الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

متطلبات السوق تطارد الفصحى

متطلبات السوق تطارد الفصحى
21 فبراير 2008 00:43
أكـــد خـــبراء وموجهون في اللغة العربية على دور البيت والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام في حماية اللغة العربية وتنمية الحس الوطني بلغة القرآن الكريم وحمايتها من المهددات التي تنازعها· ووجه الخبراء أصابع الاتهام إلى اللهجات العامية التي اعتبروها من أهم مهددات اللغة الفصحى، بالإضافة الى المناخ العام في البيت والمدرسة والعمل والشارع الذي يخرج هجينا من اللغات واللهجات التي تهدد اللغة الأم في عقر دارها· واكد الخبراء على ان الدافعية نحو تعلم اللغة العربية في عصر ''العولمة'' تراجعت أمام متطلبات السوق ومساقات التدريس في الجامعات التي لم تعد العربية فيها هي اللغة الأساسية· وهذه الظاهرة عامة لا تقتصر على أبناء الإمارات، وحين يدرك المتعلم أن مستقبله العلمي والعملي رهن بتعلم علوم العربية وثقافتها حينها ستتشكل لديه نظرة أخرى نحو العربية· واعتبر الدكتورعدنان الخطيب الخبير والمتخصص في اللغة العربية أن اللهجات المحلية أكبر خطر على اللغة، إضافة إلى منافسة اللغات الأجنبية للعربية في الجامعات العربية نفسها وضرورة قيام الجامعات الأجنبية والمدارس أيضاً بتعليم العربية في كل فروعها· وقال الخطيب ''هناك خطر نحن نزرعه بأيدينا وننميه وهو خطر الخادمات الأجنبيات، فخطرهن من الناحية الاجتماعية والثقافية جسيم، وتعدد ثقافاتهن نظراً لتعدد جنسياتهن أدى إلى ظهور خليط ثقافي غريب في بعض مجتمعاتنا العربية وظهور لغات متعددة تهدد لغتنا العربية· وتأثرت الأسرة العربية بالمفردات والمصطلحات التي ترددها المربية أو الخادمة والتي تتولى مسؤولية ملازمة الأطفال، مما يشكل خطورة كبيرة من الناحية اللغوية على الصغار، بل وعلى المجتمع بأسره· واللغة مرتسم حياة أهلها ومرآة عقولهم تعلو بعلوهم وتهبط بهبوطهم· المعلم وشدد الخطيب على دور المعلم وقال ''يميل المعلمون إلى العامية في مواقفهم الأدائية'' وتتنازع الشارع لغات عدة والمناهج تتغير بين الفينة والأخرى، ودائماً ليس في صالح اللغة· كما توجد أسباب أخرى مثل وسائل الإعلام التي تصب في هذا المسار، وهي خليط مشوش لا ينمي اللغة، بل يزيدها سوءاً والأسرة لا تتجاوز هذا السلوك في كثير من الأحيان· البيئة وأكد على ضرورة تهيئة بيئة لهذه اللغة لتعيش وعياً قومياً ووطنياً ينطلق بأحاسيس إسلامية لتمجيد لغة القرآن العظيم وتتداول لغة الآباء والأجداد وترفع هاماتها بلغة الحضارة التي أنقذت العالم يوماً من دياجير الظلام· وأضاف ''عندها سنجد اللغة قد انتشرت وقويت واشتد عودها واستوعبت مفرداتها حضارة عصرها وعلينا أن نعنى بالتوجه إلى مهارات اللغة وفنونها والأهم هو الحرص على رفع الكفاية اللغوية لمعلم العربية''· تهيئة الأسباب صلاح الدين سلانكلي موجه اللغة العربية بوزارة التربية قال ''المشكلة ليست في المقررات الدراسية وإنما في التقصير الماثل في تهيئة أسباب نجاحها وقطف ثمارها''· وأضاف أن مقررات التعليم الأساسي لم تأخذ حظها من التجريب ولم يكتب لكتب النشاطات الاثرائية والعلاجية ان ترى النور، ولم يزود الميدان بأي وسائل معينة ''سمعية أو بصرية'' رغم أهميتها· وأشار إلى أن هذه المقررات لم يأخذ القائمون على تنفيذها التدريب الكافي الذي يضمن التـــــــعامل معها بالشــــكل المراد لها، ولم يزودوا بدليل تقويم موحد· وقال سلانكلي ''لا توجد دراسات أو بحوث مقارنة على مستوى وزارة التربية تشير إلى ان المخرجات التعليمية لمادة اللغة في التعليم العام على مدى الثلاثة عقود الماضية كانت أفضل مما هي عليه الآن''· واعترف سلانكلي ان الدافعية نحو تعلم العربية أصبحت بها تراجع لدى المتعلمين· وقال ''تعلم العربية كأي تعلم حاجة في إطار بيئة بالدرجة الأولى، وأبناؤنا يرون ان هذا التواصل بلهجاتهم المتنوعة كاف لسد هذه الحاجة، وهم يدركون أن العربية ليست لغة التعلم في دراستهم الجامعية باستثناء بعض الكليات، كما انها ليست لغة ''السوق'' في نظام العولمة، الذي لم يعد أبناؤنا تحت مظلة إعلامه، ليسمع صحيحاً أو يرى سليماً· تدهور المستوى وعبرت أمهات عن استيائهن للمستوى المتردي الذي وصل إليه أبناؤهن في اللغة العربية· وأكدن على أن حال ابنائهن في اللغة ''يرثى له''· وقالت جميلة غانم مدرسة متقاعدة ''لاحظت الضعف الشديد لدى أبنائي في قراءة اللغة العربية والعكس تماماً تفوقهم في اللغة الانجليزية حتى أصبحت محادثتهم في المنزل ما بينهم باللغة الانجليزية'' الأمر الذي استفزني خوفاً على لغتنا الجميلة وعلى هويتنا وأوضحت أن مخرجات الطلاب في اللغة العربية سيئة للغاية الأمر الذي يفرض علينا التدارك السريع للغتنا· وأرجعت جميلة العلة إلى المناهج الضعيفة التي لا تشجع الطالب على القراءة· ''كلها تمارين ومطولات ولا تقدم أي فرصة للتعلم ولا تفسح المجالات للطالب لإتقان اللغة محادثة وقراءة''· معلمات اللغة ولم تخف معلمات اللغة العربية امتعاضهن الشديد من المناهج الجديدة، وقالت هيفاء العجماني إحدى مدرسات وزارة التربية للمرحلة التأسيسية إن المناهج الخاصة بالمرحلة التأسيسية تحتوي على كلمات صعبة ودروس مطولة لا تساعد الطالب على الفهم· وقالت إن بعض الجمل صبغت باللون الأحمر وهي الجملة الوحيدة التي يقرأها الطالب ما بين سبع إلى ثماني صفحات في الدرس الواحد· وقالت دينا محمد ''معلمة لغة عربية'' ان المناهج الجديدة تركز على القواعد النحوية فقط وأهملت ما دون ذلك، لافتة إلى ضرورة العــــــودة للمناهج السابقة التي كانت تضطلع بتحليل الكلمات، حيث كان لها دور كبير سابقاً في إيصال اللغة للطالب· فيما اعتبرت نجاة الهيجاوي ''معلمة لغة عربية'' التدريبات الكتابية مبالغا فيها وتوجد إعادة مملة لا تساعد الطالب على قبول المنهج وبالتالي تعلم اللغة· وأشارت منى السيد ''معلمة للغة العربية في القطاع الخاص'' إلى صعوبة القصائد والأناشيد· وأشارت إلى سوء اختيار موضوعات القصائد والأناشيد مدللة على ذلك بنشيد ''ملائكة الرحمة'' في الصف الثالث الابتدائي· التربية وزارة التربية والتعليم أرجعت سبب تردي مستويات الطلاب في اللغة العربية إلى المعلمين والمعلمات وقالت حصة الخاجة مسؤولة موجهي اللغة العربية بمنطقة الشارقة التعليمية ''سبب تردي الطلاب في اللغة العربية يرجع إلى المعلمات اللاتي لا يقرأن دليل المعلم ولا يتحدثن اللغة العربية الفصحى داخل الفصول''· وأوضحت أن مجالات القراءة والكتابة متوفرة من خلال المنهج، والحصص المدرسية كافية لتعليم الطالب اللغة بشكل صحيح· واوضحت حصة الخاجة أن جميع مناشط اللغة من قصة وأناشيد تكمل بعضها البعض· من جانبه قال الدكتور هشام عبدالعزيز موجة أول في ''مجال التربية الإســــلامية واللغة العربية'' بوزارة التربية ''يوجد في كل دول العالم طلبة ضعفاء وأقويا وإذا لم يقدم المنهج بطريقة صحيحة فسوف يؤدي بلاشك إلى ضـــــعف الطلاب'' وأشار إلى ان المناهج سواء في التربية الإسلامية أو اللغة العربية تغذي بعضها البعض، ومعلم اللغة هو المسؤول الأول عن توصيل اللغة إلى الطالب بنسبة 80 بالمئة· سلبيات واعترف الدكتور هشام بأن منهج اللغة العربية به بعض السلبيات، وقال ''كل منهج تعليمي لابد أن يكون به بعض السلبيات، مشيراً إلى ان منهج اللغة العربية يحتوي على نصوص للقراءة والكتابة وبه كثير من المصطلحات كالصراع الأدبي والسيناريو وتحويل النص إلى مسرحية بمعنى مسرحة المناهج'' وأشار الى الجهود التي بذلت لتطوير المنهج وهو مازال قابلاً للتطوير·
المصدر: الشـارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©