الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مستقبل زاهر للكتب المسموعة.. والمواكبة العربية رهن متطلبات كثيرة

مستقبل زاهر للكتب المسموعة.. والمواكبة العربية رهن متطلبات كثيرة
21 سبتمبر 2014 20:55
إن تحققت توقعات بعض المحللين المتخصصين، فإن سوق الكتب الصوتية أو المسموعة سيشهد نمواً لافتاً في السنوات المقبلة، سواء تلك التي تصدر عبر النشر الذاتي أو عبر شركات النشر الجديدة. ويقول كتاب ومؤلفون إن سوق الكتب المسموعة سيشهد ازدهاراً في المستقبل القريب، وفي مقال لها على موقع «ميديا شيفت»، المتخصص في تتبع التحولات الجديد في قطاع الإعلام، قالت لوريا كالدويل إن الكتب الصوتية ستكون الحدث المهم المميز في النشر-الذاتي مستقبلا. شواهد كثيرة بعد أن شرحت تجربتها مع النشر التقليدي بإصدار 13 رواية، وتجربتها مؤخرا بإصدار أول كتاب مسموع بطريقة النشر الذاتي، تؤكد كالدويل، بكثير من الشواهد من حولها، تزايد الإقبال على سماع الكتاب الصوتي، ذاكرة الكثير من العادات اليومية التي تشجع على ذلك «لاسيما لدى الركض وأداء الواجبات المنزلية والتنقل فرادى في السيارة». ولكن ذلك ليس سوى جانب واحد من التجربة المشجعة التي بدأتها كالدويل، وهي محامية سابقة في المحكمة المدنية، والآن باحثة مقيمة في كلية شيكاجو للقانون، التابعة لجامعة لويولا، فهناك جانب مثير جدا اكتشفته عندما تحول بعض أبطال أداء روايتها صوتيا إلى شركاء في العمل، وأحدهم أصبح مثل مدير أعمالها. وتستذكر كالدويل كيف أنها لم تكن مهتمة بالنشر الذاتي قبل خمس أو ست سنوات، ثم كيف بدأت تعطي انتباهها لهذا الموضوع، ومناقشته من قبل مؤلفين أصدقاء لها، وكيف أن الكفة بدأت تميل لغير مصلحة النشر التقليدي. والكتاب المسموع، أو الكتاب الصوتي، هو تسجيل لنص كتاب يتم قراءته، وهو يتيح الوصول إلى آذان المنشغلين عن القراءة ممن لديهم مجال للاستماع، مثل سائقي الشاحنات والذاهبين إلى أشغالهم وغيرهم. كما إن الاستماع إلى المعلومة يتيح استنباطها بشكل مختلف عن قراءة نصها. كما إن لها الكثير من المزايا الفنية عندما تشترك عدة أصوات في أداء مضمون الكتاب كما في حال الروايات والمسرحيات. وتشكل الكتب الصوتية امتداداً لطرق نشر المعرفة التقليدية، ولكنها تستهدف شرائح أوسع من المتلقين قد تكون نسبة كبيرة منهم من غير قراء الكتب المطبوعة أو الإلكترونية. وفي ضوء ذلك يرى بعض المعنيين بمستقبل سوق النشر أن الاهتمام بالكتب الصوتية يجب أن يلقى قريبا اهتمام كل من يؤلف كتاباً ويريد له الرواج والانتشار. مشاريع عربية لا تزال هناك أعداد قليلة من ناشري الكتب المسموعة عربيا، وإن كان البعض اختار خوض غمار هذه التجربة منذ بعض الوقت. وعلى موقعها على الإنترنت تقدم شركة «مسموع» نفسها على أنها «أول شركة في الوطن العربي متخصصة في إنتاج الكتب الصوتية الرقمية العربية»، مشيرة إلى أنها «تهدف لتقديم كتبها الصوتية الرقمية على الإنترنت والجوال (الهاتف المحمول) كطريقة أسرع من أجل الوصول إليها بسهولة ويسر. وتسعى شركة مسموع بذلك إلى توفير المعرفة على مستوى جيد، وجعل الاستماع إلى الكتب، تجربة مفيدة وممتعة». كما تضيف أنها تتطلع لبناء مكتبة صوتية رقمية فريدة ومتميزة خلال الخمسة أعوام القادمة بتوفير أكثر من ألفي كتاب صوتي باللغة العربية، منها كتب التطوير والتنمية الحديثة، وكتب التراث العربي، الأدبي والديني، وكتب ودواوين الشعر العربي القديم والحديث، والكتب الفكرية والتاريخية، والروايات والقصص، والمجلات الإخبارية ومجلات الأعمال، وكتب وقصص الأطفال. أما موقع «أوديوبوكار» (audiobookar. com) فيقدم نفسه على أنه «مكتبة الكتب المسموعة والمسرحيات الإذاعية»، مع إشارة إلى هدفه «توفير كتب صوتية ومسموعة مفيدة للعالم العربي، كمساهمة في نشر الثقافة، وفي النهوض بعالمنا الإسلامي والعربي، ودعوة القراء للمشاركة في التعريف بالموقع عبر المنتديات ومواقع التواصل». وتزخر الصفحة الرئيسة للموقع بإعلانات وتعريفات لإصدارات صوتية مثل رواية «الأيدي الناعمة» لتوفيق الحكيم، ومسرحية « الأشباح» لهنريك ابسن، ورواية «الخطيئة الأولى» لجورج برنارد شو، وكتاب قصة حياة شارلي شابلن، وكتاب «في النفس والمجتمع» لمحمد قطب، و«رحلتي من الشك إلى الإيمان» لمصطفى محمود، و«حوار مع صديقي الملحد» لمصطفى محمود، إلى جانب العديد من الكتب لجبران خليل جبران. ومثل هذه الإصدارات، الأقرب إلى التراثية تمثل بدايات جيدة، لكنها تحتاج إلى الكثير من الجهد لتشكل وتلبي سوقا مستقبليا. (أبوظبي - الاتحاد) متطلبات التوجه قد يتم إنتاج الكتب المسموعة على يد أفراد، لكن الجودة قد تتطلب أحيانا كثيرة مؤسسات أو شركات متخصصة، وخاصة عندما لا يكون السوق ذا خبرة كافية بهذا المجال مثلما هو السوق العربي. وذلك للأسباب التالية: أولًا- لكي يستطيع كسب العدد الكافي من القراء ويبلغ مستوى من الجدوى الاقتصادية، يتطلب الإنتاج العربي من الكتب الصوتية تسجيلات عالية الجودة لتلاوة نصوص الكتب بفن وإتقان من قبل فريق مختص بهذا الشأن، يتمتع المشاركون فيه بمواهب صوتية وأداء يحترف القراءة التعبيرية وتقمص أصوات الشخصيات المطلوبة ولاسيما في الأعمال الخيالية. ثانيا- متطلب تكنولوجي: فمن المهام الملقاة على ناشري هذا النوع من الكتب توفير أفضل التقنيات والطرق لتخزينها واستخدامها بجودة تكنولوجية عالية، ولحمايتها من إعادة النسخ والقرصنة، مما يتطلب متخصصين في وسائل الاتصالات الرقمية والإنترنت وتطبيقات المحمول المتصلة بالمخازن والمستودعات الرقمية لشركات صناعة أجهزة وأنظمة لمحمول مثل نوكيا واندرويد وآبل. ثالثاً- كما يتطلب الإنتاج الحرفي لهذا النوع من الكتب كوادر هندسة صوتية، ومتخصصين باللغة العربية لتدقيق النصوص وتشكيلها وإنتاج نصوص مسموعة خالية من الأخطاء المنفّرة. رابعاً- متطلب إداري ويتمثل بكوادر إدارية تنفيذية وإدارية فنية ومالية، تضمن التواصل الفعال مع فريق العمل ككل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©