الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

3 قتلى و41 جريحاً بتجدد الاشتباكات في شمال لبنان

3 قتلى و41 جريحاً بتجدد الاشتباكات في شمال لبنان
25 أغسطس 2012
مصطفى ياسين، وكالات (بيروت)- تجددت الاشتباكات بين معارضي ومؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد في طرابلس شمال لبنان حيث سقط امس 3 قتلى و41 جريحا بينهم صحفية كندية تدعى ماريا مور وتقنيا من فريق عمل قناة “سكاي نيوز- عربية”، وسط مطالبة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الجيش اللبناني في ضبط الوضع وإنهاء الأحداث الدموية. وجاء تفجر الاشتباكات بين باب التبانة الذي يضم أغلبية من السنة وجبل محسن الذي يضم أغلبية من العلويين بعد مقتل الشيخ السني خالد البرادعي برصاص قناص في طرابلس، حيث اندلعت معارك بين المسلحين من الجانبين اطاحت بوقف إطلاق النار الهش الذي كان تم التوصل إليه. وقال شهود عيان “إن المعارك التي دارت بالأسلحة الاوتوماتيكية وقاذفات الصواريخ تسببت باندلاع حرائق كبيرة في جبل محسن وحي القبة السني وأسفرت عن سقوط قتيلين و41 جريحا وإحراق محلات في سوق طرابلس 7 منها يملكها علويون. وذكر مصدر طبي في طرابلس “أن صحفية كندية وتقنيا من فريق عمل قناة “سكاي نيوز- عربية” اصيبا بجروح طفيفة أثناء تواجدهما على المدخل الشمالي لطرابلس بالقرب من باب التبانة. فيما تحدث مصدر امني عن وقف جديد لإطلاق النار وانسحاب المسلحين من الجانبين، لافتا إلى أن حصيلة المعارك ارتفعت الى 16 قتيلا واكثر من 150 جريح منذ الاثنين الماضي. وسجل سقوط عدد من قذائف الهاون في محيط قلعة طرابلس الامر الذي ادى اندلاع حريق كبير انبعث منه دخان اسود غطى سماء المدينة، وامتدت الاشتباكات الى سوق الخضار ومحيط الزاهرية والريفا ومشروع الحريري والمنكوبين واستخدمت فيها مختلف أنواع الاسلحة. وبعد فترة من الهدوء الحذر تجددت الاشتباكات المتقطعة بين جبل محسن وباب التبانة، وسط إقفال المحال التجارية أبوابها وتسجيل حالات نزوح واسعة للأهالي. وقال مصدر أمني آخر لـ”وكالة الأنباء الالمانية” إن خطوط التماس بين باب التبانة وجبل محسن تشهد عمليات قنص وإطلاق رصاص متقطع ويسمع بين الحين والآخر دوي القذائف الصاروخية، كما لا يزال الأوتوستراد الدولي بين طرابلس وعكار مقطوعاٌ بسبب القنص الكثيف الذي يستهدف أي هدف متحرك مما أدى إلى شل الحركة في كافة أحياء المدينة. وأضاف أن عناصر الجيش تعمل على الرد على مصادر النيران. وقال مصدر أمني لبناني لـ”رويترز” إن الوضع في طرابلس مثير للقلق وخطير، ومن المرجح جدا أن يتصاعد هذه المرة”، لافتا الى عمليات إضرام النار في المتاجر المملوكة لعلويين في الأحياء التي تسكنها أغلبية سنية في طرابلس. وأضاف “ان الجيش أعاد نشر قواته ودباباته في الشوارع لتهدئة الأوضاع”. وسير الجيش اللبناني الذي كثف تواجده في شارع سوريا الذي يفصل بين المتقاتلين دوريات مؤللة ورد على مصادر النيران. وقد تعرضت آليات الجيش لإطلاق النار من الطرفين المتقاتلين، مما أدى الى إصابة سبعة عسكريين عرف منهم مرعي خشبة، احمد عبيد، حسن طراف، حاتم شاهين ومحمد يوسف وتم نقلهم إلى المستشفى الحكومي لتلقي العلاج. وقال أبو عثمان المسلح السني “لقد فوجئنا بهذه المعركة..من فتح النار هم سكان جبل محسن”. وقال أحمد بريس من سكان حي القبة “لم يعد بامكاني تحمل هذا الوضع، لدي في منزلي ثلاث عائلات هربت من أعمال العنف منذ مطلع الأسبوع”، وأضاف “ليس لنا علاقة بما يحصل في سوريا، نريد العيش بسلام”. وتابع قائلا “نواجه صعوبة في تأمين معيشتنا، والمسلحون يتقاضون رواتب..انهم لا يقاتلون من أجل قضية وأنما لمصالحهم الخاصة”. وكان رئيس الوزراء عقد اجتماعات مكثفة مع عدد من الوزراء والقيادات السياسية والأمنية المعنية تم خلالها الاتفاق على رفع الغطاء السياسي عن المخلين بالامن وتسطير استنابات قضائية بحقهم. واكد ميقاتي على ضرورة تشدد الجيش اللبناني في ضبط الوضع والرد على مصادر إطلاق النار التي تهدد أمن المدينة وبالدرجة الأولى السكان الأمنيين في منازلهم، مشيراً إلى أن كل قيادات طرابلس تجمع على أولوية دعم الجيش في مهمته لإنهاء الأحداث الدموية المؤسفة. وأصدر قاضي الحكومة لدى المحكمة العسكرية اللبنانية صقر صقر، مذكرة اعتقال أمس بحق المسلحين المتورطين في الاشتباكات في طرابلس، وأمر الشرطة العسكرية والاستخبارات العسكرية وقوات الأمن الداخلية بتحديد هوية المتورطين في الاضطرابات واعتقالهم، ويشمل ذلك المسلحين كافة الذين ظهروا في التغطية الإعلامية. وبحث ميقاتي التطورات مع الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة في لبنان روبرت وتكنز . كما ألتقى السفير البريطاني لدى لبنان توم فليتشر الذي أعرب عن القلق حيال الأوضاع الحالية، وانعكاس الأزمة السورية. وقال “إن هناك سبلاً يمكن للمجتمع الدولي من خلالها دعم جهود الحكومة اللبنانية لإعادة الهدوء الى طرابلس، وعلينا أولاً أن ندعم جميعا قيادة ومؤسسات الدولة في إدارة هذه المشكلة، وبالتحديد التطلع الى دعم قوي للجيش”. وأضاف “هناك قلق من المجتمع الدولي بشأن وجود دلالات على تدخل خارجي في لبنان، خصوصاً بالنسبة للوضع في طرابلس وهناك من يريد تصدير بعض من أزمته الى دول الجوار، وهذا الأمر غير مقبول بالنسبة لنا وللمجتمع الدولي بشكل أشمل”. مؤكدا ان بريطانيا تدرس احتياجات محددة من الجيش اللبناني لتأمين دعم دولي أوسع من حيث التدريب، وغيره من وسائل الدعم لمساعدته على القيام بواجباته في طرابلس ومحيطها. وتعهد فليتشر تقديم مزيد من الدعم لعملية الحوار التي يقودها رئيس الحكومة بين مختلف الأطراف في طرابلس، مرحبا بالجهود التي قام بها خلال اليومين الماضيين للتأسيس لحوار صريح بين كل الجهات، ومعتبرا أن هناك مجالاً مهماً للعمل في طرابلس من خلال التركيز على مستقبلها، خصوصا من خلال إعطاء السكان أملاً بإمكان إعادة احياء المدينة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©