السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ثروات القطب الشمالي تجتذب كبريات شركات الطاقة

ثروات القطب الشمالي تجتذب كبريات شركات الطاقة
10 سبتمبر 2011 00:16
يعتبر عقد التنقيب عن النفط في المياه الباردة شمالي روسيا بين شركتي “أكسون موبل” الأميركية و”روزنفت” الروسية البالغ حجمه 2,2 مليار دولار، دليلاً جديداً على اهتمام صناعة الطاقة بالبحث عن النفط في الدائرة القطبية الشمالية. تضم المنطقة نحو 31 مليون كيلومتر مربع ما يبلغ 6% من مساحة اليابسة في الكرة الأرضية ويساوي مساحة قارة أفريقيا، غير أنها تحتوي وفق التقديرات على ما يكافئ 412 مليار برميل نفط أو ما يعادل ما يقرب من 22% من كميات النفط والغاز غير المكتشفة في العالم. وما ساعد مؤخراً على تسهيل العمل في بعض أنحاء القطب الشمالي، هو النقصان التدريجي في سمك الطبقة الجليدية، كما عمل ارتفاع سعر النفط المستمر والمصحوب باضطرابات سياسية في بعض المناطق الأخرى على تشجيع “رويال داتش شل” و”كيرن اينرجي” على استثمار مليارات الدولارات في مناطق لم يسبق التنقيب فيها. غير أن هناك تحديات هائلة تتمثل في الأجواء بالغة الصعوبة وتدفقات الثلوج خلال الشهور الباردة، والتي تهدد منصات مشروعات النفط، فضلاً عن أن تنظيف تسريبات النفط إن حدثت يتطلب جهوداً غاية في المشقة، كما أن مياه بحار المنطقة القطبية لا تحتوي على الميكروبات التي تكسر قطيرات النفط، بالإضافة إلى أن الموانئ والقرى القائمة في منطقة القطب الشمالي لا يمكنها استيعاب معدات مكافحة التلوث اللازمة لإزالة تسريبات النفط التي استعملت في خليج المكسيك العام الماضي. وقال مجلس المنطقة القطبية الشمالية الذي يعد منبراً يضم ممثلين لحكومات الدول المطلة على المنطقة القطبية الشمالية، إن مساحات كبرى من القطب الشمالي لم تطرقها بعد مشاريع التنمية الصناعية، وأنه بالنظر لبرودة الجو طوال العام هناك فإن مواجهة حوادث تسريب النفط سيكون أمراً غاية في الصعوبة. ورغم تلك المعوقات الهائلة، تسارع شركات إلى التنقيب في منطقة القطب الشمالي، إذ تأمل “أكسون” و”روزنفت” في بدء عمليات التنقيب التمهيدية هناك العام المقبل، كما حصلت “شل” على موافقة مشروطة باستغلال 10 آبار خلال السنوات القليلة المقبلة في المياه الضحلة قبالة سواحل آلاسكا ولا تزال الشركة تتطلع إلى الحصول على مزيد من التصاريح. كذلك قامت كيرن اينرجي الشركة الإسكتلندية بحفر ثلاثة آبار وتخطط لحفر بئر رابعة هذا العام قبالة ساحل جرينلاند الغربي على جانبي الدائرة القطبية الشمالية. من المعتقد أن الجزأين المحتويين على ثروات ضخمة من النفط والغاز بالمنطقة القطبية الشمالية هما أراضي شمالي آلاسكا وشمال غربي كندا وكذلك مياه شمالي روسيا الممتدة من حدودها مع فنلندا إلى شمال شرقي روسيا لأكثر من 1600 كيلومتر. وقال بيتر روبرتسون نائب رئيس شيفرون السابق الذي يعمل حالياً مستشاراً مستقلاً لشؤون النفط مع مؤسسة ديلوات الاستشارية: “تجتذب سواحل روسيا الجيولوجيين نظراً لما شهدوه من اكتشافات أولية وهم يتوقعون أن هناك فرصاً عظيمة للكشف عن موارد نفط وغاز كبرى في تلك المناطق”. غير أن ميريلين هايمان مديرة البرنامج الأميركي للمنطقة القطبية الشمالية التابع لجماعة بيو البيئية، تحذر من توجه الشركات نحو بدء الحفر أسرع من تحرك الدول نحو صياغة قوانين حماية البيئة اللازمة. وقالت: “تعتبر منطقة القطب الشمالي من ضمن أخطر المناطق في العالم من حيث الحفر ولابد لنا من وضع المعايير التي تمنع حدوث تسريبات نفطية”. وفي رد على ذلك، قالت كيلي أوب دي ويج المتحدثة الرسمية باسم شركة “شل” إن المخاطر يمكن السيطرة عليها وأن الشركة تخطط لإعداد سفن استخراج النفط، هذا فضلاً عن أن الآبار التي تخطط شل لحفرها لا تعد عسيرة حسب معايير صناعة النفط. وقالت كيلي إن الصعوبات التي ووجهت في خليج المكسيك تبلغ خمسة أمثال الصعوبات التي يمكن أن تواجهها شل في الآبار الواقعة قبالة سواحل آلاسكا. تتمثل التحديات الاستثنائية التي تواجه المتطلعين إلى القطب الشمالي على سبيل المثال في أن تصميم منصات دائمة لإدارة الآبار المنتجة سيتطلب نوعاً من الفولاذ الذي يتحمل برودة بالغة لسنوات دون أن يصبح هشاً. وتنشغل دول طوق القطب الشمالي في تمهيد السبيل لمزيد من النشاط وتعكف على تحديد الحدود البحرية التي لم يسبق ترسيمها بوضوح شمال الدائرة القطبية الشمالية استعداداً لمشاريع تطوير النفط والغاز المتوقعة، وأتمت النرويج وروسيا عقوداً من المفاوضات العام الماضي واتفقت على ترسيم حدودهما. وقال لوسون بريجام البروفيسور البارز في الجغرافيا وسياسات القطب الشمالي في جامعة آلاسكا في فيربنكس إن نمو اقتصادات ثلاث من الدول الثماني المطلة على القطب الشمالي - النرويج وروسيا وجرينلاند - مستقبلاً يعتمد على تطوير موارد النفط والغاز بها، وأضاف أن أهمية القطب الشمالي تكمن في احتوائه على ثروات طائلة لم تكتشف كلها بعد. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©