السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

علماء الدين: سفك الدماء إفساد في الأرض

علماء الدين: سفك الدماء إفساد في الأرض
22 يناير 2015 23:21
أحمد مراد (القاهرة) شدد علماء الدين على حرمة دم المسلم باعتباره أعظم عند الله تعالى من حرمة الكعبة، مؤكدين أن الله عز وجل لم يجعل عقوبة بعد عقوبة الشرك بالله أشد من عقوبة قتل المؤمن عمداً، مشيرين إلى أن كل الذنوب يرجى معها العفو والصفح إلا الشرك، ومظالم العباد، ولا ريب أن سفك دماء المسلمين وهتك حرماتهم من أعظم المظالم في حق العباد. ووصف العلماء أولئك الذين ينالون من حرمة دم المسلم بالمفسدين في الأرض، ويستحقون اللعنة والطرد من رحمة الله وسوء العاقبة، مؤكدين أن من يعتدي على النفس البشرية أيا كانت فجزاؤه جزاء المفسد في الأرض، فالشرع الشريف أكد على حرمة الدماء، ورهب ترهيباً شديداً من إراقتها، بل جعل الله سبحانه وتعالى قتل النفس سواء أكانت مسلمة أم غير مسلمة بغير حق قتلا للناس جميعا. الدم معصوم ويقول الشيخ محمود عاشورــ وكيل الأزهر الأسبق: أكدت آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حرمة دم المسلم وأنه معصوم الدم والمال، ولا ترفع عنه هذه العصمة إلا بإحدى ثلاث، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفس بغير نفس»، وفي حديث آخر: «لا يحلُ دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة»، وما عدا ذلك، فحرمة دم المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة، بل من الدنيا أجمع، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا»، وإذا وقع المسلم في شيء من هذه الأمور الثلاث فليس لأحد من آحاد الرعية أن يقتله، وإنما ذلك إلى الإمام أي سلطة الدولة. أعظم المظالم وأشار إلى أن الله عز وجل لم يجعل عقوبة بعد عقوبة الشرك بالله أشد من عقوبة قتل المؤمن عمدا حيث يقول جل شأنه: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما» «سورة النساء - الآية 93»، وأول ما يقضى يوم القيامة بين العباد في الدماء ففي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس الدماء»، وما ذلك إلا لعظم خطرها يوم القيامة، ولا ريب أن سفك دماء المسلمين وهتك حرماتهم من أعظم المظالم في حق العباد، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس من عبد يلقى الله لا يشرك به شيئا، ولم يتند بدم حرام إلا دخل من أي أبواب الجنة شاء» وفي حديث آخر: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصِب دما حراما»، ومن ثم يجب على كل مسلم أن يضع نصب عينه أن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض. السبع الموبقات ودعا الدكتور حامد أبوطالب -الأستاذ بجامعة الأزهر- جميع المسلمين إلى الورع وحفظ دماء إخوانهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، وقال: «اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات». وأضاف: من يقتل إنسانا بغير حق، فقد أتى بذنب كبير، وفعلة شنيعة نهى عنها الإسلام من خلال تكريمه للإنسان بصرف النظر عن لونه أو جنسه أو دينه حيث يقول تعالى: «ولقد كرمنا بني آدم»، وهذا التكريم يتم بالحفاظ على حقوق الانسان، واهمها حقه في الحياة وعدم الاعتداء عليه. خارجون عن الإسلام وأوضح الدكتور محمد كمال إمام ــ استاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الاسكندرية أن الذين يحاولون النيل من حرمة الدماء، واشاعة الفزع والرعب بين الناس خارجون عن الإسلام، وعن مبادئه وتعاليمه التى هي في مجملها تحقق الأمن والسلام لكل افراد الانسانية، وتصون لكل إنسان دمه وماله وعرضه. وقال: الأموال والدماء والأعراض مصونة في الشرع الإسلامي، حيث لا يستباح ولا يراق منها شيء، وهذا ما أكده القرآن الكريم في الكثير من آياته التي تحرم قتل النفس بغير حق، وتصون للإنسان حقه في حياة آمنة بعيدة عن الترويع والعنف والعدوان، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا». وأضاف أن ما نشاهده اليوم من قتل مسلمين لمسلمين آخرين إنما يعود إلى الفكر المتطرف والمتشدد الذي يريد أن يحول فهمه للنص إلى دين، ومن السهل أن يتحول هذا الفكر إلى عنف، والذي بدوره يتحول إلى صدام وفرض رأي بهذا العنف يكون إرهابا، والقضاء على هذا التطرف والتشدد يتحقق من خلال المنهج الوسطي والمعتدل الذي يتصف به الإسلام، فالمغالاة والتطرف والتشدد ليست من طباع المسلم المتسامح المتأسي بالنبي عليه الصلاة والسلام، ولا من خواص أمة الإسلام بحال من الأحوال، فمنهج الدعوة إلى الله يقوم على الرفق واللين، ويرفض الغلظة والعنف في التوجيه والتعبير ويدعو إلى التوازن والاعتدال والتوسط والتيسير، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه». أكبر الكبائر وقال الدكتور المختار المهدي ــ الأستاذ بجامعة الأزهر: من يقتل نفسا يرتكب جريمة من أكبر الكبائر، ومن ثم فإن النداء لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالابتعاد عن سفك الدماء ومهما كان الخلاف والاختلاف، فلا يبرر ذلك قتل إنسان، فالله سبحانه وتعالى هو الذي وهب الحياة وهو وحده الذى ينهيها. وأضاف: على كل مسلم أن يتجنب سفك الدم ولو بالمشاركة بالكلمة أو التحريض، فكل هذا محرم شرعا وقانونا، ومن ثم يجب على كل مسلم أن يراعي حرمة الدم، وعلينا جميعا أن نعلم أن سفك الدماء يعني الخراب والدمار في أي مجتمع. فتاوى منكرة وحذر من خطر الفتاوى التي تحرض المسلمين على قتل إخوانهم والاعتداء على أموالهم وأعراضهم، وهي بالتأكيد فتاوى منكرة، ولا يجب أن تصدر عن من يطلقون على أنفسهم علماء دين، فحري بعالم الدين أن يبين للناس الطريق المستقيم الذي ينتهي بهم إلى رضوان الله تعالى لا إلى القتل وسفك الدماء والإفساد في الأرض، لأن من يعتدي على النفس البشرية أيا كانت فجزاؤه جزاء المفسد في الأرض، فالشرع الشريف أكد على حرمة الدماء، ورهب ترهيبا شديدا من إراقتها، بل جعل الله سبحانه وتعالى قتل النفس سواء أكانت مسلمة أم غير مسلمة بغير حق قتلا للناس جميعا، ونحن نحذر من اتباع تلك الدعوات الغادرة التي تحض على قتل الأبرياء. واستنكر هذه الفتاوى التي تحض على القتل وسفك الدماء والعنف وإرهاب الناس وإشاعة الفوضى، مؤكدا أن من يقوم بمثل هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية مفسدون في الأرض، ويستحقون اللعنة والطرد من رحمة الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©