ثنائية الوجوم والانتعاش ..!

هي المرة الأولى التي يستعد فيها جمهور بطريقة عبقرية للتغلب على هزائم محتملة.. لعلها التجربة.. الخبرة.. الإدراك للعلاقة الجدلية بين منتخبنا الوطني الأول وبين الهزائم.. أو أنها الحاسة الجماهيرية السادسة.. جمهور المنتخب اليمني وكإجراء وقائي لم يحشد كل قواه المعنوية لتشجيع منتخبه منذ البداية وإنّما وزع شحنات العشق التشجيعي على الجميع وكأنه اقتنع بإمكانية تحقيق الذات الرياضية بمساندة الأخضرين السعودي والعراقي والأحمرين العماني والبحريني، بالإضافة إلى الأبيض والأزرق والعنابي.. ولم لا وكل القمصان والألوان عرب وإخوان. لقد نقلت لنا كاميرات الناقل الرسمي «أبوظبي الرياضية» تفاصيل مدهشة.. الطفل الذي يرفع علم بلاده ويرتدي علم الإمارات.. والطفلة الموشحة باللون الأخضر.. شباب وشيبة.. رجال ونساء خلقوا حالة من الانسجام بين أعلام اليمن وبين ألوان المنتخبات الشقيقة. وكان لافتاً لمن يستمع إلى تصريحات الفائز والخاسر عقب كل مباراة وهم يقولون نشكر الجمهور اليمني الذي ساندنا.. الكل شعر بوجود مدرجات يمنية تسنده ترفع العلم وترحب باسم اليمن.. لاعبون خليجيون كثر عبروا عن دهشتهم للمتابعة الحميمية لهم أسماء ومستويات ومراكز وحركة تنقلات. هذه الحالة الجماهيرية اليمنية من الانتعاش مع الضيوف خففت ربّما من حالة الغيظ المؤقت، لكن من شأن إسدال الستار على البطولة وطيران الطيور الخليجية بأرزاقها في نهاية المطاف أن تستدعي حال الغضب تجاه منتخب خرج من دورات الخليج الأربع المنصرمة بنقطة عن كل دورة واكتفى من بطولة يستضيفها بصفر نقاطي وهدف يتيم وهي نتيجة مخجلة لم تعبّر بأي حال عمّا تردد من أن المنتخب اليمني جرى إعداده هذه المرة بصورة مختلفة وخاض مايزيد على ثلاثين مباراة رسمية وتجريبية قبل البطولة لم يخرج منها لا ببلح الشام ولا حتى بعنب دورة جرت على أرضه ووسط جماهيره. غير أن السؤال الذي يفرض نفسه من الآن ماذا بعد أن تذهب نشوة الفرح الجماهيري بنجاح التنظيم ..؟ المؤكد أن حالة من الوجوم الجماهيري المتأخر سترتسم على الوجوه لن تزيلها إلاّ إجراءات تحقق في فشل المنتخب اليمني الذي يمثل ندبة في لوحة شرف استضافه كان يمكن أن يجمع فيها الجمهور في اليمن السعادة والنشوة من كل أطرافها. لن ينسى الجمهور اليمني ما حدث لفريقه، وإن تناسى ذلك مؤقتاً، فهو لا يريد أن ينغص على ضيوفه الأشقاء بمشاكله، ولا أن يفسد فرحهم وينتظر حتى تضع البطولة أوزارها، وساعتها سيكون لكل حدث حديث ووقفة. alsafani41@hotmail.com