الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أوابك تدعو إلى تأمين ارتفاع الطلب العالمي على النفط

20 نوفمبر 2006 22:52
أكد جميل طاهر مدير الإدارة الاقتصادية في منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط ''أوابك'' أن الدول المنتجة أصبحت تدرك جيدا طبيعة المخاطر المتعلقة بارتفاع الاسعار، ورفض فكرة تحديد سعر عادل للنفط قائلا إن هذا أمر تحدده قوى السوق وآلياته، وقال طاهر ''الصين هي حاليا بين أكبر ثلاثة مستهلكين للنفط في العالم، وأتوقع ان تستمر وتيرة اقبالها على هذا الخام بسبب النمو الاقتصادي ومتطلبات الزيادات السكانية، اضافة الى احتياجات قطاع النقل وهو المسؤول الرئيسي عن استهلاك الطاقة· والامر نفسه مع الهند التي تحولت من مصدر الى مستورد تام·'' وعن المسؤول عن الاوضاع الحالية في السوق، قال طاهر ''الصورة حاليا تكشف ان اميركا هي المسؤول الاول عن التهام النفط العالمي فهي تستهلك نحو 25 % من الانتاج العالمي· لكن يجب ان ندرك ان حصة الدول النامية تزداد بشكل مستمر وخاصة في آسيا''· وقال ''آسيا هي السوق الرئيسي لنفط الخليج وذلك لعوامل في مقدمتها القرب المكاني والعلاقات التاريخية· ومعظم صادرات الخليج تتوجه الى ذلك السوق، وأنا أتوقع ان يستمر هذا الاتجاه على ما هو عليه خلال الاعوام المقبلة خاصة في ضوء الاستثمارات والمشاريع المشتركة بين دول الخليج والدول الاسيوية· والطلب القوي المتوقع من آسيا خلال الفترة المقبلة لا يعني بالضرورة حدوث تغيير في العلاقات الاستراتيجية بين دول الخليج مع آسيا على حساب علاقاتها مع الغرب واميركا· فاميركا تحصل بالفعل على الجانب الأكبر من احتياجاتها من دول قريبة مثل فنزويلا''· وعن أبرز التحديات التي تواجه الدول المنتجة للنفط قال طاهر ''بالطبع فان ارتفاع الأسعار يتصدر هذه الهواجس· والمشكلة هنا أنه عندما ترتفع الأسعار فإن الدول المستهلكة سوف تبحث بشكل تلقائي عن بدائل للنفط، وهناك بالفعل توجهات قوية لتقليل ما يصفونه بانه ادمان النفط والبحث عن مصادر بديلة للطاقة مثلما هو الحال في السيارات الهجينة واستعمال بعض التقنيات الجديدة في قطاع النقل المسؤول عن التهام جانب كبير من الطاقة''· وأضاف ''كما ان هذا الارتفاع سيدفع بعض الدول والشركات للتنقيب والعمل في مناطق صعبة مثل بحر قزوين ومناطق اخرى، والتي كنا نعتبرها عادة غير مجدية اقتصاديا· كما ان ارتفاع الاسعار يؤدي بشكل طبيعي وحسب آليات السوق الى تراجع الطلب· والدول المنتجة تعي هذه المخاطر بشكل جيد''، لكنه شدد على أن الدول المنتجة تتحدث من جانبها عن تأمين الطلب مقابل تأمين الامدادات، وتابع ''اذا كانوا يطالبون الدول المنتجة بتأمين الامدادات، فان من حق الدول المستهلكة أن تطالب الدول المنتجة بتأمين الامدادت· وهذا ما يجعلني أطلب دوما باقامة قنوات حوار بين المستهلكين والمنتجين للتوصل الى صيغ تضمن استقرار الاسعار مثل انشاء منتدى الطاقة العالمي في الرياض''· وحول السعر العادل للنفط قال طاهر ''صعب جدا وضع تعريف للسعر العادل، لكننا نريد ذلك السعر الذي لا يؤثر على مستويات الطلب وفي الوقت نفسه يشجع الدول المنتجة على مواصلة الاستثمار في قطاع النفط· ومثل هذا السعر تحدده قوى السوق ومطالبه وآلياته· والمشكلة الحقيقية في سوق النفط حاليا أن الدول المنتجة لم تضخ استثمارات كافية في التسعينيات بسبب تراجع الاسعار في تلك الفترة·''وعن المستوى الذي يعتقد انه لا يؤثر على مستوى الطلب ويشجع المنتجين على مواصلة الاستثمارات، قال طاهر ''حددت أوبك في البداية نطاقا سعريا بين 22 و28 دولارا للبرميل، وهو حاليا يتراوح بين 50 و55 دولارا ونحن هنا نتحدث عن السعر الاسمي، أما السعر الحقيقي فهذا أمر احصائي واعتقد انه لا يفيد كثيرا هنا·'' وعن توقعاته لحجم التخفيضات الجديدة التي قد تقرها اوبك في اجتماعها المقبل في ديسمبر قال رئيس الادارة الاقتصادية في اوابك ''صعب الحديث عن هذه التوقعات· فقد خفضت المنظمة بالفعل 1,2 مليون رميل يوميا من انتاجها، ولا بد من دراسة تأثير هذا الخفض على الاسعار والامدادات ومستويات المخزون قبل اتخاذ اي قرار جديد·'' ورفض طاهر ان تعول الاسواق كثيرا على فكرة نفاد النفط قائلا ''أولا يجب التأكيد على أن التقدم في تقنيات استخراج النفط لا تتوقف· وبالتالي فنحن نستطيع اليوم استخراج النفط من مناطق كنا نعدها صعبة جدا فيما مضي· وبالنسبة لهذه النظرية والخاصة بان عصر النفط قد شارف من الانتهاء، فهذا الجدل لم يتوقف منذ اكتشاف النفط، لكن التاريخ يظهر ان غالبية هذه التوقعات كانت غير صحيحة· فهم على سبيل المثال توقعوا في السبعينيات ان ينفد النفط عام 2000 لكن النفط لا يزال موجودا وبكميات كبيرة·'' وتابع ''لكن النقطة المهمة هنا ان الاستمرار في استخراج النفط مرهون بمستويات الاسعار فلو انخفضت مثلا الى مستوى 20 دولارا للبرميل، فلن يكون السعر مغريا للدول المنتجة لكي تستثمر في احتياطيات جديدة· أما اذا كان السعر مناسبا والتقنية متوفرة، فسوف تستمر الاستثمارات بما يساعدنا على ضخ كميات جديدة فهناك نفط كاف، واستقرار الاسعار عند مستوى مناسب هو في مصلحة المنتجين والمستهلكين على حد سواء''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©