الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مطالب بمعايير بناء جديدة لمواجهة الكوارث

مطالب بمعايير بناء جديدة لمواجهة الكوارث
21 فبراير 2008 00:40
قررت إدارة الدفاع المدني والجهات الصحية والبلديات في الفجيرة والساحل الشرقي رفع جاهزيتها بعد الهزات العشرين التي تعرضت لها المنطقة بين الفجيرة ومسافي من 29 يناير إلى 12 فبراير 2008 والتي لم تسفر عن وقوع أي خسائر مادية أو بشرية· وقال المقدم علي عبيد الطنيجي مدير الدفاع المدني في الفجيرة إن الجهاز قرر رفع جاهزيته لمواجهة أي طارئ وزيادة جرعات التوعية للمواطنين حول كيفية الإخلاء في حال وقوع هزات· وذكر المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أن الأحداث الزلزالية التي شهدتها الدولة في الآونة الأخيرة في إمارة الفجيرة تولدت عن نشاط تكتوني على الصدوع المحلية وتم رصد وتسجيل ما يقارب العشرين هزة أرضية خفيفة سجلت لدى المحطات العاملة في المنطقة والعائدة إلى بلدية دبي· مستشفى الفجيرة وأشار خميس بن سنان نائب مدير مستشفى الفجيرة الحكومي الى أنه في حال وجود أي كارثة فإن المستشفى على أهبة الاستعداد لتفعيل قسم الحوادث والطوارئ، لكنه أشار الى أهمية تنظيم دورات في القسم، بالإضافة الى تنظيم تدريب مشترك مع الجهات المعنية مثل الدفاع المدني والشرطة والمؤسسات المحلية في الإمارة· وأكد بن سنان على أن المستشفى يستوعب حالات المصابين في الكوارث وأشار إلى أن المستشفى يضم 207 أسرة وسيتم فتح الأماكن المغلقة من الأقسام التي تفيد الحالات الطارئة عند حدوثها، لتصل الى ما يقارب 250 سريراً· وقال بن سنان إن الكادر الطبي البشري لا يستطيع بوضعه الحالي أن يواجه حالات الكوارث التي تتحرك فيها وزارة الصحة ومستشفيات الدولة لسد النقص· مواصفات البناء وذكر المهندس حسام ناصر الرفاعي من مكتب استشارات هندسية في خورفكان أن المباني في المنطقة غير مجهزة لمواجهة الهزات· وأشار إلى أنه تمت مناقشة هذا الأمر مع بلدية خورفكان لتضمين مواصفات البناء لمواجهة الهزات الأرضية والزلازل· وأكد أن المواصفات الحالية راعت مقاومة الرياح والعواصف ولم تراع مواجهة الزلازل· فيما قال المهندس محمود عبدالله مدير مكتب وزارة الأشغال العامة بالفجيرة إن الوزارة لم تتلق أي شكاوى من قبل المواطنين الذين وزعت لهم المساكن الشعبية ما يقارب 350 مسكناً خلال السنتين الماضيتين، موضحاً أن الوزارة تعمل ضمن توجيهات وزير الأشغال العامة معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان على وضع مواصفات وشروط لتفادي الكوارث الطبيعية· وأشار المهندس راشد حمدان عبدالله مدير عام بلدية الفجيرة إلى أن البلدية وضعت منذ سنتين من الهزة الأرضية التي تعرضت لها المنطقة شروطاً ومواصفات إجبارية للمهندسين ومكاتب المقاولات في تصميم المبنى لتفادي الكوارث· لكنه قال: ''إن قوة الهزة الأرضية هي التي تحدد مدى التأثير على البنية التحتية والمساكن والمرافق سواء في إمارة الفجيرة أو المناطق التابعة لها· دبا الحصن وأشار طالب عبدالله رئيس قسم العلاقات العامة ببلدية دبا الحصن إلى أن عملية إنشاء المباني والمساكن في منطقة دبا الحصن تعتمد على إنشاء طابقين فقط، مما لا يسبب أي تأثير عليها من ناحية الرياح والعواصف والهزات الأرضية ''الخفيفة''· لكنه قال ''لا توجد أي معايير أو معلومات أو دراسات يمكن لنا في المنطقة الشرقية أن نستدل عليها لوضع مواصفات المباني في المستقبل''· وطالب عبدالله بدراسة وضع مثل هذه المعايير بعد الهزات التي تعرضت لها المنطقة· مواصفات ومقاييس من جانبه أكد المهندس طيب المهدي من مكتب استشارات هندسية في الفجيرة أن طريقة أي تصميم للبناء أو الإنشاء تتم وفق تطبيق لائحة وشروط تقدم من قبل الجهات المعنية· وزاد'' المكتب لم يتسلم أي شروط أو مواصفات محددة لمواجهة الهزات الأرضية في المستقبل· وقال المهدي: ''لا يمكن تحديد أو استخدام أية مادة معينة لتجنب تأثير الهزة، لأنه بإمكان الهزة الأرضية أو زلازل أن تؤثر على الجبال، فكيف لو كان حديثنا عن المباني''· لكنه أكد على ضرورة وجود مواصفات ومعايير في المباني خصوصاً الشاهقة لمواجهة الهزات والزلازل موضحاً ضرورة الاستفادة من تجارب الدول التي تتعرض للزلازل والهزات مثل اليابان· فحص التربة ونبه المهندس المعماري عادل حسن الذي يعمل في مكتب للاستشارات الهندسية بخورفكان الى ضرورة فحص التربة والأرض التي يتم عليها الإنشاء من حيث صلابتها، عن طريق مختبر متخصص لفحص التربة، حيث يتم تصميم البناء على مدى قوة التربة· وأضاف في حال عدم توفر الشروط الجيدة بالتربة يتم العمل على وضع البديل المناسب للبناء من حيث تكبير مساحة الأساس وزيادة سمك أعمدة الحديد من 14 إلى 16 ملم تقريباً· وأكد عادل حسن على أن الفيللات والمساكن التي تتكون من طابقين أو ثلاثة وحتى ستة أدوار لا تتأثر في الغالب من الهزات الخفيفة ولكن لو كانت الهزة قوية فوق الخمس درجات على مقياس ريختر فإن الجميع سوف يتأثر من تشققات للجدران وانهيارات للأسقف· من جانبه اعترف المهندس حسام ناصر الرفاعي بغياب المواصفات الخاصة لمواجهة الهزات والزلازل وقال: ''لم نضع بالحسبان في بداية أعمالنا مواصفات خاصة للهزات الأرضية'' والاتجاه السائد هو وضع مواصفات لمواجهة الرياح والعواصف'' وأكد على ضرورة أن تعمل وزارة الأشغال والبلديات على وضع معايير جديدة للبناء في المنطقة في ضوء الهزات الأرضية التي تعرضت لها· ويجب أن تكون الدراسة تفصيلية لكي لا نبالغ في الحسابات بتكلفة البناء· الهزات الأرضية تولدت الهزات الأرضية التي تعرضت لها المنطقة بحسب المركز الوطني للزلازل من بؤر زلزالية ذات أعماق ضحلة وقريبة جداً من سطح الأرض الأمر الذي جعل من معظمها أن تكون محسوسة لدى سكان المنطقة بالرغم من قوتها الخفيفة والتي في الغالب كانت دون 3,5 درجة على مقياس ريختر· وأشار المركز الى أنه لا يكاد يوجد مكان على سطح الكرة الأرضية يمكن أن يقال عنه إنه بمأمن من حدوث الزلازل· وتعتبر الإمارات من الناحية التكتونية ''الجيوحركية'' جزءاً من الصفيحة العربية التي تمثل واحدة من صفائح القشرة الأرضية المكونة لسطح الأرض· وقد نشأت هذه الصفيحة قبل 25 إلى 30 مليون سنة نتيجة للتصدع الصفيحي الذي حدث على طول الأخدود الذي أحدث البحر الأحمر وخليج عدن· التوعية ومن خلال الاستبيان الذي قام بتوزيعه المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل تبين وجود حاجة ماسة إلى نشر التوعية في مواضيع السلامة العامة الهادفة للتخفيف والحد من المخاطر الزلزالية بكافة أشكالها على الإنسان والمنشآت· وقد باشر المركز الوطني هذه المهمة من خلال التنسيق مع وزارة التربية والتعليم وأجهزة الحماية المدنية· حركة الصفائح أفاد المركز الوطني للأرصاد الجوية ورصد الزلازل أن توزيع الزلازل في كوكب الأرض لم يكن بشكل عشوائي وإنما نتيجة لتراكيب جيولوجية معينة وحركات أرضية كانت الموّلد الرئيسي لهذه الزلازل، فحركة الصفائح التكتونية على سطح الأرض يمكن التعرف عليها بشكل واضح من أماكن تكرار حدوث الزلازل، التي يتمركز حدوثها في الغالب على امتداد حدود هذه الصفائح· وتحدث عملية التحميل أو الشحن بشكل أساسي في مناطق التقاء الصفائح التكتونية بعضها مع بعض، في ضوء ذلك نشأت على الأرض مجموعة من المناطق الضعيفة في القشرة الأرضية تعتبر مراكز وبؤر النشاط الزلزالي أو مخارج تنفس من خلالها الأرض وتعبر عما يعتمل داخلها من طاقة متراكمة تحتاج للانطلاق، ويطلق على سلسلة هذه المراكز والبؤر ''أحزمة الزلازل''· وكل حزام زلزالي اكتسب طبيعة خاصة به تختلف عن الأحزمة الأخرى من حيث الطبيعة الجيولوجية والتراكيب تحت السطحية، ونشاطها الزلزالي يكون خاصاً بهذه المنطقة · 250 زلزالاً في اليوم يقع حوالي 250 زلزالاً في أنحاء متفرقة من العالم كل يوم، وتحدث معظم هذه الزلازل تحت سطح البحر، والزلازل التي تقع على الأرض قليلة الحدوث نسبياً، ولا تسبب أضراراً تذكر في معظم الأحوال، على أن الزلازل الكبيرة تعدّ من أكثر الظواهر الطبيعية تدميراً، وبالرغم من أنها نادراً ما تستمرّ لأكثر من ثوانٍ معدودة، إلا أن الطاقة الناجمة عنها يمكن أن تعادل 200 مليون طن من مادة الـ TNT وأكثر 10 آلاف مرة من طاقة أول قنبلة نووية، وتتسبَّب الزلازل في إزهاق حياة 14 ألف شخص تقريباً كل عام· سلسلة الهزات أوضح المركز الوطني للأرصاد والزلازل أن سلسلة الزلازل المؤثرة التي ضربت المناطق المجاورة لمنطقة مسافي في أوائل عام ،2002 كانت نتيجة لوجود تراكيب جيولوجية محلية نشطة ''صدوع'' وأن أكبر حدث زلزالي في هذه السلسلة كانت قوته 5,1 درجة الذي وقع في 11 مارس 2002 وتم رصده في العديد من محطات الشبكات العالمية مثل شبكة المساحة الجيولوجية الأميركية، والمركز الوطني لمعلومات الزلازل في فرنسا، وشبكات الرصد الأعضاء في المركز الدولي للزلازل في نيوبري - بريطانيا· كذلك الهزة الأرضية الأصغر 4,0 درجة التي وقعت في يناير ،2003 وفي أكتوبر ،2004 أيضا ضرب زلزال آخر بالقرب من دبا، بالإضافة إلى العديد من الهزات الأرضية الأصغر التي كان يشعر بها السكان خلال الأشهر ما قبل وبعد الحدث الرئيسي· وأوضح المركز ''من الناحية التكتونية الجيوحركية فإن دولة الإمارات تعتبر جزءاً من الصفيحة العربية التي تمثل واحدة من صفائح القشرة الأرضية المكونة لسطح الأرض· ونشأت هذه الصفيحة قبل 25 إلى 30 مليون سنة نتيجة للتصدع الصفيحي الذي حدث على طول الأخدود الذي أحدث البحر الأحمر وخليج عدن في وقتٍ لاحق· وأدى تصادم الصفيحة العربية مع صفيحة اورواسيا إلى بروز طي ودفع قسري في نطاقي زاجروس وبتليس على طول الحافتين الشرقية والشمالية للصفيحة العربية، وحركة الصفيحة العربية باتجاه الشمال الشرقي تفضي إلى النشاط الزلزالي على طول جبال زاجروس بجوار الإمارات العربية المتحدة، والتي تعد واحدة من أكثر المناطق النشطة زلزالياً في العالم وأن الزلازل المحتملة الحدوث تقع على بعد يقارب 100 كيلومتر من الإمارات وفي حال حدوثها لا قدر الله، سوف تشكل خطراً حقيقياً محتملاً· وأكد المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أنه لا يكاد يوجد مكان على سطح الكرة الأرضية يمكن أن يقال عنه أنه بمأمن من حدوث الزلازل، لكن تختلف نسب حدوث الزلازل من مكان لآخر، فبعض الأماكن يدرج ضمن المناطق النشطة زلزالياً في حين أن البعض الآخر أقل نشاطاً أو أكثر هدوءاً، لذا فاحتمالية حدوث الزلازل في الدولة وفي منطقة الخليج واردة مع أنها تصنف ضمن المناطق الأقل نشاطاً من الناحية الزلزالية·
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©