الرياض - وكالات الانباء: أعرب وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عن ''القلق'' إزاء الوضع في لبنان وذلك في ختام الاجتماع الذي عقدوه في مقر الامانة العامة للمجلس أمس في الرياض للتحضير لجدول اعمال القمة الخليجية المقبلة· وترأس وفد الدولة خلال الاجتماع معالي محمد حسين الشعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية·
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في كلمة الافتتاح ألقاها نيابة عنه الدكتور نزار عبيد مدني وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية ''إن ما يجتازه لبنان في الوقت الحالي من ظروف طابعها الاضطراب السياسي أمر يدعو للقلق فيما يتعلق بحاضر ومستقبل هذا القطر الشقيق''· واضاف ''ما يجب التأكيد عليه في هذا الصدد ان الانقاسمات الحاصلة والتصعيد الراهن قد تؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها خاصة اذا تذكرنا الاهوال التي عصفت بلبنان خلال الحرب الأهلية'' معربا عن الأمل ''في ان تسود الحكمة في هذا الظرف الحساس''·
وحول الوضع في الاراضي الفلسطينية أشار الى ان دول مجلس التعاون التي تعقد قمتها السنوية العادية يومي 9 و10 ديسمبر في الرياض تدعم عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط وتدعو ''الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي للتحرك لوضع حد للاعتداءات التي تقوم بها اسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة''·
أما بشأن الملف الايراني فأكد حرص دول المجلس على أن تكون علاقتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والأخذ بالطرق السلمية كأسلوب لحل المنازعات بين الجانبين وذلك من خلال المفاوضات الثنائية أو إحالة النزاع الى محكمة العدل الدولية·
وقال ''في هذا الصدد فإن دول المجلس شأنها في ذلك شأن اعضاء المجتمع الدولي تشعر بقلق بالغ إزاء تطورات الملف النووي الإيراني وتأثيراته على الأمن والسلم الدوليين ونعتقد ان الوسيلة المثلى للخروج من تعقيدات هذه المشكلة يكمن في انتهاج سبيل الحوار والمفاوضات و التزام جمهورية ايران الإسلامية بمتطلبات وضوابط الوكالة الدولية للطاقة النووية والعمل الجاد من اجل جعل منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك منطقة الخليج منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل مع الإقرار بحق دول المنطقة في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية وان يكون ذلك متاحا للجميع''·
وفي الشأن العراقي قال الوزير السعودي إن دول المجلس تؤكد على دعمها لوحدة العراق وسلامة اراضيه ودعم الحكومة العراقية ومساعدتها من اجل توفير الأمن والاستقرار في العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وبسط سيادته على كامل أراضيه وقد عبرت مرارا وتكرارا عن موقفها الداعم للعراق وشعبه الشقيق لتجاوز محنته واستعادة دوره كعضو فاعل في محيطه العربي والدولي· وأكد ان أمن واستقرار العراق لايتحقق الا بتعاون جميع ابنائه وتضافر جهودهم لتغليب مصلحة العراق والحفاظ على تماسك شعبه ووحدة ترابه الوطني· وأشاد الفيصل في كلمته باليمن ودوره الهام في تكريس الأمن والاستقرار في ربوع منطقتنا ونوه بنتائج اجتماع المانحين الذي عقد مؤخرا في لندن والذي يدلل على حرص المجتمع الدولي على النهوض باليمن ووضعه في طريق النماء والازدهار·
وأشار الفيصل الى ان ما اتخذته دول المجلس من اجراءات وآليات وتدابير لمكافحة انتشار وتنامي ظاهرة الإرهاب يعبر عن موقفها الثابت من هذه الآفة الخطيرة ويؤكد نبذها للإرهاب بمختلف اشكاله وصوره وأيا كان مصدره ويعكس دعم دول المجلس لكل جهد اقليمي لمكافحة هذه الظاهرة منوهين في الوقت نفسه الى ان مواجهة ومكافحة الإرهاب وانحساره لن يتأتى الا بتعاون وتنسيق دولي يحقق تبادل المعلومات والخبرات الأمنية حول تحركات العناصر الإرهابية والتعاون في إحباط مخططاتها·
وفي الشأن الاقتصادي قال ''لقد أولى قادتنا اهتماما خاصا بالشأن الاقتصادي وأهمها اقامة الاتحاد الجمركي لدول مجلس التعاون وتوصلوا الى قرارات مهمة حول البدء في التحرك لتحقيق هذا الهدف واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي في موعده المحدد كما ان دولنا قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ واستكمال الخطوات اللازمة للوصول الى السوق الخليجية المشتركة في نهاية عام 2007م مع التركيز على اهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري اضافة الى العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة الاقتصادية الخليجية''·
عدد اليوم
