الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عدنان فرزات يختار التاريخ مدخلا ليطرح قضايا الفاسدين في «رأس الرجل الكبير»

عدنان فرزات يختار التاريخ مدخلا ليطرح قضايا الفاسدين في «رأس الرجل الكبير»
5 سبتمبر 2011 23:13
دبي (الاتحاد)- صدرت حديثا للكاتب السوري عدنان فرزات، رواية بعنوان “رأس الرجل الكبير”، وهي الرواية الثانية بعد روايته “جمل النكايات”. في روايته الجديدة الصادرة عن دار “الوفاء” في الإسكندرية، يقترب المؤلف كثيرا من الخطوط الحرجة سياسيا واقتصادياً، ولكن بطرح موضوعي يحاول من خلاله تشخيص المشاكل الحياتية للناس وللمجتمع الذي يحاول بعض الأشخاص اختطافه واستثماره. ويختار الكاتب عدنان فرزات التاريخ كمدخل لطرح قضايا الفاسدين الذين قفزوا طبقيا بشكل مفاجئ إلى مصاف الدرجة الأولى من الثروة. تبدأ أحداث الرواية من خلال رجل يدعى صهيب، ينزل من الريف إلى المدينة للدراسة الجامعية، ولكونه يجيد فن النحت فطريا تستغله عصابة محلية لها امتداد دولي لتهريب الآثار، فيبدأ بتزوير اللقى الأثرية وبيعها، إلى أن يتم تكليفه بالبحث عن رأس تمثال لملك كانت بعثة أثرية قد عثرت على جسده فقط، ويحول المؤلف هذا الرأس إلى رمز للهرم السلطوي من خلال مونولوجات افتراضية تدور بين بطل الرواية وهذا الرأس، وتحصل مفارقات كبيرة هنا يتخللها نفس سياسي واجتماعي، وبعد أن يتمكن الرجل من تكوين ثروة هائلة، يقع في تناقضات تتجاذبه فيها الفطرة البسيطة التي حملها من أيام فقره، والجشع الذي تولد بداخله واستشرى، ثم يجد حلا وسطا ليرشي ضميره بقليل من فعل الخير، فيعود لمدة أسبوع من كل عام إلى غرفته المتواضعة التي بدأ فيها حياته، والتي تمسك فيها حتى بعد أن أصبح رجل الاقتصاد الأول في المدينة، ويقوم خلال هذا الأسبوع بتوزيع المال على الفقراء والذهاب إلى أحيائهم الفقيرة ليتصدق عليهم، وتستمر الأحداث وصولا إلى الحراك السياسي الذي تمر به سوريا اليوم. ولكون وقائع الرواية تجري في حلب، فقد قدم المؤلف رؤية تحليلية للتعارض بين مطالب الناس البسطاء من جهة، وهيمنة رأس المال لدى رجال الأعمال من جهة أخرى. وتمر الرواية بمنعطفات أخرى مثل علاقة شاب بفتاة مسيحية، كتلميح لفكرة حوار الحضارات. ومن الرواية هذا المقطع: ثمة فراشة حامت في الغرفة حين أشعل صهيب الضوء. يبدو أنها تسللت من شقوق واسعة في باب الشرفة، ولم تعد قادرة على الخروج. ورْطتُها تشبه ورطة صهيب مع الثروة التي دخل إليها ولم يعد يعرف كيف يخرج من هيمنتها، صارت الفراشة تدور حول نفسها بفزع، وترتطم بزجاج النافذة محاولة الخروج. أوهمتها شفافية الزجاج بفضاء موعود. لكن ليس كل ما يشف، وراءه فضاء. (حدّث صهيب نفسه وهو يقترب من النافذة ليفتحها، متيحاً للفراشة أن تنجو، والتي ما أن أصبحت في الخارج حتى ضاعفت من قوة طيرانها.. الخلاص يحتاج منا أن نساعد أنفسنا أيضا، لا أن نكتفي بأن يفتح لنا الآخرون النوافذ).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©