السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أرض الخلود.. واستحقاقات الغد

27 نوفمبر 2006 01:30
بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات البحرينية، أصبح السؤال عن استحقاقات المستقبل· والانتخابات التي شهدت مشاركة غير مسبوقة وجرت في شفافية لا ينكرها أحد مع حدوث بعض التجاوزات أفرزت مجلسا نيابيا يضم عددا كبيرا من عناصر المعارضة ، قد تشكل الأغلبية مع انتهاء الجولة الثانية السبت المقبل· هذا المجلس سيمثل نقلة جديدة في تاريخ البحرين السياسي بعد أن كان المجلس السابق بأغلبية مريحة جدا للحكومة· في الوقت نفسه، فإن البعض يتخوف من أن يعاد سيناريو 1975 حيث قام الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة بحل البرلمان وحظر الأنشطة السياسية بسبب الصراع بين الحكومة والمجلس النيابي المعارض، ولكن يبدو في الأفق أن هذا السيناريو خرج ولم يعد· فالحكومة البحرينية الحالية تدرك جيداً أن أي محاولة للنكوص عن الديمقراطية سوف تخلخل الاستقرار الحالي، ويكون ثمنها فادحا ليس فقط بالنسبة للحكومة بل وللبلاد· من ناحية آخرى، فإن المعارضة اليوم تتقبل وجود الأسرة الحاكمة ومؤمنة بالشراكة من أجل أن تتجاوز البلاد مشكلاتها الاقتصادية وأهمها مكافحة البطالة وتحسين مستوى المعيشة للبحرينيين· إن البحرين ( أو أرض الخلود كما كان يطلق عليها) صعدت سلم الديمقراطية ولن تنزل بسهولة، هذا السلم الذي شارك فيه الحكومة والمعارضة، وهنا يطرح إمكانية أن تشكل حكومة وحدة وطنية في البلاد، وهي صيغة جديدة على المنطقة بدخول المعارضة الحكومة والمشاركة في تسير الأمور· قد لا يبدو أن خيار الحكومة الائتلافية مطروحاً خاصة مع سيطرة الحكومة المطلقة على المجلس النيابي الثاني (مجلس الشورى) ولكن بعض العقلاء من داخل النظام يرون فيها خطوة جديدة للأمام، لتجاوز بدون رجعة الثنائية الطائفية السياسية لصالح المشروع الإصلاحي المشترك· ولعل نجاح التجربة البحرينية لن يكون منارة في مياه الخليج تضيء سفن بلدان المنطقة نحو الديمقراطية، بل الأهم هو أنها تفتح أفاقاً جديدة لكيفية صياغة الحلول للتعايش التاريخي بين سنة وشيعة المنطقة، هذا التعايش الذي جرح بسبب نزيف العراق الدامي وبسبب سياسات إيران في المنطقة· إن لؤلؤة الخليج تجاوزت الاختبار الديمقراطي الأول بنجاح كبير وأصبح عليها أن تفكر في كيفية تجاوز امتحانات الغد بنجاح أيضاً، فربما تصبح هذه الدولة الصغيرة منبراً للديمقراطية في عالمنا العربي الذي يسير بخطى بطيئة جدا على طريق الإصلاح السياسي، والجواب في أيدي البحرينيين أنفسهم وعليهم أن يردوا علينا سريعاً·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©