الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بين الوحدة والتعـددية.. وشرعية الدولة الوطنية

بين الوحدة والتعـددية.. وشرعية الدولة الوطنية
30 ديسمبر 2018 02:44

الحراك الفيدرالي البرقاوي
منذ سقوط نظام القذافي ظهرت في بنغازي وبعض مناطق إقليم برقة دعوات لإلغاء نظام الحكم المركزي واستعادة النظام الفيدرالي الذي يجعل ليبيا ثلاثة أقاليم لكل منها سلطاته المحلية واختصاصاته الواسعة، تماماً كما كان حال البلاد قبل توحيد الملك إدريس لها في مطلع الستينيات من القرن الماضي. وقد دعم هذه المطالبات التي سميت بالحراك الفيدرالي خاصة بعض أنصار الأسرة السنوسية، وتزعمها أحمد الزبير السنوسي ابن عم الملك السابق. ومع استقطاب هذا الحراك لتأييد محسوس في شرق البلاد إلا أن دوره وحضوره تراجعا مع مرور الوقت لأسباب عديدة منها افتقاره لقوة مسلحة مؤثرة، كما هي حال الأطراف الأخرى المنافسة. هذا فضلاً عن غياب عصبية قبلية بالانتماء وليس بالولاء فقط. ومع تطاول العهد أيضاً بالأسرة الملكية السنوسية، نظراً لطول فترة حكم القذافي بعدها لأكثر من أربعة عقود، صارت شرائح من الأجيال الحالية لا تعرف في معظمها كثيراً عن ذلك العهد.
ولهذا لم يتمكن الزبير السنوسي(27)، رئيس مجلس إقليم برقة الاتحادي الفيدرالي، من فرض أجندته بشكل مؤثر. كما لم يتحمس أيضاً كثير من الليبيين في برقة وفي الغرب وفزان للدعوة الفيدرالية خوفاً من أن تؤدي إلى تفك البلاد إلى ثلاثة أقاليم، ثم ثلاث دول صغيرة. ولم يكن الخوف على وحدة الدولة هو مصدر القلق الوحيد، بل أيضاً خشي كثيرون أن تنخرط الأقاليم الثلاثة، في حال التفكك، في حروب حدود لا نهاية لها على جثة الدولة، وفي سبيل الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من الغنيمة، وخاصة الموارد النفطية.
على أن الأهم في نظر معظم الليبيين اليوم هو مسألة الوجود وليس التفكير في الحدود بين الأقاليم، ولا السعي لإضعاف قبضة الدولة المركزية، وإنما، على العكس، فالأهم الآن هو إعادة تأكيد الوحدة، وشرعية الدولة الوطنية وسيطرتها على كل شبر من أراضيها، ووأد دعوات الانعزال والانفصال، وتجاوز فوضى الشرعية الثورية الموهومة المزعومة. وإعادة تأكيد الهوية الوطنية الجامعة وإعادة بناء الدولة، وتجديد الطبقة السياسية، وخاصة أن شرائح واسعة من النخبة الجديدة لم تكن فقط غير جاهزة للتصدي لمهمة بناء الدولة Nation-building بل ربما كان وجودها أصلاً عائقاً عملياً وسياسياً لإمكان تحقيق هذه الغاية- النهاية المنشودة أصلاً. وذلك لأن شرائح من هذه «النخبة» مثقلة بأعباء الذاكرة، ومفتقرة للخيال السياسي والخبرة الإدارية، وتعاني أعراض خليط من الغيبوبة عن إدراك مفردات الواقع والانفصال المزمن عنه، هذا مع النرجسية الثورية وأشواق الاستئثار والاستحواذ، واستحكام العجز الإدراكي أيضاً لأنها نخبة «تعوزها القدرة على التعالي la transcendance والتجرّد لأخذ المسافة الكافية للفهم والإدراك». وهذه هي مشكلة نخب المنفيين والمساجين السابقين التي تصدرت المشهد في ليبيا وفي معظم دول ما سمي «الربيع العربي» بعد سقوط النظم السابقة(28).

أزمة السبع العجاف.. والتجاوز الممكن
ومن واقع صراعات ونزاعات الأزمة الليبية، طيلة السنوات الماضية، ظلت بعض مراحل مخاض الثورات المريرة، تستدعي نفسها في العيان وفي الأذهان، وخاصة منذ ارتماء ليبيا في أتون نزاع مليشيات، وصراع شرعيات، وفيضان بعض مخرجات قمقم فائض العنف في الداخل على بعض دول الجوار في الخارج. وقد تكيف الداخل الليبي حتى الآن، ولو مؤقتاً، مع أحوال الاضطراب والاحتراب العارمة، وخاصة أن الموجودات المالية السيادية خففت من أعباء الأزمة على مصادر معيشة الشرائح الشعبية التي عانت مع ذلك من أحوال غياب الأمن وانعدام السيولة النقدية وتردّي الخدمات العامة، ولذا فقد أدت محدودية الضغط الشعبي على القوى السياسية، وانخراط شرائح سكانية واسعة، تحت يافطات القبائل أو الفصائل، كفاعلين منخرطين، بالأصالة أو بالوكالة، في الصراع العنيف، إلى استمراره واستعارِه بل مفاقمته وتأجيجه.
وأما في الخارج فقد اكتفت دول جوار ليبيا (مصر وتونس والجزائر والنيجر وتشاد والسودان) مع دول أخرى إقليمية مؤثرة بالتكيف هي أيضاً مع التحدي الليبي، من خلال عملية إدارة للأزمة بالسعي لكف ضرر أي شرر أو خطر قد يمتد إليها، مع محاولات محدودة الأثر لإيجاد تسويات بين الفرقاء الليبيين أنفسهم. ولكن جهود دول الجوار في كف الضرر عنها أثبت الزمن عدم جدواها ما لم يتم إطفاء الحريق الليبي نفسه، حيث ظلت أعمال تهريب السلاح مستمرة وفائض الفوضى والعنف يتواتر الحديث عن سريان عدواه من الداخل الليبي إلى الخارج في مصر وتونس والنيجر ومالي والجزائر، في الأساس. وهو ما زاد وعي دول الجوار بضرورة الانخراط في ماراثون البحث عن حل للأزمة الليبية، وقد بذلت في هذا جهداً ملموساً، في إطار مبادرات ووساطات أحادية أو جماعية، ولكن كل ذلك الجهد الإقليمي لم يدرك أهدافه مع وجود قوى خارجية أخرى غير دول الجوار منخرطة في الصراع، وداعمة لبعض المليشيات المتطرفة، ومن هذه الدول قطر وتركيا، اللتين رفضتا الاعتراف بخسارة حلفائهما في انتخابات مجلس النواب الأخيرة ودعمتا أطرافاً فاقمت أحوال عدم الاستقرار بشكل عام. وقد عملت قطر بصفة خاصة منذ اندلاع ثورة فبراير على استفراغ مؤسسات الدولة الليبية من أية قوة مقاومة مؤثرة من شأنها الحد من تدخلاتها في الشأن الليبي، وفي شؤون دول الجوار الأخرى الموجودة على قائمة بنك استهداف تحالف قطر و«الإخوان» و«المقاتلة»(29).
وعلى الجانب الآخر من البحر المتوسط، سرعان ما اكتشفت أوروبا، وهي من دعمت عبر «الناتو» ثورة فبراير وأسقطت نظام القذافي، الذي كانت تضمر له كثيراً من الضغينة، عمق الفخ الذي وقعت فيه، بتدفق أعداد غير مسبوقة من المهاجرين السريين الأفارقة على جنوب القارة، وخاصة بعد تغول وتغلغل شبكات التهريب التي استغلت انفلات الأوضاع والفوضى العارمة في ليبيا، وغياب قبضة الدولة والسلطة وجهات إنفاذ القانون. وفي مواجهة هذا التحدي الجارف، الذي أدى لتفاقم دور وحضور الأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة في القارة العجوز، كان رهان الدول الأوروبية منذ بداية الأزمة الليبية الراهنة مركّزاً على إيجاد نظام قوي فقط، من أي طيف سياسي، قادر على لعب دور المِصد والحجاب الحاجز بين أوروبا وطوفان المهاجرين. وهنا دعم الأوروبيون بداية بعض المليشيات المسيطرة، كسلطة أمر واقع، ثم استقر رأيهم أخيراً على دعم المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق الصخيرات، برئاسة فايز السراج، وفرعها الاستشاري التنفيذي المسمى مجلس الدولة.

من «الأخ القائد» إلى «فخامة الرئيس»
والآن مع جهود المبعوث الدولي غسان سلامة الرامية لترتيب وتسريع إجراء انتخابات رئاسية في أفق متوقع من هنا وحتى فصل الربيع -مايو 2019، تتجه أنظار الليبيين، وكل من يهمهم شأن الأزمة، في الداخل والخارج، إلى عدد من المرشحين، المعلنين، أو المحتملين، وهم كثر، لتصدر المشهد الليبي خلال الفترة المقبلة، وقيادة عملية العبور الصعب هذه من مخاض الثورة المستمرة -بتعبير تروتسكي- إلى استعادة الدولة المستقرة، الطبيعية، القادرة على أداء مهماتها تجاه مواطنيها، وجيرانها، ولعب دور إيجابي في المجتمع الدولي ككل.
ومثلما أثبت غزو العراق سنة 2003 فشل محاولات الفرض الخارجي للديمقراطية، من خلال نموذج ديمقراطية الإيراد والتصدير، الجاهزة المعلبة، ديمقراطية التسليم بالمفتاح من الباب إلى الباب، فقد أثبتت أيضاً الفوضى والعنف وانهيار الدول الوطنية في ثورات ما سمي «الربيع العربي» استعصاء قيام ديمقراطيات دون وجود ثقافة ديمقراطية، ودون توافر الظروف الموضوعية والاجتماعية للاستقرار والتوافق الوطني قبل كل شيء آخر. وغني عن البيان أن أية زعامة ليبية مقبلة، سيكون على رأس أولوياتها ترسيخ هذه الثقافة المنشودة، واجتراح التحول الصعب من حال الفوضى إلى واقع الاستقرار.. ولكن السؤال: من يمكنه التصدي، بحنكة وحكمة، لإنجاز هذه المهمة؟

1 - الأمير محمد الرضا.. والشرعية التاريخية؟
يرى أنصار عودة الملكية في ليبيا أن الأمير محمد بن الحسن الرضا، ولي العهد السنوسي (كونه ابن ولي العهد السابق حسن الرضا السنوسي، وبالتالي فهو الوريث بناء على دستور المملكة الليبية المتحدة في 1951 كما يقول أنصاره)، ينبغي أن يكون هو رجل المرحلة المقبلة للعبور بليبيا من أزمة الثورة والعنف والفوضى إلى أفق الاستقرار وإعادة الإعمار والازدهار. وقد عبر محمد الرضا مرات عديدة، كان آخرها خطابه الأسبوع الماضي، بمناسبة الذكرى الـ67 لاستقلال ليبيا، عن استعداده للاستجابة لمطالبات الشعب الليبي بعودة الشرعية والملكية، وأنه مستعد لتحمل المسؤولية إن توافر توافق شعبي على ذلك. ولكن، لعل مما يخصم من فرص الأمير الرضا إقامته في الخارج، وكون تنصيبه ملكاً يقتضي اجتراح ذلك دستورياً بالعودة بالبلاد بشكل رسمي إلى النظام الملكي وهو ما يستلزم التوافق على الدستور نفسه، وهذا قد لا يكون مرجحاً، في القريب العاجل. وفوق هذا فربما يفتقد الأمير السنوسي أيضاً إلى جانب من زخم سندي العصبية وتجديد الدعوة -الخلدونيّين- وإن كان هنالك أيضاً كثير من الداعمين التاريخيين للأسرة السنوسية.
ولكن، في المقابل، يزيد من أوراق قوة ولي العهد السنوسي أيضاً كونه المرشح الوحيد الآن المحتمل الذي يستطيع إنهاء عهد «الشرعية الثورية» الممتد منذ ثورة القذافي وحتى الآن، والذي أدى إلى تهميش الدولة لحساب الثورة، وتكشّف في النهاية عن كل هذا العنف وهذه الفوضى العارمة والخراب والإرهاب.
ويستند محمد الحسن الرضا أيضاً إلى الشرعية التاريخية للأسرة الملكية كبديل لمأزق الشرعية الثورية التي يدعي الجميع وصلاً بها، عن حق أو غير ذلك. كما أن سيناريو استعادة الملكية الدستورية برمزيتها التاريخية الجامعة سبق تجريبه أيضاً بنجاح في بلد منقسم على نفسه وخارج للتو من ديكتاتورية مديدة وصراعات انفصالية. والإشارة هنا طبعاً إلى التجربة الإسبانية بعد موت الديكتاتور فرانكوفو سنة 1975 حيث مثل الملك خوان كارلوس حلاً وسطاً، واستعيدت الديمقراطية وتمت عملية الصعود الاقتصادي الباهر في ظل الملكية الدستورية. وما زالت الرمزية الملكية أساساً للشرعية السياسية والتاريخية في إسبانيا حتى الآن، وهي جدار الصد الأهم في وجه الدعوات الانفصالية في إقليمي كتالونيا والباسك، وأقاليم أخرى أيضاً. ويمكن للحالة الليبية أن تتبع هذا السيناريو الإسباني الناجح كنموذج إرشادي وخريطة طريق للمستقبل، وذلك بالتحول إلى خيار الملكية الدستورية، ممثلة في ولي العهد محمد الحسن الرضا السنوسي، ومشروعه السياسي والوطني البديل.

2 - خليفة حفتر.. وشرعية الإنجازات؟
وقد أعلن المشير خليفة حفتر أيضاً أكثر من مرة استعداده للاستجابة لمطالب الشعب الليبي وهو ما يعني، عملياً، الاستعداد الضمني للترشح للاستحقاق الرئاسي المقبل. وتدعم موقف حفتر، داخلياً وإقليمياً، أوراق كثيرة منها تاريخه العسكري المهني المشرّف حيث كان قائد قوة الدعم القتالية الليبية في حرب أكتوبر 1973 على جبهة قناة السويس، ونال من الحكومة المصرية نجمة العبور على أدائه القتالي الجسور. كما يقول أنصاره أيضاً إنه قد أدار بمهنية الجوانب القتالية العملياتية من حرب تشاد، دون أن يتحمل -كعسكري ينفذ الأوامر- المسؤولية عن الخيارات الاستراتيجية والسياسية الخاطئة لنظام القذافي. وفي تشاد عرف أيضاً كيف يتحول من الحصان الخاسر إلى الحصان الرابح، حين انحاز للمعارضة ووقف ضد نظام القذافي.
ويستند ملف ترشيح حفتر أيضاً إلى الشرعية الثورية حيث إنه من قادة ثورة فبراير، وقاد جيشها لفترة وجيزة، هذا فضلاً عن شرعية الإنجازات الآن بعد تطهيره لبنغازي من الجماعات المتطرفة المسلحة، وإعادة بناء الجيش الوطني وتوسيع مناطق سيطرته في أماكن عديدة من جغرافية الخريطة الليبية في الأقاليم الثلاثة. كما يخدم حفتر أيضاً كونه ينتمي إلى قبيلة الفرجان العربية الكبيرة، وأنه من برقة بشرق ليبيا، وأصوله من غرب ليبيا. مما يجعله رجل إجماع محتملاً للجانبين، وقائداً مستنداً على عصبية قوية بالمفهوم الخلدوني. كما أن علاقاته الواسعة الراسخة في المؤسسة العسكرية المهنية قد تجعله هو البديل الوحيد تقريباً المؤهل لاستقطاب ولاء هذه المؤسسة، وإعادة بنائها وبناء الدولة على أنقاض ركام وحطام المليشيات والمجموعات القبلية المسلحة والجماعات المتطرفة الإرهابية. وفوق هذا فحفتر، المصنف -ضمناً- غير بعيد من التيار القومي العربي، لن يحمل أيضاً معه للزعامة أعباء أي تصنيف متطرف أو توصيف إيديولوجي محل تحفظ داخلي أو خارجي. ولذا يرى أنصاره أنه هو المرشح الوحيد القوي الجاهز الآن لتولي منصب الزعامة قريباً في ليبيا، وهو حصراً بالمؤهلات والاستعدادات، من يمكن أن يملأ كرسي فخامة رئيس الجمهورية المقبل(30).

3 - فايز السراج والشرعية التوافقية؟
وضمن المرشحين المحتملين أيضاً المهندس فايز مصطفى السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق الصخيرات، ويرى أنصاره أنه قد حقق خلال السنوات الماضية مكاسب سياسية ملموسة، من خلال تمكنه من حشد قوى مؤثرة على الأرض، وخاصة في العاصمة طرابلس، واستقطاب أطراف سياسية، ومجموعات مسلحة، قادرة على مواجهة واستهداف واستنزاف تحالف «الإخوان» و«المقاتلة» المتغول في العاصمة والغرب الليبي.
ولئن لم يكن السراج، ابن الأسرة الطرابلسية العريقة، يستند إلى عمق قبلي واسع أو عصبية غالبة في عالم القبائل والدواخل، كما لم يكن أيضاً من قادة ثورة فبراير البارزين إعلامياً حينها على الأقل، إلا أن مما قد يخدم فرصه في أية انتخابات رئاسية مقبلة، إن ترشح لها، أوراق قوة كثيرة، منها استناده إلى الشرعية السياسية التوافقية، وأيضاً ما يمكن تسميته بـ«الشرعية الدولية»، أي الاعتراف الدولي الخارجي بحكومته، ودعم العديد من الأطراف الأوروبية والإقليمية لها. كما تدعمه أيضاً على الأرض قوى قبلية وجهوية ذات نفوذ كبير منذ بداية عهد فبراير من ضمنها عبدالرحمن السويحلي(31)، كبير أسرة من أسر الزعامة التقليدية في مصراتة، والقائد الفعلي لمعظم كتائب ومليشيات تلك المدينة المؤثرة في العاصمة. وترتبط الأسرتان بعلاقات اجتماعية عديدة، ولذلك قيمته الدالة في أعراف التفاعل في معادلات الاجتماع والسياسة في ليبيا. وحتى إن قرر السويحلي ترشيح نفسه، أو ترشيح ابن أخته أحمد معيتيق، وهو من نواب السراج، يستطيع هذا الأخير أيضاً التعويل على كونه تكنوقراط، ويمكن أن يصبح رجل توافق، غير مصنف إيديولوجياً، ولا أعباء ذاكرة تثقل كاهله، هذا فضلاً عن رافعته المادية والأسرية الثرية، وكذلك بعض امتداداته الاجتماعية في العاصمة وفي جبل نفوسة أيضاً(32).
4 - سيف الإسلام القذافي وأعباء الذاكرة؟
وقد تردد مؤخراً أن سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد معمر القذافي، يمكن أن يصبح طرفاً في أي استحقاق انتخابي مقبل. وقد أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قبل أيام، بأن سيف الإسلام لابد أن يكون طرفاً في العملية السياسية المقبلة، وهذا يعني دخول لاعب دولي كبير كطرف داعم لإعادة تعويم ابن الزعيم السابق سياسياً، على رغم العوائق السياسية والقانونية المعقدة، التي قد تحول دون ذلك. إلا أن فوزه، إن قبل ترشحه أصلاً، قد يبدو مستبعداً من أول وهلة، لارتباطه في الأذهان بذاكرة النظام السابق الصعبة، ولأنه أيضاً كان دعامة ونوعاً من الزعامة في الظل في سنوات حكم والده الأخيرة، في سياق ما سمي مشروع «ليبيا الغد»، وسيناريو «التوريث». وبالتالي فإن كثيراً من الليبيين يحملونه مسؤولية عن كل ارتباكات وارتكابات ذلك العهد التي أدت إلى الثورة أصلاً. ومن باب أولى وأحرى، وفق هذا الرأي، ألا يكون هو من يُفترض أن يقود عملية العبور الآمن بهذه الثورة، أو التصدي لمهمة «الثورة التصحيحية» أو ببساطة الثورة على الثورة، إن صح التعبير. وفضلاً عن عقبة أعباء الذاكرة، هنالك أيضاً العتبة الإشكالية الأخرى المرتبطة بالملف المفتوح لدى محكمة الجنايات الدولية.
ولكن مما قد يخدم أيضاً فرص سيف الإسلام في العودة إلى الصورة، واقتحام المشهد، من وجهة نظر مؤيديه على الأقل، أنه قد أثبت خلال سنوات تصديه للشأن العام في آخر عهد والده، كفاءة وحنكة في التسيير والتدبير. كما يرون أيضاً أنه قد تنبأ في بداية تفجر الثورة -في «خطاب الأصابع» الشهير- بكل المآلات الفاجعة التي انتهت إليها الآن وقد أكلت أبناءها، (مع أنها نبوءة ربما كانت محققة لذاتها نظراً لعنف الرد على الثورة). وفوق هذا فهنالك أيضاً طيف قبلي ظل داعماً باستمرار للنظام السابق، أو على الأقل معارضاً لعهد فبراير من الأساس، وقد مثل هذا الطيف أغلبية صامتة في بعض القبائل الكبرى والعصبيات المؤثرة التي كانت مؤيدة للقذافي. كما أن سيف المنتمي قبلياً لسرت في وسط ليبيا، والممتدة قبيلته أيضاً في الجنوب في إقليم فزان، يفيده أيضاً كون أخواله من قبيلة البراعصة في برقة، مما يجعل له امتدادات قبلية وأسرية في كل أقاليم ليبيا الثلاثة. ويوجد في الخارج أيضاً أكثر من مليون من المهجّرين كثيرون منهم محسوبون على النظام السابق، ومثلهم من المستبعدين في الداخل على خلفية خصومتهم مع عهد فبراير، وإن أتيحت لهؤلاء وأولئك فرصة التصويت يتوقع انحياز كثير منهم لسيف الإسلام. وهنالك قوى سياسية أخرى منظمة في الخارج، ومؤثرة في الداخل، من رموز النظام السابق، من أشهرها أحمد قذاف الدم ابن عم سيف الإسلام، ويرجح أن تصطف إلى جانبه في النهاية. ومع هذا تبقى حظوظ سيف محل سؤال، وفرص نجاح «التوريث» بأثر رجعي، بعد سقوط النظام السابق محدودة، إن لم تكن أصلاً مستحيلة(33).

الزعيم المنتظر.. والمهمات العاجلة
وبغض النظر عمن سيتولى منصب الزعامة في ليبيا في استحقاق انتخابات الربيع المقبل، إن لم يرحّل أو يؤجل هذا الاستحقاق نفسه، فإن ثمة أسئلة مسير ومصير ضاغطة وملفات لا أول لها ولا آخر ومهمات عاجلة لا تحتمل التأجيل ستكون في انتظاره. فهذا الرئيس المنتظر سيجد أمامه حزمة أولويات لابد من اجتراحها للخروج بالأزمة من نفق الانفجار إلى أفق الانفراج، وبالتالي العبور بالبلاد من فوضى الثورة إلى سيادة الدولة، ووضع حد على نحو حازم وحاسم لكل ما له علاقة بدعاوى الشرعية الثورية، فلا شرعية فوق شرعية القانون والدستور وما يجري الاتفاق عليه تحت سقف التوافق الوطني، في النهاية. وباختصار شديد، فلعل من ألحّ مهمات وأولويات الزعيم الليبي المقبل ما يلي:
1 - إعادة فرض سلطة الدولة على كافة التراب الليبي، واحتكار واقتصار كل مصادر القوة الخشنة عليها ممثلة في الجيش الوطني وجهات إنفاذ القانون. وتسريح كافة أنواع المليشيات المسلحة، وجمع السلاح من أيدي المدنيين بكافة أنواعهم. والانخراط في جهد تنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية لتعزيز السيطرة المركزية للدولة بشكل كامل على الحدود والمنافذ، وضرب منظمات الإرهاب والجريمة وتهريب الهجرة السرية بيد من حديد، وإقناع الليبيين والعالم بأن الدولة قادرة على أداء مهماتها بكفاءة وفاعلية عالية.
2 - التصدي لكافة التدخلات الخارجية، والضرب على أيدي القوى التي تخوض صراعات وكالة نيابة عن أطراف أجنبية، كجماعات الإسلام السياسي من «إخوان» و«مقاتلة» وغيرها، وداعميها مثل النظام القطري. وملء أي فراغ سياسي أو أمني كانت التدخلات وحروب الوكالة تنفذ منه. وهذه وظيفة أساسية من وظائف أية دولة ذات سيادة، لأن السياسة كالطبيعة تكره الفراغ، فحيثما وجد فراغ تتسرب التدخلات الخارجية. وبعض من كانوا يعتبرون أنفسهم شركاء في دعم ثورة فبراير، كقطر وتركيا مثلاً، ليسوا بأي حال شركاء في السياسة ولا في السيادة الليبية. ولذا فلابد من التصدي لهم كفاً لضرر وخطر دعم الجماعات المتطرفة.
3 - إعادة تأكيد الوحدة الوطنية الليبية، وطي صفحة «الشرعية الثورية»، مرة واحدة وإلى الأبد، فلا شرعية غير شرعية القانون والدستور وسلطة الدولة المستمدة من الإرادة الشعبية. ولابد من فتح صفحة جديدة من التسامح والمصالحة بين جميع الليبيين. وإلغاء قوانين العزل السياسي. والسماح بعودة المهجّرين في الخارج. وتشكيل لجنة إنصاف ومصالحة على الطريقة المغربية، أو الجنوب إفريقية، للنظر في جبر ضرر التعديات الجسيمة، وتصفية الإرث الإنساني الصعب في عهد النظام السابق وخلال الثورة، وبعدها أيضاً.
4 - الاشتغال على إنعاش الاقتصاد والرفع من الأحوال المعيشية لليبيين وتوفير كل مقومات التنمية الإنسانية، من خدمات وتعليم وجهد ثقافي، ومؤسسات ديمقراطية، وحرية إعلام -بعيداً عن إعلام التحريض والتهييج والتهريج- ونشر الثقافة الدينية الوسطية وقيم حفظ السلم الأهلي والمنظومة القيمية والأخلاقية الداعمة لروح التوافق والتعاون والتضامن والتعايش والتساكن، والانخراط بإيجابية في سويّة الحياة المدنية الطبيعية وعمارة العالم، بديلاً عن الانخراط في دوامات الصراع والنزاع والعنف والتطرف. ولابد أيضاً من توسيع هوامش الحكم المحلي وتوسيع صلاحيات عمل السلطات في الأقاليم الثلاثة. كما أن استشارة الليبيين انتخابياً حول رأيهم في عودة النظام الملكي، والخيار الفيدرالي، ستكون تدبيراً حكيماً، ومعبراً عن بداية عهد ديمقراطي جديد. ومعروف أن لعودة الملكية أنصارها، وللفيدرالية حراكها أيضاً. وأنجح دول العالم اليوم وأكثرها استقراراً وازدهاراً هي دول فيدرالية أو اتحادية كالولايات المتحدة الأميركية وألمانيا، وفي السياق العربي أيضاً دولة الإمارات العربية المتحدة. ويمكن لليبيا أن تستفيد الكثيرة في مسيرة التحول وتطلعات ترسيخ الاستقرار والإعمار والازدهار من النموذج الإماراتي.
5 - استعادة صورة ليبيا كدولة طبيعية، وذات دور وحضور إيجابيين في النظامين الإقليمي والدولي. واستعادة ثقة الليبيين في أنفسهم، وفي نخبهم الثقافية، وقدرتهم على الإقلاع والصعود من الركام كطائر الفينيق من جديد، وصولاً لغدٍ آخر مشرق مقبل، ووقوفاً بثقة على شرفة المستقبل، لكتابة عنوان آخر جديد سعيد للمرحلة المقبلة.

** الإحالات والهوامش

1-عن شحنة الأسلحة التركية المضبوطة في ميناء مدينة الخمس، راجع: http://www.ahram.org.eg/NewsPrint/686542.aspx
2-عن تمويل وتوظيف قطر لجماعات إرهابية أجنبية في الأراضي الليبية، راجع: http://libyanstand.com/defaultnews/2018-08-13/7103

3- استخدم اسم "ليبيا" في المصادر اليونانية والرومانية القديمة (Λιβ?η أو Λιβ??) نسبة إلى «الليبو» وهي قبيلة أمازيغية من سكان شمال إفريقيا القدامى. وفي المصادر العربية الكلاسيكية كانت تسمى "لوبية" أو "لوبيا"، وهذه التسمية بالواو هي التي كانت معتمدة عند مجمع اللغة العربية في القاهرة منتصف القرن الماضي، بحسب ما يذكر المؤرخ الليبي مصطفى عبدالله بعيو، في كتابه:
-دراسات في التاريخ اللوبي.. الأسس التاريخية لمستقبل لوبيا، منشورات الجمعية التاريخية لخريحي كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، دون تاريخ، ولكن التاريخ المثبت بعد مقدمة العلامة عبدالحميد العبادي وفي مقدمة المؤلف هو سنة 1953. كما أحال المؤلف مصطفى بعيو أيضاً في مقدمته على كتاب آخر ألفه سنة 1947 (المجمل في تاريخ لوبيا من أقدم العصور إلى الوقت الحاضر) وكما يبدو فقد تبنى في عنوانه هو أيضاً اسم "لوبيا" بالواو. كما استشهد بمواضع ذكر فيها الاسم بالواو، في مصادر عربية قديمة من عهد الفتوحات الإسلامية، كابن الحكم: فتوح مصر وأخبارها، ليدن 1920، ص 170. وكذلك ابن رستة: الأعلاق النفيسة، والمقريزي: الخطط، والسيوطي: حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة.. وكلهم يذكرونها بالواو.. مع أن أهل البلاد درجوا الآن على تسميتها بالياء (ليبيا). وكما يقال: خطأ مشهور خير من صحيح مهجور. مصطفى بعيو: دراسات في التاريخ اللوبي، ص 10 وما بعدها.
وكان اسم الليبيين يطلق تاريخياً على عموم سكان شمال إفريقيا ما عدا سكان منطقة وادي النيل. وقد استدعت إيطاليا عند احتلالها لليبيا سنة 1911 هذا الاسم القديم، وأطلقته على ليبيا الحالية، المكونة من أقاليم طرابلس وبرقة وفزان.
وفي المقابل يدافع المؤرخ الليبي محمد مصطفى بازامة عن عراقة وتاريخية اسم "ليبيا" بالياء، وذلك في كتابه: ليبيا هذا الاسم في جذوره التاريخية، الطبعة الثانية مكتبة قورينا، بنغازي، د. ت، (التاريخ المثبت مع مقدمة المؤلف يناير 1975).
وينقل عن المصادر الإيطالية أن الكاتب الإيطالي ف. مينوتيلي، كان هو أول من نادى ببعث اسم "ليبيا" القديم لإطلاقه على الأيالتين العثمانيتين برقة (بنغازي متصرفلك) وطرابلس (طرابلس غرب إيالت)، ص 15.
وللتوسع أيضاً حول جذور التسمية راجع كذلك:
-مادة "Libye" في الموسوعة الدولية الحرة "ويكيبيديا" (باللغة الفرنسية).
وراجع أيضاً:
-إسماعيل كمالي: سكان طرابلس الغرب، ترجمة: الهادي حسن الهادي بن يونس، الناشر: مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية. 1997م. ص 13.

4- ابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد الحضرمي): العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر - المقدمة، تحقيق علي عبد الواحد وافي، ج 1.
5-راجع عن الأسرة السنوسية:
-ئي. آ. ف. دي كاندول: الملك إدريس عاهل ليبيا حياته وعصره، ترجمة محمد عبده بن غلبون، سنة 1989، ص 21 وما بعدها (ص 1) من أصل متن المؤلف.
-مصطفى عبدالله بعيو: دراسات في التاريخ اللوبي.. الأسس التاريخية لمستقبل لوبيا، مرجع سابق، انظر الترجمة الضافية لحياة السنوسي الكبير، وأسباب توطنه في برقة، وأصول ونتائج دعوته، من ص 18 إلى ص 73. وانظر قائمة المصادر النفيسة والنادرة جداً التي استشارها في ترجمته ص 74.
وراجع أيضاً عن بدايات وأسس الحركة السنوسية:
-أحمد صدقي الدجاني: "الحركة السنوسية".. نشأتها ونموها في القرن التاسع عشر، الطبعة الأولى 1967.الفصل الثاني وما بعده، ص 33.
وراجع أبضاً:
-ترجمة محمد بن علي السنوسي، في الطاهر الزاوي: أعلام ليبيا، دار المدار الإسلامي، طبعة 3، بنغازي 2004، ص 345.
6- عن أحمد الشريف السنوسي، راجع كتابه الذي يعرض فيه الطريقة السنوسية: الدرة الفردية في بيان الطريقة السنوسية المحمدية[...]، المطبعة الحجازية، دون تاريخ، طبعة قديمة جداً متاحة على النت في صيغة PDF.
وانظر ترجمة أحمد الشريف في: الطاهر أحمد الزاوي: المرجع السابق، ص 79.
7- عن عمر المختار: المرجع السابق، ص 291. وعن أهمية نظام "الصفوف" القبلي راجع دراسات الدكتور عقيل محمد البربار، بهذا الصدد، ومنها المرجع المشار إليه أدناه في الهامش رقم 23.
وكذلك راجع:
-ن. إ. بروشين: تاريخ ليبيا من نهاية القرن التاسع عشر حتى عام 1969، ترجمة وتقديم الدكتور عماد حاتم، دار الكتاب الجديدة المتحدة، الطبعة الثانية، يناير 2001، ص 23 وما بعدها.
8- معمر القذافي: الكتاب الأخضر..منشورات مركز دراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، طرابلس، د. ت. الفصل الأول: حل مشكلة الديمقراطية.. وترد التفاصيل عن حكم الشعب بواسطة المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية ثم مؤتمر الشعب العام، الكتاب الأخضر: ص 48 وما بعدها.
9- الكتاب الأخضر؛ المرجع السابق، ص 41.
10- المرجع السابق: ص 48 وص 61.
 11- المرجع السابق، ص 50.

12- للتوسع عن تحديات التحديث بين النخب والعسكر في ليبيا راجع: Moncef Ouannes, Militaires, élites et modernisation dans la Libye contemporaine,L’Harmattan,,juin 2009.
 
13- مع أن مقولة "الدجاجة تبيض والدينار لا يبيض"، لم ترد في الكتاب الأخضر، وليست مما كان يسمى في عهد القذافي "مقولات الفقه الثوري"، إلا أنها كانت شعاراً اقتصادياً رائجاً، وذا دلالة عميقة على فلسفة نظام الإنتاج السائد.. وقد رأيتُها مكتوبة على لافتة كبيرة جداً عند غابة "جودايم" على جانب الطريق الساحلي السريع المتجه غرباً من طرابلس إلى مدينة الزاوية، تقريباً عند الكلم 35 من العاصمة.
14- ابن خلدون دورة حياة العصبية، المقدمة، ج1.
15- عمر العصبية المصدر السابق ج1.
16- للتوسع عن غزوات الأوروبيين لطرابلس في هذه الفترة، راجع:
-عمر محمد الباروني: الأسبان وفرسان القديس يوحنا في طرابلس، مطبعة ماجي، ، طرابلس 4- 1952، ص 25.
-محمد بن خليل بن غلبون الطرابلسي: تاريخ طرابلس الغرب، المسمى التذكار فيمن ملك طرابلس وما كان بها من الأخبار، نشره الطاهر أحمد الزاوي، القاهرة 1349هـ، ص 92، وما بعدها.
-خليفة محمد التليسي: حكاية مدينة طرابلس لدى الرحالة العرب والأجانب، ط 3، 1997، ص 66 وما بعدها.
17- للتوسع عن العهد العثماني في طرابلس راجع:
-نيكولاي إيليش بروشين: تاريخ ليبيا في العصر الحديث من منتصف القرن السادس عشر إلى مطلع القرن العشرين، ترجمة وتقديم د. عماد حاتم، دار الكتاب الجديد المتحدة، طلعة 2، بيروت 2001، ص 25.
-إتوري روسي: ليبيا من الفتح العربي حتى 1911، ترجمة وتقديم خليفة محمد التليسي، الدار العربية للكتاب، الطبعة 2، سنة 1991. وخاصة عن عهد الدايات والباشوات ص 261 وما بعدها.
18- عن أحداث العنف في بدايات القرن الـ18 راجع: ابن غلبون: م. س. ص 195-196. وعن أحداث العنف في منتصف القرن، راجع إتوري روسي: م. س. ص 349. و385 وما بعدها.
19- إتوري روسي: م. س. ص 322، وما بعدها.
20- فرانشسكو جورو: ليبيا في العهد العثماني الثاني، تعريب وتقديم خليفة محمد التليسي، الدار العامة للنشر والتوزيع والإعلان، مصراتة، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية، ط 2 سنة 1984، ص 105 وما بعدها، فصول عن الأحوال العامة في أقاليم ليبيا الثلاثة خلال هذا العهد.
21- للتوسع عن ملاحم المقاومة الليبية ضد الاستعمار الإيطالي، راجع:
-خليفة محمد التليسي: معجم معارك الجهاد في ليبيا.. من 1911 إلى 1931. الدار العربية للكتاب،
سنة 1981.
وكذلك كُتب القائد العسكري الإيطالي في ليبيا، الجنرال رودولفو غراتسياني؛ مثلاً كتابيه:
-رودولفو جراتزياني: نحو فزان، ترجمه عن الإيطالية طه فوزي، دار الفرجاني، القاهرة- طرابلس- لندن، الطبعة 2، سنة 1994، ص 15 وما بعدها.
-رودلفو غراتسياني: برقة الهادئة، ترجمة إبراهيم سالم بن عامر، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة الرابعة، مصراتة 1998، ص 25 وما بعدها.
وكذلك:
-نيقولا زيادة: محاضرات في تاريخ ليبيا من الاستعمار الإيطالي إلى الاستقلال، معهد الدراسات العربية العالمية، جامعة الدول العربية، سنة 1958، ص 76 وما بعدها.
22- عن أحداث الاحتجاج في بنغازي وكيف أدت إلى اندلاع أحداث 17 فبراير 2011، انظر الشهادة المفصلة للقيادي السابق في "اللجان الثورية" ناصر الحسوني، على يوتوب، في سلسلة حلقات تبدأ من:
https://m.youtube.com/watch?v=ow17rlwtRrg

23-عن نظام "الصفوف" القبلية القديم في ليبيا، راجع:
-عمر المختار : نشأته و جهاده من 1862 إلى 1931 : دراسات فى حركة الجهاد الليبى / اشراف د. عقيل محمد البربار، منشورات مركز دراسة جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي، طرابلس 1981.
24- عن أسرة سيف النصر، راجع:
مخطوط: ري الغليل في أخبار بني عبد الجليل أمراء فزان، تأليف محمد بن عبد الجليل بن غيث بن أحمد بن سيف النصر السليماني، تاريخ الانتهاء من المخطوط 30 ذي الحجة عام 1368هـ، الموافق 14 أكتوبر 1852م. (متاح على النت بصيغة PDF).
-الطاهر الزاوي: أعلام ليبيا، مرجع سابق، انظر: ترجمة أحمد سيف النصر، ص 111.
25- للتوسع عن تاريخ طرابلس وخططها:
-الأستاذ أحمد بك النائب الأنصاري الطرابلسي: المنهل العذب.. تاريخ طرابلس الغرب، الطبعة الأولى، مطبعة الاستقامة، القاهرة 1961.
-كوستانزيو برنيا: طرابلس 1510-1850، تعريب خليفة محمد التليسي، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة الأولى 1985.
26- يروي الدكتور الحسيني الحسيني معدّي في كتابه: الملك إدريس حياته وعصره، أمثولة عن تلك المسالمة والموادعة، حيث يقول: «رست عدة سفن للعدو في ميناء طرابلس، فيها أنواع كثيرة من البضاعة، وفيها من كل نوع كثير، فتقدم إليهم تاجر من تجار المدينة، فاشترى كل ما فيها من سلع، ونقَدَ لهم ثمنها. واستضافهم رجل آخر وصنع لهم طعاماً فاخراً، وأخرج ياقوتة ثمينة فدقّها دقاً ناعماً بمرأى منهم وذرّها على طعامهم، فبُهتوا من ذلك! فلما فرغوا قدم إليهم دلاعاً (بطيخاً)، فطلبوا سكيناً لقطعه، فلم يوجد في داره سكين، وكذا دار جاره، إلى أن خرجوا إلى السوق، فأتوا منه بسكين. فلما رجعوا إلى جنوة سألهم ملكهم عن حالها، فقالوا: ما رأينا أكثر من أهلها مالاً، وأقل سلاحاً، وأعجز عن دفاع عدو» ص27.
27- الزبير السنوسي ابن عم الملك السابق إدريس، وقد عاش فترة طويلة خارج ليبيا، (في العراق)، نتيجة خلافات داخل الأسرة السنوسية في آخر عهد الملك، كما تعرض للسجن فترة طويلة في عهد القذافي.
28-للتوسع في خلفيات التوصيف السوسيولوجي لهذا النوع من النخب، راجع:
-د. شعبان الطاهر الأسود: علم الاجتماع السياسي، قضايا العنف السياسي والثورة، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ص 51 وما بعدها.

‏29- Archibald Gallet, « Les enjeux du chaos libyen », Politique étrangère 2/2015 (Été) , p. 99-111

‏30-Laurent de saint perier: Libye : sur quels pays peut compter Khalifa Haftar ? Link: https://www.jeuneafrique.com/mag/507765/politique/libye-sur-quels-pays-peut-compter-khalifa-haftar/
 
31-عن عائلة السويحلي راجع: الطاهر الزاوي: أعلام ليبيا، مرجع سابق، انظر مثلاً ترجمة: رمضان السويحلي ص 161. وأخيه أحمد السويحلي ص 109، وترجمة والدهما الشتيوي بن أحمد السويحلي، ص 181.

‏32- Jihan Gallon: Libye : dix choses à savoir sur Fayez al-Sarraj, Jeune Afrique, 04 décembre 2018, Link: https://www.jeuneafrique.com/mag/675888/politique/libye-dix-choses-a-savoir-sur-fayez-al-sarraj/

‏33- Matieu Galtier, Libye : Seif el-Islam Kadhafi, le candidat fantôme, Jeune Afrique, 10 avril 2018,
LinK: https://www.jeuneafrique.com/mag/547314/politique/libye-seif-el-islam-kadhafi-le-candidat-fantome/

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©