الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأجداد يعودون للحياة من نافذة التاريخ في بيت التراث

الأجداد يعودون للحياة من نافذة التاريخ في بيت التراث
4 يناير 2010 23:19
ساهم التطور العمراني السريع والتنمية التي تشهدها قطاعات الدولة إلى حد كبير في القضاء على العديد من النسيج العمراني القديم وإحلال مبانٍ حديثة مكانها، ولكن يبقى الوعي بأهمية التراث والآثار كان العامل الأقوى نحو إيقاف معاول الهدم وجعلها وسيلة لإعادة ترميمها. ومن جملة المباني القديمة التي تعد نافذة على الماضي بمفرداتها وشخوصها نقف عند عتبات بيت التراث القابع في منطقة الرس في دبي على مساحة 935 متراً مربعاً، والذي يعود بناؤه لعام 1890 لصاحبه مطر بن سعيد بن مزينة. وفي عام 1910 انتقلت ملكية البيت إلى الشيخ أحمد بن دلموك الذي يعد أشهر تجار اللؤلؤ في دبي، والذي أهداه فيما بعد لسعيد بن حمدان الذي استمرت ملكيته للبيت 15 سنة إلى أن قام إبراهيم السيد عبد الله بشراء المنزل في عام 1935 . ويتكون بيت التراث من عدة فراغات رئيسية بدايتها المجلس (الميلس)، وهو الفراغ المعماري المخصص للضيوف من الرجال والمسافرين سواء أكانوا من مناطق داخل الدولة أو من أقطار مجاورة ويعد المجلس أساسياً في البيت فهو يعكس منزلة صاحبه ومدى كرمه. المجلس في بيت التراث عند المدخل الرئيسي للمنزل ويطل على الخارج. ولمراعاة خصوصية الأسرة وعاداتها الإسلامية فقد عزل المجلس تماماً عن داخل المنزل إلا من باب صغير خصص لخدمة الضيوف ولوازم الضيافة، كما يضم المجلس عدداً من الشبابيك المطالة على السكة الخارجية للبيت، ويضم بعض المفروشات البسيطة على الجانبين المتقابلين لبعضهما بعضاً وهي المفروشات التي لا تخلو منها البيوت الإماراتية في وقتنا الحاضر، كالوسائد (التكي) والمطارح (الدوشك)، كما خصص ركن من المجلس لإعداد القهوة ويتميز المجلس باتساعه نظراً للترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع فلا ينقضي يوم من دون وجود ضيوف وزوار على عكس ما نراه اليوم في مجتمعنا الذي نفتقد فيها الحركة الاجتماعية والتواصل. وتعتبر هذه المجالس مكاناً لطرح القضايا المهمة التي تمس مجتمعهم كهموم الغوص و الأسفار البحرية والتجارة والأوضاع المحلية وتبادل الأفكار ووضع الحلول لها، وهناك أيضاً غرفة أو مجلس مخصص لاستقبال النساء أيضاً ويطل مجلس الحريم بشرفاته ونوافذه على فناء المنزل الداخلي كما أنه معزول تماماً عن الخارج «السكيك» ولا يسمح للرجال بدخوله حتى ولو كانوا من أفراد الأسرة عدا الصبية والأطفال. ويبقى الفناء «الحوي أو الحوش» و هو المتنفس الوحيد لأجزاء المنزل الداخلية التي تطل عليه، وبما أنه مفتوح على الفضاء الخارجي فهو يوفر الإنارة الطبيعية نهاراً لجميع غرف المنزل و مرافقه. يتميز الحوي باتساعه ورحابته ورماله الناعمة التي طبعت عليها أقدام الصبية وهم يلهون ويلعبون بألعابهم الشعبية البسيطة آنذاك، وغرست في جوانب الحوي أشجار النخيل واللوز والسدر لتسقط بظلالها على المكان وتخفف من لهيب الصيف وحرارته وتقدم ثمارها كغذاء طيب المذاق. نشاهد الليوان في بيت التراث مفتوحاً من جهتين، ويعلوه سقف من الخشب والجص كما تظهر على واجهته الأمامية الأعمدة التي تعلوها بعض الزخارف والنقوش، ونجد أن الليوان يعمل كغطاء يمنع وصول أشعة الشمس إلى الغرف، مما يبقي الأجواء لطيفة. كما يوجد في الركن الأيمن من المخزن الزوية، وهو مكان للاستحمام والوضوء، ونجد أن المخزن محاط «بالدرايش» وهو ارتداد في الجدار حيث تستخدم لوضع أدوات الإنارة كالصراي. وفي حوي البيت نجد أيضاً البخار وهو فراغ لتخزين المواد الغذائية وحاجيات أهل البيت كما يوجد في بعض بيوت التجار بخار خاص لتخزين التمور. ويتميز المطبخ بصغر حجمه لأنه كان يستخدم لطهي الطعام فقط، بالإضافة إلى تخزين بعض المؤن لفترات مؤقتة من الزمن، وبالرغم من بساطة البيوت القديمة إلا أن أركانها تستفيض دفأً وحميميةً في حين نجد البيوت الكبيرة في هذه الأوقات خاوية تفتقد للرحابة والأُلفة
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©