السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنانون في لبنان يسعدون الجمهور وعيونهم تفيض ألماً

فنانون في لبنان يسعدون الجمهور وعيونهم تفيض ألماً
26 أغسطس 2012
عماد ملاح (بيروت) - شهدت مسيرة العديد من فناني لبنان، نهاية لا يتمنونها، خلال حياة حافلة بالأعمال الفنية، التي أدخلت السعادة على نفوس جمهورهم، ومنهم من مات على باب المستشفى، أو رقد بها فترة قصيرة، وعانى العجز والشيخوخة، وحجز بعضهم مكانه في سجل النسيان. وقال محللون فنيون إن أجسادهم هي التي ترحل، لكن تبقى أعمالهم، تذكر جماهيرهم العريضة، برحلة طويلة، شهدت العديد من الصعوبات، حتى ارتقوا سلم النجومية، وصعدوا أولى درجاته. تدهورت حالة وصحة الفنان اللبناني والمخرج السينمائي محمد سلمان عام 1997، وتم إدخاله على وجه السرعة إلى مستشفى الجامعة الأميركية، بتعليمات صريحة وواضحة من أحد القيادات، وفي الوقت ذاته، وصل إلى بيروت يومها مسؤول إعلامي من دولة مجاورة، حاملاً معه التمنيات بالشفاء العاجل للفنان محمد سلمان، كعربون وفاء وتقدير لهذا الفنان الذي قدم للعرب أجمل أعماله «لبيك يا علم العروبة». وقبل ذلك، ألمّ المرض بالراحل الفنان عاصي الرحباني في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وتمر الأيام ويتم إدخال الفنان فيلمون وهبي إلى المستشفى بعد نكسة صحية أدت إلى رحيله، بعد علاج لم يسعفه. وتكر المسبحة وتتوالى المآسي لفنانين أصيبوا بأمراض موجعة، أو تعرضوا لنكسات صحية مفاجئة، فماتوا على ابواب المستشفيات بسبب عدم توفر المال اللازم للعلاج. مهانة الفن وأشار محللون على الساحة: إلى أن هناك من مشاهير الفن، من يرقد حالياً في غرفة العناية الفائقة، ولا أحد يسأل عنهم ويزورهم للاطمئنان والاطلاع على حاجاتهم ومتطلبات علاجهم. موضحين أن الفن اللبناني بدأ يخط طريقه إلى العلن منذ خمسينيات القرن الماضي، لذلك فان حالات العجز والكبر والمرض لم تكن تظهر للعلن كما هو الحال الآن، والجميع يتذكر كيف كانت نهاية الفنان شفيق حسن، وكيف اضطر لبيع علب السجائر على قارعة الطريق عندما توقف نشاطه الفني، واليوم يبرز إلى العلن الكثير من الحالات المتعثرة بين الفنانين، وخصوصاً الممثلين منهم، الذين يخشون أن يصبحوا دون سند، أو يموتوا وحيدين على فراش المرض، كما حدث مع الفنان الراحل ماجد افيوني. كما أوضحوا أنه في سبعينيات القرن الماضي، حين ألمّ العارض الصحي بالفنان عاصي الرحباني، كان الفن اللبناني بمختلف مستوياته في عز ازدهاره وتألقه، وشكل هذا الفن من غناء وسينما ومسرحيات، الوجه الآخر والمزدهر للبنان الثقافة والفن، وكان هذا الواقع بمثابة السفير الديبلوماسي لبلد الإبداع والتجدد. وإلى ذلك، قالت الممثلة أمال عفيش إنها تعرضت لوعكة صحية منذ فترة، ودخلت المستشفى لمدة ستة أيام، فساعدتها النقابة بمبلغ زهيد حسب إمكاناتها واستغربت، كيف يكون لأعمال أخرى ضمانات صحية، فيما الفنانون محرمون من ذلك، مشيرة إلى أنها عادت من الولايات المتحدة الأميركية بعد هجرة استمرت 17 سنة، ومثلت شخصية الأديبة مي زيادة في مسلسل «صدفة»، ونالت الحلقة الجائزة الاولى في مهرجانين منفصلين في البحرين ومصر سنة 2004. مساعدة أما رئيس نقابة الفنانين المحترفين السابق إحسان صادق، فأشار إلى تقديمات النقابة للفنانين في حال المرض، من خلال صندوق التعاضد الذي تم إنشاؤه بموجب قرار وزاري، حيث ينتسب إليه الفنانون على حسابهم الخاص، بتكاليف غير تجارية، مؤكداً أهمية وجود قانون، يجيز استيفاء الضرائب من الفنانين الوافدين إلى لبنان، على أن تحول لمصلحة فنانين لبنان، وتعينهم في تأمين الاستشفاء والبطالة والعجز والشيخوخة. وعن القانون المهني المرتقب، أكد الفنان سمير شمص، الذي تولى لفترة مسؤولية نائب نقيب الممثلين، أن النقابة تساعد بقدر الإمكان، وتمد يد العون لأعضائها من خلال الاشتراكات، وأحياناً تسعى لدى أهل الخير الذين يقدمون مساعدات لبعض أعضاء النقابة الكبار في السن. وقال إن الكل يتذكر العارض الصحي الذي ألم بالفنان إبراهيم مرعشلي وأدخله في غيبوبة، بشكل أعاد فتح الجروح وزاد من آلام النفوس لدى الفنانين، ولو لا أن كريمة المرعشلي كانت قد سجلته على اسمها في الضمان الاجتماعي، لكن الأمر أصعب مما كان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©