الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ارتباك وفوضى في صنعاء قبل الاتفاق مع «الحوثيين»!

ارتباك وفوضى في صنعاء قبل الاتفاق مع «الحوثيين»!
22 سبتمبر 2014 10:09
عمت حالة من الفوضى والارتباك العاصمة اليمنية صنعاء في أعقاب سيطرة المتمردين الحوثيين على مقر الحكومة ومنشآت عسكرية ومدنية، وأنباء نفتها الرئاسة عن استقالة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه وإعلانها في وقت لاحق عن إبرامها وجماعة الحوثيين وأطراف سياسية أخرى اتفاق تسوية لإنهاء الأزمة، في وقت تحدث شهود عيان عن بدء الحوثيين الانسحاب من العاصمة. ووقع المتمردون مع باقي الأحزاب السياسية اليمنية اتفاقا برعاية الأمم المتحدة للسلام وبحضور رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وذلك بعد ساعات من سيطرتهم على معظم المقار العسكرية والسياسية في صنعاء وذكرت وكالة الأنباء الرسمية انه «جرى في دار الرئاسة وبحضور الرئيس هادي ومساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر وممثلي الأطراف السياسية بمن فيهم الحوثيون التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني». وقال علي القحوم عضو المكتب السياسي لأنصار الله الحوثية إن التوقيع جاء على أساس تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ومن ضمنها إعادة تشكيل الأقاليم. وأوضح إن الأيام القادمة ستشهد تشكيل حكومة جديدة تشمل جميع المكونات السياسية وبتوافق الجميع. وفيما يتعلق بإلغاء رفع الدعم عن المشتقات النفطية قال القحوم «سيتم إلغاء رفع الدعم على مرحلتين في المرحلة الأولى ستخفض قيمة البنزين بمبلغ 1000 ريال يمني (حوالي 4 دولارات)». وأضاف أنه إلى جانب ذلك ستشكل لجنة اقتصادية لدراسة الوضع الاقتصادي في اليمن، يتم على أساسها تخفيض آخر لسعر المشتقات النفطية. وقال عضو المكتب السياسي في جماعة الحوثيين، علي البخيتي، لـ(الاتحاد)، إن بنود الاتفاق تتضمن تنفيذ «المطالب الشعبية المعروفة وهي تشكيل حكومة جديدة ومكافحة الفساد». ونفت الرئاسة اليمنية الأنباء التي تحدثت عن تقديم رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة استقالته من منصبه، والتي أذاعتها في وقت سابق الخدمة الإخبارية النصية لوكالة الأنباء الحكومية ووزارة الدفاع. وقال مصدر مسؤول في الرئاسة إن «الرئيس عبدربه منصور هادي لم يتسلم أي طلب استقالة ولم يصل مثل هذا الطلب إلى رئاسة الجمهورية حتى اللحظة ليتم البت فيه وفقا للإجراءات القانونية المعروفة والمتبعة، ولذلك مازالت الحكومة قائمة برئاسة محمد سالم باسندوه». في هذه الأثناء، أعلن موقع وزارة الدفاع اليمنية تأييده لما وصفوه بـ»ثورة الشعب» في إشارة واضحة إلى الانتفاضة المسلحة التي قادتها جماعة الحوثيين ضد الحكومة الحالية وأفضت إلى سيطرة الجماعة على المقار السيادية في العاصمة صنعاء ومنها معسكر قوات الفرقة الأولى مدرع الموالية للجنرال علي محسن الأحمر. ونشر الموقع بيانا مقتضبا جاء فيه :»يعلن ضباط وصف وجنود دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة تأييدهم وانضمامهم إلى ثورة الشعب المقاومة للفساد وحماية مصالح الوطن العليا ومكاسب الشعب وحقوقه وانجازاته». وأكد شهود عيان لـ(الاتحاد) أن المسلحين الحوثيين بدأوا بإخراج الدبابات والمعدات والآليات العسكرية والذخائر من معسكر الفرقة الأولى مدرع، والتوجه بها إلى خارج العاصمة في الطريق إلى محافظة صعدة المعقل الرئيس للجماعة المذهبية التي باتت، حسب مراقبين، الطرف الأقوى في المشهد السياسي الحالي. وفي وقت سابق امس عمت الفوضى انحاء العاصمة صنعاء حيث احتل المتمردون الحوثيون مركز قيادة الجيش اليمني ومبنى الحكومة في العاصمة صنعاء بالتزامن مع سيطرتهم على معسكر الفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان الدينية وذلك بعد ستة أيام من المعارك العنيفة أوقعت عشرات القتلى وأجبرت آلاف السكان المحليين على النزوح. وتوجت التطورات المتلاحقة في اليمن التي بلا شك ستعيد ترتيب قواعد اللعبة السياسية في هذا البلد المضطرب منذ سنوات، بإعلان رئيس الحكومة الانتقالية، محمد سالم باسندوه، استقالته من رئاسة الحكومة التي تدير شؤون البلاد منذ ديسمبر 2011، حسبما أعلنت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». ودعت وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة أركان الجيش في بيان مشترك «منتسبي الوحدات العسكرية المرابطة في إطار أمانة العاصمة وما حولها إلى البقاء في وحداتهم بجاهزية عالية والحفاظ على الممتلكات والمعدات ومختلف العهد العسكرية وعدم التفريط فيها، كونها من ممتلكات الشعب». وأهاب البيان بجميع المقاتلين «استشعار حجم وعظمة المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم أمام الوطن والشعب وعدم التفريط في ممتلكات القوات المسلحة»، مشددا على ضرورة بقاء الجنود «في جاهزية ويقظة دائمة لتنفيذ ما يسند إليهم من مهام وواجبات تجاه الوطن والشعب». وأكد مسؤول في بلدية العاصمة صنعاء لـ(الاتحاد) سيطرة المتمردين الحوثيين على مقر قيادة القوات المسلحة الكائن في شارع القيادة بالقرب من ميدان التحرير وسط العاصمة. وقال «الآن يتسلم الحوثيون مقر القيادة»، مضيفا أن سيطرة الحوثيين على المقر العسكري الأهم في العاصمة اليمنية «تمت دون أي مقاومة». وأشار إلى أن المتمردين الحوثيين سيسلمون بعد فترة مبنى قيادة الجيش إلى الشرطة العسكرية، وهو فصيل عسكري داخل الجيش موال للرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي. إلا أن مصدرا في الجيش ذكر أن عملية السيطرة على مبنى القيادة تمت بعد تعرض المبنى لقصف مدفعي من معسكر مرابط في مرتفع «عطان» جنوب العاصمة. وجاءت سيطرة الحوثيين على مركز قيادة الجيش اليمني بعد ساعات من اقتحامهم معسكر قوات «الفرقة الأولى مدرع» الموالية للجنرال علي محسن الأحمر، وجامعة الإيمان الدينية التي يرأسها عالم الدين المتشدد الشيخ عبدالمجيد الزنداني. وشوهد عشرات المتمردين، المدججين بقذائف صاروخية وأسلحة متوسطة ومسنودين بعربات مثبت عليها رشاشات مضادة للطيران، يعبرون أسوار معسكر «الفرقة الأولى مدرع» الذي كان يتواجد بداخله منذ ثلاثة أيام اللواء الأحمر الذي انشق عن نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في مارس 2011 بعد أن ظل لأكثر من ثلاثة عقود أبرز أركان نظامه. واقتحم المسلحون الحوثيون معسكر «الفرقة الأولى مدرع» من جهات عدة مساء امس بعد ثلاثة أيام من القصف والمواجهات العنيفة في محيط المعسكر الذي يحتل هضبة كبيرة شمال غرب صنعاء وتقدر بمساحة بمليونين و200 ألف متر مربع. وشوهدت أعمدة الدخان وكتل الغبار تتصاعد من مناطق عدة داخل معسكر «الفرقة» التي أيدت الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011. وعزت مصادر عسكرية ومحلية تصاعد أعمدة الدخان الكثيف إلى احتراق محطة للتزود بالوقود مجاورة للمعسكر وتعرضت لقذائف هاون. وكان الحوثيون احتلوا في وقت سابق المعهد الفني العسكري ومركز الصيانة التابع للجيش القريبين من مقر الفرقة الأولى مدرع. وشوهد عشرات الجنود من أفراد حماية المعهد الفني ومركز الصيانة يفرون بأسلحتهم الشخصية بينما كانت عشرات القذائف تسقط على معسكر الفرقة محدثة انفجارات قوية هزت الأحياء السكنية المحيطة. وقال أحد الجنود الفارين لـ(الاتحاد):»الحوثيون سيطروا على المعهد. لقد باعتنا الدولة ولم تساندنا»، قبل أن يستقل وعدد من زملائه سيارة أجرة صادف مرورها في المنطقة. كما غادر عشرات الجنود معسكر الإذاعة التابع للواء الرابع حماية رئاسية الذي خسر، الليلة قبل الماضية، سيطرته على مبنى التلفزيون الرسمي بعد يومين من المعارك مع الحوثيين. واحكم الحوثيون سيطرتهم على معسكر الاذاعة ومبنى وزارة الإعلام المجاورين لمعسكر الفرقة الأولى مدرع الذي غادره قائده اللواء الأحمر في الساعة الثانية عشرة ظهرا بتوقيت صنعاء، بحسب مصادر سياسية عديدة في صنعاء. وذكر موقع حزب «التنظيم الوحدوي الناصري»، وهو ثالث مكون في تكتل «اللقاء المشترك» الذي يقود الحكومة الانتقالية منذ ديسمبر 2011، إن «اللواء الاحمر المستشار العسكري للرئيس هادي غادر امس العاصمة اليمنية صنعاء ». وأكد تلفزيون المسيرة التابع لجماعة الحوثيين «التطهير الكلي لمقر الفرقة الأولى مدرع»، وقال إن اللواء الأحمر «مطلوب للعدالة». وبحسب مصدر عسكري في «الفرقة الأولى مدرع»، تحدث لـ(الاتحاد)، فإن مغادرة اللواء الأحمر إلى جهة لم يكشف عنها «دفعت المئات من الجنود إلى الفرار من معسكر الفرقة» الذي ظل يشهد مواجهات متقطعة حتى الساعة الخامسة مساء بتوقيت صنعاء. ودعا وزير الداخلية اليمني عبده حسين الترب امس الأجهزة الأمنية إلى التعاون وعدم مواجهة المتمردين الحوثيين، بحسب بيان نشر على موقع وزارة الداخلية. وجاء في البيان ان وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب دعا «كافة منتسبي الوزارة إلى عدم الاحتكاك مع أنصار الله أو الدخول معهم في أي نوع من أنواع الخلافات». كما دعا العاملين في الوزارة إلى «التعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية، التي تعد ملكا لكل أبناء الشعب، واعتبار أنصار الله أصدقاء للشرطة». وكان باسندوه قدم استقالته متهما رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بالتفرد بالسلطة. وقال باسندوه في رسالة الاستقالة التي حصلت عليها وكالة فرانس برس من مصدر من الامانة العامة لرئاسة الوزراء «لقد قررت أن أتقدم إليكم باستقالتي من رئاسة الوزراء». وأوضح باسندوه انه «بالرغم من ان المبادرة الخليجية (اتفاق انتقال السلطة) وآليتها المزمنة نصتا على الشراكة بيني وبين الأخ الرئيس في قيادة الدولة، لكن ذلك لم يحدث إلا لفترة قصيرة فقط ريثما جرى التفرد بالسلطة لدرجة أنني والحكومة اصبحنا بعدها لا نعلم أي شيء لا عن الأوضاع الأمنية والعسكرية ولا عن علاقات بلادنا بالدول الأخرى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©