نواكشوط - محمد عبد الرحمن فال:
أفادت نتائج جزئية أن حزبين من المعارضة الموريتانية السابقة والحزب الحاكم السابق جاءت في الطليعة في الانتخابات التشريعية والبلدية الموريتانية، وفق ما علم من وزارة الداخلية، حيث تتواصل عملية فرز الأصوات·
وقال مصدر في وزارة الداخلية طلب عدم كشف هويته إن نتائج غير نهائية لا تزال تردنا تباعا تفيد أن حزبين كبيرين من تحالف قوى التغيير الديموقراطي (ثمانية أحزاب معارضة سابقا) والحزب الجمهوري من أجل الديموقراطية والتجدد (الحزب الحاكم سابقا) تتقدم في منطقتي نواكشوط وترارزا اللتين تضمان أكبر عدد من الناخبين·
وأوضح أن الحزبين المعنيين في تحالف قوى التغيير الديموقراطي، هما التحالف الشعبي التقدمي المكون من حركات من العبيد سابقا وأخرى تناضل من أجل القضاء نهائيا على كافة أشكال الرق، ومن قوميين، والذي يتمتع بشعبية واسعة بين أكثر الفئات عوزا، وتجمع القوى الديموقراطية بزعامة أحمد ولد دادا المعارض للنظام السابق·
وأضاف المصدر في الداخلية الموريتانية أن عملية فرز الأصوات في 2336 مكتب اقتراع في 13 منطقة تواصلت أمس في مقر وزارة الداخلية، مشيرا إلى أن النتائج الجزئية متوقعة ليل
الاثنين الثلاثاء·
أما بشأن نسبة المشاركة فقال إنها بين 65 وسبعين بالمئة·
وقال محمد ولد مولود رئيس اتحاد القوى الوطنية والمكلف الرئاسة الدورية للمعارضة السابقة إن الانتخابات جرت بشكل عادي، باستثناء بعض عمليات التلاعب من ناخبين تم التعرف عليهم· وأضاف: هذا مكسب كبير للديموقراطية الموريتانية·
وقال المصدر إن بعض اللوائح المستقلة جاءت في الطليعة في بعض دوائر نواكشوط، دون توضيح ما إذا كانت لوائح الإسلاميين أو لوائح الحزب الحاكم السابق·
وسمح للإسلاميين الذين يعتبرون عادة معتدلين في موريتانيا، بالتقدم للانتخابات في لوائح مستقلين، وذلك لأول مرة في تاريخ هذه الدولة الصحراوية·
وأكد الشيخ سيدي أحمد ولد بابا مين، رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، أن نسبة المشاركة تجاوزت الـ 70%، وهو مستوى هام للغاية· وأضاف أن ذلك هو ما تؤكده الملاحظات والمقارنات التي قمنا بها على أساس زيارة عشرات المكاتب واتصالاتنا بمختلف ممثلينا فى عموم التراب الوطنى·
وأوضح أن هذه النسبة فاجأت اللجنة المستقلة للانتخابات، وربما ستتجاوز تلك المسجلة خلال الإستفتاء الدستوري الأخير·
كما أشار ولد باب أمين أن اللجنة لم تتلق للآن أية شكاوى جوهرية، ولم تبلغ بأية نزاعات ذات أهمية، سوى مشاكل جانبية تم حلها بالتشاور بين اللجنة والإدارة وممثلي القوائم المترشحة·
ويكاد يجمع المراقبون على شفافية هذه الانتخابات، حيث إنه سمح للصحافة لأول مرة في تاريخ البلاد بالدخول إلى مكاتب الاقتراع وطرح كل الاستفسارات على أعضاء المكاتب وممثلي اللوائح المترشحة·
وكانت ''الاتحاد'' قد قامت بجولة داخل المكاتب أكد لها كل ممثلي اللوائح على شفافية العملية وعدم تسجيلهم لأية ملاحظة·
وبدورها قالت ماري آن ايسلر بيجين رئيسة بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي الـ 87 الذين راقبوا 13 بالمئة من مكاتب الاقتراع ''جرى التصويت بشكل جيد في مجمل البلاد''·
وأضافت ''غير أنه يبدو أن هناك عددا كبيرا جدا من البطاقات الملغاة بسبب تطبيق صارم جدا في مكاتب الاقتراع لشروط الفرز''· وأكدت أن التمثيل المرتفع للأحزاب والمجتمع الأهلي إيجابي جدا في كل أرجاء البلاد، ومن المتنظر أن تعلن النتائج الرسمية بعد اكتمال ورودها من طرف وزير الداخلية الموريتاني في وقت لاحق·
وستجرى الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية في الثالث من ديسمبر المقبل·
عدد اليوم
