السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تتبنى سياسة إنسانية تدعم السلام العالمي

23 نوفمبر 2006 02:11
انتهجت دولة الإمارات العربية المتحدة ومنذ تأسيسها في عام 1971 سياسة خارجية سمتها الحكمة والاعتدال والتوازن ومناصرة الحق والعدالة واعتماد أسلوب الحوار والتفاهم بين الأشقاء والأصدقاء واحترام المواثيق الدولية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة واحترام قواعد حسن الجوار وسيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية· وأثبتت السنوات الخمس والثلاثون الماضية سلامة هذا النهج الذي أرسى قواعده مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' مما جعل دولة الإمارات تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع الدولي· وقد عبر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' عن ذلك أصدق تعبير بقوله في الأول من ديسمبر عام 2005 بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لقيام الدولة '' إن سياستنا الخارجية في دوائر اهتمامها الأربع الخليجية والعربية والإسلامية والعالمية ترتكز على قواعد ثابتة ومبادئ وأسس واضحة أساسها الاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين وإقامة العلاقات على أساس المصالح المتبادلة وتنمية روح التعاون وحل المشكلات والنزاعات بالطرق السلمية والالتزام بالمواثيق العربية والإسلامية والدولية والوقوف إلى جانب الحق والعدل والمشاركة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين· الدستور وأرسى دستور دولة الإمارات المبادىء والمرتكزات التي تستند إليها السياسة الخارجية للدولة حيث نص على أن اتحاد دولة الإمارات هو جزء من الوطن العربي الكبير الذي تربطه به روابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك· وأوضح الدستور أن أحد أهم أهداف الاتحاد هو '' إنشاء روابط أوثق بين دولة الإمارات في صورة دولة مستقلة ذات سيادة قادرة على الحفاظ على كيانها وكيان أعضائها متعاونة مع الدول العربية ومع كافة الدول الأخرى الصديقة في منظمة الأمم المتحدة والأسرة الدولية على أساس الاحترام المتبادل وتبادل المصالح والمنافع '' · مجلس التعاون تحرص دولة الإمارات باعتبارها من الدول المؤسسة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على تعزيز وترسيخ التعاون بين الدول الأعضاء· وقد تعهد صاحب السمو رئيس الدولة بمواصلة العمل مع إخوانه قادة دول المجلس على تعزيز العمل الخليجي المشترك وزيادة فاعليته في استكمال بناء صروح التكامل السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي· وتعمل دولة الإمارات العربية المتحدة مع أشقائها بمجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية والمجموعات الأخرى على مساندة كل المساعي والجهود الدبلوماسية الممكنة من أجل احتواء بؤر التوتر والصراعات في منطقة الشرق الأوسط بما فيها الخليج العربي وتجدد تأكيدها على ضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية والعمل على تعزيز تدابير بناء الثقة القائمة على مبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وذلك انطلاقا من إدراكها لمسؤوليتها في العمل من أجل الحفاظ على متطلبات الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي· واستضافت أبوظبي التي انطلقت منها القمة الأولى لمجلس التعاون في 25 مايو عام 1981 القمة السادسة والعشرين لقادة دول المجلس والتي عقدت في 18 ديسمبر الماضي وهيأت لها كل أسباب النجاح واعتبرت إضافة تاريخية لمسيرة المجلس الذي احتفل بالذكرى الخامسة والعشرين على تأسيسه· وحرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على دعم وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك وتطوير علاقات التعاون · جزر الإمارات المحتلة '' وانطلاقا من إيمانها بأسلوب الحوار لحل المشاكل والنزاعات بين الدول تقوم دولة الإمارات بمعالجة حكيمة لقضية جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي تحتلها إيران منذ عام 1971 وثمن صاحب السمو رئيس الدولة السعي المخلص لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في تأكيد حق دولة الإمارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث ودعمهم في السعي من أجل وضع آلية للمفاوضات المباشرة بين دولة الإمارات وجمهورية إيران الإسلامية بما يسهم في إحقاق الحق وتوطيد العلاقات الجماعية بين دول المنطقة على أسس صلبة حرصا على تحقيق السلم والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي· وطالبت دولة الإمارات العربية المتحدة جمهورية إيران الإسلامية بإظهار حسن نواياها بالموافقة على تسوية عادلة ودائمة لقضية احتلالها لجزر الإمارات الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى وذلك باستجابتها إلى المبادرات المتكررة التي تتبناها كل من مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي والتي تدعو إلى إجراء مفاوضات مباشرة وجادة حول هذه القضية بين البلدين أو الموافقة على إحالتها إلى محكمة العدل الدولية مجددة استعدادها للقبول بهذا التحكيم مهما كانت نتائجه· وأعرب سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في بيان أدلى به في العشرين من سبتمبر الماضي أمام المناقشة العامة للدورة الاعتيادية الحادية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة عن تطلع دولة الإمارات وبتفاؤل إلى توصل المفاوضات الإيرانية الأوروبية الدائرة حول ملف إيران النووي إلى تسوية سلمية دائمة تضمن الأمن وعدم المواجهة في المنطقة وشدد على ضرورة أن يتعامل المجتمع الدولي مع هذه المسألة بشفافية متناهية تكفل وبالتوازي إخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية· دعم لبنان وتابعت دولة الإمارات بقلق واهتمام الأوضاع في لبنان في ضوء العدوان الإسرائيلي على أرضه وشعبه· وأكد مجلس الوزراء تضامن دولة الإمارات العربية المتحدة التام مع لبنان الشقيق ووقوفها إلى جانبه انطلاقا من موقفها المبدئي والدائم في دعم لبنان والتزاما منها بقرارات القمم العربية بما فيها قرارات قمة الخرطوم· وترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت في 7 أغسطس 2006 للتضامن مع لبنان والشعب اللبناني· وقرر الاجتماع دعم مقترحات الحكومة اللبنانية بنقاطها وحل الأزمة وإرسال وفد من جامعة الدول العربية يضم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وسمو الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير خارجية قطر ومعالي عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى نيويورك للاجتماع مع أعضاء مجلس الأمن الدولي لعرض وجهة النظر العربية بشأن الموقف الخطير في لبنان وتبني خطة الحكومة اللبنانية· وأعلنت دولة الإمارات في 25 يوليو 2006 في الأمم المتحدة عن تبرعها بمبلغ 20 مليون دولار لبرنامج الأمم المتحدة المعني بإغاثة لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي·وأقامت دولة الإمارات جسرا جويا لنقل مئات الأطنان من المواد الإغاثة والمستلزمات الطبية والأدوية بالإضافة الى خط ملاحي حملت من خلاله البواخر مئات الأطنان من المواد لتلبية احتياجات المناطق المنكوية· العراق كانت دولة الإمارات في طليعة الدول التي دعمت العراق ووقفت إلى جانب شعبه حتى يستعيد عافيته ويتجاوز المحنة التي مر بها· ومازالت الإمارات تدعم العملية السياسية في العراق وكذلك جهود إعادة إعماره·وتنظر بعين من الأمل إلى الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وإرساء الأمن والاستقرار في ربوع العراق وإلى ما تم اتخاذه من توصيات في إعلان أبوظبي ومؤتمر نيويورك حول عقد المؤتمر الدولي لإعادة بناء العراق· وقد أكد صاحب السمو رئيس الدولة مجددا وقوف دولة الإمارات إلى جانب الشعب العراقي الشقيق بكل إمكانياتها لما فيه خيره وعزته واستقراره ودعا للأخوة العراقيين في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها بلدهم الشقيق إلى توحيد صفوفهم والعمل بيد واحدة في إطار من الوفاق الوطني لاعادة الاستقرار والأمن والرخاء· الشرق الأوسط '' تؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة بأن تسوية قضية الشرق الأوسط لا يمكن أن تتم بفرض واقع الاحتلال والاستيطان والحصار على الشعب الفلسطيني الذي يواجه حاليا أكبر أزمة إنسانية من جراء سياسات القتل المتعمد والدمار والتجويع والاعتقال الجماعي التعسفي· وخلال كلمة الإمارات أمام الأمم المتحده قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان '' إننا نشعر بقلق شديد جراء استمرار عجز المجتمع الدولي عن حل قضية فلسطين وإحلال السلام في الشرق الأوسط الأمر الذي شجع إسرائيل على التمادي في احتلالها للأراضي الفلسطينية ومزارع شبعا اللبنانية والجولان السوري وكذلك تكرار أعمالها العدائية على أكثر من صعيد· وإننا ندعو الأمم المتحدة اليوم للاستجابة لمبادرة جامعة الدول العربية الأخيرة الداعية إلى قيام المنظمة الدولية بدور فعال يساهم في إحياء مسيرة السلام في الشرق الأوسط · '' وقال سموه '' إننا نؤكد على أن إرساء الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتم من خلال استخدام القوة العسكرية والتدمير المتعمد والمتواصل للبنية التحتية في كل من الأراضي الفلسطينية ولبنان وإنما من خلال امتثال إسرائيل للقرارات الدولية بما في ذلك العودة إلى المفاوضات مع السلطة الفلسطينية ورفع الحصار عن أموالها والإفراج عن آلاف المعتقلين والمحتجزين الفلسطينيين وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية العاجلة المقدمة للشعب الفلسطيني وإزالة المستعمرات والجدار العازل والانسحاب الكامل من جميع الأراضي الفلسطينية التي تحتلها منذ عام 1967 بما فيها مدينة القدس الشرقية وذلك تمهيدا لإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ''· التضامن العربي والإسلامي '' سخرت دولة الإمارات منذ قيامها في الثاني من ديسمبر عام 1971 كل امكاناتها لصالح قضايا الأمة العربية والإسلامية وكرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' جهوده لتحقيق التضامن والتآزر وتوحيد الصف العربي والصف الإسلامي ولم يتوقف يوما عن الدعوة إلى لم الشمل واستعادة التضامن وتجاوز الخلافات وتحقيق المصارحة والمصالحة والوقوف صفا واحدا في مواجهة المخاطر· وساهمت الإمارات بفعالية في تطوير آليات العمل العربي المشترك وكذلك دعم منظمة المؤتمر الإسلامي وأجهزتها المتخصصة· وترأس صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وفد دولة الإمارات في اجتماعات القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت يومي 7 و 8 ديسمبر 2005 وبحثت في التطورات في العالم الإسلامي من كل جوانبها وسبل تعزيز التضامن الإسلامي والتعاون بين الدول الإسلامية في مختلف المجالات ودعم العمل الإسلامي المشترك وتطوير آليات وفعاليات منظمة المؤتمر الإسلامي· '' الإمارات وروسيا ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وفد دولة الإمارات العربية المتحدة في اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة مع روسيا الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني والذي عقد في 30 أكتوبر 2006 في موسكو وترأس الجانب الروسي فيها السيد سيرجى اوهانسيان رئيس الوكالة الاتحادية الروسية للطاقة· والتقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في موسكو سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي وأعرب سموه عن ارتياحه لما حققته اللجنة المشتركة من نتائج ايجابية وأكد تقارب وجهات نظر البلدين تجاه قضايا التسوية السلمية في الشرق الأوسط والأوضاع في العراق ولبنان والاستقرار والأمن في منطقة الخليج العربي· أسلحة الدمار الشامل لم تتوقف دولة الإمارات العربية المتحدة يوما عن الدعوة إلى نزع أسلحة الدمار الشامل وجعل منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي خالية من هذه الأسلحة·ودعت الإمارات في العديد من المؤتمرات واللجان المتخصصة للأمم المتحدة إلى مطالبة إسرائيل بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال الكشف عن كافة أنشتطها ومرافقها النووية والقبول بمبدأ التحقق بها في إطار رقابة نظام ضمانات الوكالة· واعتبرت الإمارات منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي من أكثر المناطق توترا في العالم ليس فقط بسبب تكرار مظاهر الحروب واستمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة فحسب وإنما أيضا بسبب امتلاكها لأحدث ترسانات أسلحة الدمار الشامل وبالخصوص النووية منها ووسائل إيصالها وسعي بعض الدول الأخرى بالمنطقة لامتلاك مفاعلات نووية خارج نطاق رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأمر الذي تعتبره دولة الإمارات مصدر خطر وقلق بالغين ليس لأمن واستقرار دول وشعوب الجوار فحسب وإنما للمنطقة ككل والعالم أجمع· الأمم المتحدة ودعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في بيان الإمارات أمام الأمم المتحدة إلى إصلاح منظمة الأمم المتحدة وبصفة خاصة مجلس الأمن وانتقد ضعف المنظمة الدولية في مواجهة التحديات الخطيرة التي يواجهها عالمنا المعاصر· وقال سموه '' بالرغم من كل التوقعات التي كنا نأمل تحقيقها منذ انعقاد قمة الدورة الماضية في مجالات بسط السلام والأمن الجماعي، والتنمية وتعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون وإصلاح الأمم المتحدة إلا أننا نلتقي اليوم وسط أوضاع أمنية وسياسية واقتصادية سيئة للغاية ساهمت في تعزيز انتشار الفقر والأوبئة وعرقلة نمو آليات التنمية المستدامة التي كنا ننشدها فبدلا من أن تنصب جهودنا على توثيق أواصر العلاقات الدولية وعلى الاستثمار الايجابي للعولمة الاقتصادية نجد أنفسنا تحت ضغط البحث عن حلول مؤقتة للتهديدات الأمنية الخطيرة التي يواجهها عالمنا المعاصر في أكثر من مكان وعلى أكثر من صعيد ''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©