وساطة إريترية لانهاء القتال في النيل الأزرق وجنوب كردفان

(الخرطوم) - وصل إلى الخرطوم أمس وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح محمد في زيارة تستغرق يومين في إطار وساطة ارتيرية لإنهاء القتال الدائر في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بين الجيش السوداني والجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية قطاع الشمال. ويحمل المبعوث الاريتري رسالة من الرئيس اسياسي افورقي إلى نظيره السوداني عمر البشير رسالة في هذا الخصوص كما تتضمن مسار العلاقات الثنائية وقضايا ذات اهتمام مشترك بين البلدين. وذكر مصدر دبلوماسي لـ “الاتحاد” إن الزيارة تأتى في إطار وساطة ارتيريا لنزع فتيل الأزمة المحتدمة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان فيما يشبه تسابق إقليمي لإعادة الهدوء إلى السودان ومنع تطور الأحداث باتجاه حرب مع جنوب السودان التي تتهمها الخرطوم بدعم التمرد. ويلتقي المبعوث الارتيري في مستهل زيارته الرئيس عمر البشير ليسلمه الرسالة كما يلتقي اليوم وزير الخارجية علي كرتي وعددا من المسؤولين بالخرطوم. وتأتي الزيارة في وقت تتسارع في جهات داخلية وخارجية للوساطة من اجل لاحتواء الأزمة وتداعياتها. من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي إنه لا توجد مبررات تسوّغ العودة لمربع الحرب من جديد في السودان. جاء ذلك خلال جرى في أديس ابابا أمس الأول بينه وبين محمد عطا المولى عباس المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني. وأورد “المركز السوداني للخدمات الصحفية”، وهو بمثابة وكالة أنباء تتبع للأجهزة الأمنية وموازية للوكالة الرسمية (سونا)، في تقرير من اديس ابابا أن زيناوي أكد خلال اللقاء مع المؤول السوداني ، “ثقته في جدية الرئيس عمر البشير في إحلال السلام في السودان مندداً بالأطراف التي تسعى لإشعال فتيل الأزمة بولاية النيل الأزرق باعتبار أنه لا توجد مبررات تسوّغ العودة لمربع الحرب من جديد”. وأوضح المركز أن عطا “نقل رسالة شفهية من الرئيس عمر البشير الذي ثمن دور زيناوي ومبادرته إبان زيارته الأخيرة للسودان مشيراً لترحيب حكومة وشعب السودان بالمبادرة”. واطلع عطا زيناوي على تطورات الأوضاع بولاية النيل الأزرق وأحداث عشية الأول من سبتمبر الجاري. وحسب المصدر نفسه، فقد “عبر رئيس الوزراء الأثيوبي عن تقديره الكبير لاطلاعه بالأحداث التي جرت في ولاية النيل الأزرق خلال المحادثة التي تلقاها من البشير والتنوير الذي قدمه الفريق أول عطا”. وكان رئيس وزراء اثيوبيا قد زار الخرطوم قبل اندلاع القتال في النيل الأزرق لاحتواء أوضاع مشابهة تجري على الأرض في جنوب كردفان لكن وساطته فشلت على ما يبدو.