الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأبيض» يبتعد عن لعبة حسابات التأهل بخسارة «الضربة القاضية»

«الأبيض» يبتعد عن لعبة حسابات التأهل بخسارة «الضربة القاضية»
8 سبتمبر 2011 00:39
خيم الصمت والحزن على مقر إقامة بعثة المنتخب الأول لكرة القدم، بالعاصمة اللبنانية بيروت، بعدما جاءت الخسارة أمام منتخب “بلاد الأرز” بثلاثة أهداف مقابل هدف، بمثابة الضربة القاضية لآمال وطموحات “الأبيض” في التأهل إلى الدور الرابع من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014. ولعل من عايش أجواء بعثة “الأبيض” منذ لحظة مغادرتها مطار دبي الدولي، وصولاً إلى فترة تواجدها في بيروت، لمس مدى التوتر والضغط العصبي و”الخيبة” التي يعيشها أفراد البعثة، بعد فشلهم في الخروج من صدمة الخسارة أمام الكويت في المرحلة الأولى من التصفيات، لتكون المباراة مع المنتخب اللبناني بمثابة “رصاصة الرحمة” في رأس طموحات “الأبيض” الذي بات في وضعية أقل ما يقال عنها إنها تحتاج إلى “معجزة” لضمان الترشح إلى الدور الرابع من التصفيات، بعدما تجمد رصيده عند “صفر من النقاط” بعد مرور جولتين على بداية المنافسات. وشهد مقر إقامة اللاعبين حركات “مكوكية” لمسؤولي الاتحاد والقائمين على منتخبنا الوطني، خاصة من خلال تحركات الرئيس محمد خلفان الرميثي الذي بدا الأكثر حزناً على ضياع حلم التأهل إلى الدور الأخير من التصفيات بلغة المنطق والعقل، وإن كانت الفرصة لا تزال موجودة بلغة الأرقام والحسابات. أداء متواضع وكانت مباراة لبنان بمثابة لقاء مفترق طرق لـ “الأبيض” الذي كان يدرك أن الخسارة قد تكون كفيلة بتبخر الأحلام، وهو ما حدث على أرض المدينة الرياضية التي شهدت انتصاراً تاريخياً للبنانيين الذين تذوقوا طعم الفوز الأول لهم على حساب المنتخب “الأبيض”. وفي 7 مباريات سابقة جمعت بين المنتخبين، تعادل الفريقان في 3 مباريات، بينما خسر منتخب لبنان 4 لقاءات، لتشهد المباراة الثامنة الفوز الأول للمنتخب “الأحمر” رسمياً على الإمارات. وجاء الانتصار اللبناني أمس الأول مستحقاً بكل المقاييس، وعلى كل المستويات، بعدما ظهر “الأبيض” بلا حول ولا قوة، بل بدا لاعبونا الذين طغى عليهم عنصر الشباب كمن تعرض لداء الشيخوخة مبكراً، فعجز رجال المدير الفني السلوفيني كاتانيتش عن مجاراة أصحاب الأرض فنياً وبدنياً، ليكون السقوط نتيجة حتمية لواقع “الأبيض” الذي لم يعد يسر صديقاً ولا حتى منافساً. خاض منتخبنا اللقاء بتشكيل شهد تغييرين عن “التوليفة” التي لعبت أمام الكويت قبل 4 أيام، فزج المدرب السلوفيني كاتانيتش”المقال” عقب المباراة بمحمد أحمد في مركز قلب الدفاع، إلى جانب وليد عباس بدلاً من حمدان الكمالي المصاب، بينما احتفظ بالظهيرين يوسف جابر يساراً وخالد سبيل يميناً. ومرة جديدة بدا خط الدفاع أشبه بـ”الثغرة” التي عبر منها اللبنانيون مرات عديدة إلى مرمى ماجد ناصر فسجلوا ثلاثية “تاريخية” وأهدروا مثلها مرة، بسبب تألق ماجد ناصر ومرات بسبب “الرعونة”. ولعب رباعي وسط الملعب مباراة “العمر” على مستوى السلبية، ففشل الرباعي المكون من سبيت خاطر وعامر عبد الرحمن وإسماعيل الحمادي ومحمود خميس، في فرض سيطرتهم على منطقة الجزاء التي كانت الكلمة العليا فيها للنجم اللبناني المحترف في الدوري الصيني رضا عنتر لاعب كولون الألماني سابقاً. ولم يتمكن لاعبو الوسط من ربط خطوط الفريق التي بدت “مفككة”، فلا ترابط ولانسجام، ولا حتى التزام بالأدوار الدفاعية أو الهجومية، ولم تظهر بصمات سبيت خاطر، إلا في الكرات الثابتة التي صنع من خلال إحداها هدف “الأبيض” الوحيد الذي جاء برأسية محمود خميس الذي لعب بدلاً من علي الوهيبي بعد أن تعرض للإصابة في الحصة التدريبية الأولى في بيروت. أما على المستوى الهجومي، فكان الثنائي أحمد خليل ومحمد الشحي ضيفين خفيفي الظل، بطيئي الحركة، قليلي الخطورة على المرمى اللبناني، ففشل الأول في ترجمة بعض الفرص التي سنحت له، في حين لم يقدم الثاني أي شيء يذكر، مما أجبر المدرب على استبداله بعد مرور ساعة من المباراة. فوز تاريخي ولعل سوء حالة “الأبيض” دفع بالمنتخب اللبناني إلى اقتناص فرصة العمر لتحقيق الانتصار التاريخي، وكسب أول ثلاث نقاط في التصفيات، ليجد أبناء “بلاد الأرز” أنفسهم بعد مرور جولتين من التصفيات في المركز الثالث بالمجموعة، بفارق نقطة واحدة عن كوريا الجنوبية والكويت صاحبي المركزين الأول والثاني على التوالي. وضرب اللبنانيون بفوزهم على “الأبيض” سربا من العصافير بحجر واحد، يكفي أن فوزهم هو الأول في تاريخ مواجهتهم مع منتخبنا، سواء كان ذلك ودياً أو في التصفيات، كما أن الانتصار “الأحمر” هو الأول من نوعه على مستوى نوعية واسم الخصم، باعتبار أن المنتخب اللبناني لم يعرف طعم الفوز على منتخب من العيار الثقيل أو أفضل منه على مستوى التصنيف العالمي منذ مشاركته في الدورة العربية التي أقيمت في بيروت عام 1998. وتضافرت العديد من العوامل لتمنح اللبنانيين الفوز، ولعل أولها سوء حالة المنافس “الأبيض”، إلى جانب تسلح رجال المدرب الالماني ثيو بوكير بإرادة صلبة وروح قتالية عالية كانت غائبة عن لاعبينا، فضلاً عن الدور الكبير والمتميز الذي قام به العائد إلى صفوف المنتخب رضا عنتر. وكان رضا “عنتر” المباراة، فلعب دور المهندس والبارومتر والهداف، ليكون رجل المباراة الأول، ومعه الحارس زياد الصمد الذي “تعملق” في بعض الفترات لينقذ مرماه من هدفين محققين كانا كفيلين بتغيير نتيجة اللقاء. أما العامل الثالث والأكثر تأثيراً في نفوس اللبنانيين، فتمثل في رغبة اللاعبين في “الثأر” من “الأبيض” ومن اللاعب ذياب عوانه الذي سجل هدفاً تاريخياً من ركلة جزاء بالكعب في المباراة التي جمعت المنتخبين قبل 3 أشهر وانتهت بفوز كاسح لمنتخبنا بنصف “درزن من الأهداف”. وواجه نجومنا صافرات الاستهجان من الجماهير اللبنانية التي توحدت “للمرة الأولى” منذ أكثر من 10 سنوات خلف منتخبها، لتتناسى كل الخلافات السياسية والطائفية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©