الصينية سجلت تقدما كبيرا في افريقيا حتى ان شركة سي·ان·او·او·سي ثالث أكبر شركة نفط صينية وهي متخصصة في الانتاج البحري تتجاهل الشرق الاوسط المزدحم بالفعل للتركيز على افريقيا· وتدرك بكين بوضوح ان اعتمادها على الشرق الاوسط سيتزايد مع تنامى الطلب على النفط· وتدرس الصين خطط مد خطوط انابيب لخفض زمن وتكلفة الرحلات البحرية وتعزيز صلاتها الدبلوماسية وتدعم الاستثمار حيث يوجد اصول تتحمل تكلفتها· وقال طومسون إن الصين تستثمر في دول اخرى في الشرق الاوسط· وربما يكون بناء الصين احتياطيا استراتيجيا من اقوى الدوافع للتعاون· وبدأت الصين مناقشات مع ارامكو لامدادها باحتياطي استراتيجي، وقال بول تينج المحلل في الولايات المتحدة ''يريدون درجة من عدم الشفافية المعقولة والسبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو وجود شريك يضطلع بدور رئيسي في عالم النفط''· وبالطبع حققت السعودية تقدما أكثر من اي دولة في الشرق الاوسط في جهود دخول السوق الصينية وأبرمت في العام الماضي اتفاقا مبدئيا مع سينوبك لاقامة مصفاة ومجمع بتروكيماويات في اقليم فوجيان· ومنذ ذلك الحين تعثرت مفاوضات التوصل لاتفاق نهائي نتيجة خلاف بشأن التسعير والقيود على الصادرات ولكن الارباح الضخمة المتوقعة تبقي على احتمال وضع الشركتين نموذجا يحتذى للصفقات الصعبة ولكنها مربحة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©