عدد اليوم
عبدالله القواسمة (أبوظبي)
صنفت المباراة النهائية لبطولة مبادلة العالمية للتنس، التي جمعت الصربي نوفاك ديوكوفيتش، والجنوب أفريقي كيفن أندرسون، بأنها إحدى أجمل نهائيات البطولة التي أسدلت الستار على نسختها الحادية عشرة أمس الأول بنجاح تنظيمي وجماهيري منقطع النظير.
حفلت المباراة بالإثارة الكبيرة نظـراً للإصرار الشديد الذي أظهره كلا اللاعبين للفوز باللقب، وبالأخص كيفن أندرسون الذي لم يخسر لقبه بسهولة، إذ بدا أنه قادم إلى أبوظبي للاحتفاظ به بعدما ظفر بالمجموعة الأولى بنتيجة 6-4 مانحاً الجميع انطباعاً عاماً بأنه سيكون في طريقه للفوز. لكن ديوكوفيتش كان يستفزه ويركز جهوده في المجموعة الثانية التي ظفر بها بصعوبة بواقع 7-5 بعدما وضع فيها عصارة خبرته، لتمتد الإثارة إلى المجموعة الثالثة التي انتظر نوفاك ديوكوفيتش التعادل فيها بواقع 5-5 قبل أن يتقدم على أندرسون 6-5، ويكسر إرساله في الشوط الأخير بعد فاصل من الضربات الرائعة التي قاما بها، وانتهت لمصلحة ديوكوفيتش بواقع 7-5.
وأكد ديوكوفيتش الذي عادل رقم نادال في عدد مرات الفوز بلقب بطولة مبادلة البالغ أربع مرات، أنه لمس خلال المباراة الإصرار الكبير من كيفن أندرسون على الفوز، فهو ورغم محاولته إنهاء المجموعة الأولى لصالحه، فإنه تعامل مع الأشواط الأخيرة بقليل من الأهمية على عكس منافسه الذي كان يجمح بضربات قوية جعلته ينجح في الظفر بالمجموعة الأولى، قبل أن يتغير الحال في المجموعتين الثانية والثالثة التي كانت فيها الإثارة على أشدها، إذ أكد ديوكوفيتش أن فوزه بهاتين المجموعتين جاء بسبب التركيز الشديد الذي أظهره ورفضه الخسارة بأي وجه من الوجوه.
وقال ديوكوفيتش: «المستوى المرتفع الذي أظهره أندرسون ساهم في رفع المستوى الذي أقدمه في المقابل، ما أدى إلى تقديمنا لمباراة نهائية هي الأجمل على الإطلاق في تاريخ البطولة، أنا سعيد للغاية بخوضي مباراة كهذه التي استيقظت فيها بعد المجموعة الأولى، بعد أن لمست تركيز المنافس الشديد».
ويرى ديوكوفيتش أن لقب بطولة مبادلة العالمية مهم للغاية في مثل هذا الوقت؛ أي بعد ختام مسيرته في الموسم الماضي الذي كان ناجحاً بكل المقاييس الفنية والمعنوية، مشيراً إلى أن الجميع بات يتوقع منه مواصلة مسلسل النجاحات في العام القادم، الأمر الذي يسعى إليه بكل جهد، رغم علمه المسبق بحجم التحديات التي سيواجهها في ظل عودة المصنف الثاني رفايل نادال بعد الإصابة ووجود روجر فيدرر وكوكبة كبيرة من اللاعبين المخضرمين الآخرين، وقبل كل ذلك وجود عدد هائل من اللاعبين الشباب الذين يملكون القدرة على قلب معطيات المنافسة العالمية رأساً على عقب، على حد وصفه، مشيراً إلى أن عام 2019 سيكون عاماً صعباً على اللاعبين المخضرمين.
وأقر ديوكوفيتش، الساعي إلى لقب سابع في بطولة أستراليا التي تنطلق في 14 كانون يناير، بقوله: «أشعر قليلاً بالتعب. لم أكن أتوقع أن ألعب ساعتين ونصف الساعة قبل انطلاق الموسم الرسمي».
وغرد اللاعب الصربي في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: شكراً لكل شخص.. بداية رائعة في أبوظبي، وكان ديوكوفيتش قد قال بعد عودته إلى صدارة التصينف العالمي: «ثمة جزء مني كان يؤمن دائماً بقدرتي على تحقيق ذلك ولم أعتقد مطلقاً أنه مستحيل، لكن كنت أعتقد أنه سيتطلب وقتاً أطول»، مضيفاً: «لكن تبين أنني اختبرت خمسة أشهر مثالية في السنة، مع لقبين في بطولات الجراند سلام».
يذكر أن نوفاك ديوكوفيتش نجح خلال عام 2018 في تحقيق قفزة هائلة وغير مسبوقة على صعيد رياضية التنس، فبعدما غاب عن الملاعب لفترة تزيد على الستة أشهر بسبب تعرضه إلى إصابة خطيرة في المرفق، العام الماضي، اضطرته إلى إجراء عملية جراحية، عاد من منتصف العام الحالي للفوز بلقبين من ألقاب الجراند سلام، عندما عانق بطولتي ويمبلدون وأميركا المفتوحة إلى جانب بطولتي الماسترز في شنجهاي وسينسيناتي، جامعاً 9.045 نقطة وضعته على صدارة التصنيف العام.
وشهدت النسخة الـ 11 لبطولة مبادلة حضوراً جماهيرياً كبيراً فاق الوصف وعلى مدار أيامها الثلاثة، إذ لم يختلف عدد المتابعين للحدث في يومه الأول الذي شهد ظهور الشقيقتين فينوس وسيرينا ويليامز في مباراة استعراضية، عن الأعداد التي تابعت المباراة النهائية، حيث كانت هذه الأيام حافلة بالأنشطة التفاعلية الترفيهية التي واكبها الآلاف من المشجعين.
