السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العقاقير المميتة.. إلى متى؟

25 يناير 2012
قبل أسبوعين عرضنا إشكالية طرح بعض الأدوية الخطرة على صحة الإنسان، وسحبها من الصيدليات بعد فترة طويلة، وبعد أن نال الآلاف بل الملايين من البشر في كافة أنحاء العالم من أضرارها ومخاطرها الكثير والكثير، وكأنهم كانوا فئران تجارب لهذا العقار أو ذاك، ومنهم من دفع عمره ثمناً لهذا العبث، أو أصيب بآثار سلبية باتت تهدد حياته على أقل تقدير! في مطلع هذا الأسبوع تناقلت وسائل الإعلام العالمية تقريراً إخبارياً بريطانياً، يفيد بأن عقار «ثنائي إيثيل الإستيلبيسترول،»- كانت السيدات الحوامل المهددات بالإجهاض- يستخدمنه تسبب في إصابة بنات وربما حفيدات النساء اللائي كن يتناولنه قبل عقود مضت بأنواع نادرة من سرطان المهبل وعنق الرحم، بالإضافة إلى مشكلات جمة تتعلق بالخصوبة. وأشارت صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية في عددها الصادر يوم الأحد إلى أن عشرات الآلاف من الأسر البريطانية سيجري سؤالها: «إذا ما كانت قد وقعت ضحايا العقار الذي أعطي لنساء حوامل يمكن أن يسبب أمراضاً خطيرةً في الجيل الثاني، وربما الجيل الثالث؟»، في الوقت الذي أشارت فيه الصحيفة إلى أن بعض النساء اللائي تناولن العقار في بريطانيا حصلن بالفعل على تعويضات مالية من شركات أدوية في الولايات المتحدة. وقالت الصحيفة إنه قد ثبت أن هذا العقار أعطي لنساء على مدار 30 عاماً حتى عام 1973، يسبب نوعاً نادراً من سرطان المهبل وعنق الرحم في بعض النساء اللائي تناولنه، بالإضافة إلى مشكلات في الخصوبة، وأشارت الصحيفة إلى أنه تم دفع تعويضات تقدر بنحو 1,5 مليار دولار في الولايات المتحدة. كما أن هناك شكوكاً في أن عقار«دي.إي.إس» المعروف باسم «الثاليدوميد الصامت» يمكن أن يؤثر على حفيدات النساء اللائي تناولنه منذ أربعينيات حتى سبعينيات القرن الماضي. في السياق نفسه، حذر باحثون بريطانيون من استخدام مزيلات العرق بمركبات كيماوية معينة لكونه يسبّب أوراماً سرطانية، وتحديداً سرطان الثدي، حيث ثبت أن مزيلات العرق تحتوي على مركبات كيماوية قد تتراكم في أنسجة الجسم مسبّبة نمو الأورام فيها، وتستخدم عادة في منطقة تحت الإبط، على مقربة من الغدد الليمفاوية حيث تتجمّع الخلايا السرطانية. كما ثبت أيضاً أن مركبات ‹›بارابينز›› ـ التي تُستخدم كمواد حافظة في كثير من مستحضرات التجميل، وصناعة الشامبو، ومرطبات الجسم، وكثير من المستحضرات الصيدلانية، وبعض المنتجات الغذائية ـ عزّزت من أنسجة سيدات مصابات بسرطان الثدي، فمن بين قرابة 160 نموذجاً لخلايا من الثدي من 40 مريضة بريطانية بسرطان الثدي، وُجدت بين 99% من النماذج عينة واحدة على الأقل من ‹›بارابينز››، و5 عيّنات مختلفة من المركب بين 60% من النماذج، ومن بينهن مريضات لم يستخدمن مزيل العرق على الإطلاق. ولن نذهب بعيداً، فهناك أيضا المضادات الحيوية من نوع «الأمينوجليكوسايدس» و»السيفالوسبورين»، ثبت أنها تسبب إلى الفشل الكلوى الحاد، وهناك مضادات حيويه أخرى تؤثر على الأعصاب الطرفية بالجسم، وقد تؤدى إلى آثار ضارة بمراكز المخ المختلفة، ومن المضادات الحيوية التي تستعمل في علاج الدرن لها تأثير ضار على الكبد مثل زيادة إنزيمات الكبد والصفراء، ورغم ذلك نجد أن شركات الأدوية العالمية تزداد إصراراً على طرحها في الأسواق، في انتظار أن يأتي البشر بعد عقد أو عقدين من الزمن لينعوا موتاهم الذين قضوا نحبهم أثر تعاطيهم هذه العقاقير المميتة قبل عشرات السنين. وسلامتك! المحرر | kho rshied.harfo sh@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©