السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«اللآمرئي» يعرّي انتهاكات إسرائيل لحقوق الفلسطينيين

«اللآمرئي» يعرّي انتهاكات إسرائيل لحقوق الفلسطينيين
20 سبتمبر 2014 00:10
افتتح في «مركز رؤى 32 للفنون» في عمان، معرض للفنانة الفلسطينية - الكندية رحاب نزال تحت عنوان «اللامرئي»، واشتمل حفل الافتتاح على حديث للفنانة عن أعمالها الأخيرة، وتلاه نقاش عام بمشاركة نقاد وفنانين معروفين. المعرض الذي سبق وأن أقيم في صالات كندية، وأثار حفيظة الإسرائيليين، وسفارتهم في كندا، يتضمن عروضاً لأربعة أشرطة فيديو، ومجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية، التي تتحدى المفاهيم الغربية المتعلقة باختراقات إسرائيل لحقوق الإنسان. فهذه الأعمال تركز على ما هو مضمر من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي. ففي شريطَيْ فيديو «تدريب عسكري في سجن النقب» و»أُطر من سجن النقب» تتناول رحاب نزال معاناة المعتقلين السياسيين الفلسطينين في سجون الاحتلال، الفيديو «هدف» هو عبارة عن عرض الفنّانة لتجربتها الشّخصيّة واستيعابها للماضي الفلسطيني في أربع دقائق تعرض عشرات الصّور لوجوه وملصقات كانت قد جمّعتها من شوارع فلسطين عبر السّنين. الصّور توثّق إعلانات نعي لمفكّرين وقادة وناشطين فلسطينيّين كانت قد اغتالتهم إسرائيل داخل فلسطين، وخارجها، كغسّان كنفاني وناجي العلي وخالد نزّال (شقيق الفنانة). كلّ صورة من هذه الصّور تظهر في إطارٍ دائري، كما رآها القنّاص من خلال عدسة فوّهة بندقيته. وتظهر لجزءٍ من الثّانية على خلفيّة معتمة ثم تتلاشى بشكلٍ جزئيّ، مرسّخةً أثرها على الشّاشة كصورة شبحيّة واحدة، شبهاً بالأثر المتروك في الذّاكرة الجماعيّة الفلسطينيّة، وتلك الخاصّة بالفنّانة، بالإضافة إلى شريط فيديو عن قرية «بِلعين»، تسجل فيه تجربتها الشخصية أثناء مشاركتها في إحدى التظاهرات الأسبوعية، حيث يواجه الأهالي جنود الاحتلال بصدورهم العارية وبالحجارة مسجّلة بذلك «الذاكرة الجماعية» للشعب الفلسطيني. في أعمال معرضها تتبع نزال مقاربات مختلفة، تدفع المتفرج للتفكير نقدياً، وتستخدم وسائل متنوعة لتحفيز المشاهد على التأمل في ما يراه، مثل استخدام الصوت بدون صورة، أو تعرض صورا متحركة بلا صوت، أو تلجأ إلى خلق صور متخيلة لصوت واقعي، إضافة إلى استخدام مربعات سوداء في حائط للصور نتزع من شريط مسجل عن أحد الانتهاكات الإسرائيلية التي مضت دونما حساب. تقول الفنانة إنها عندما أقامت معرضاً في أيّار الماضي في جاليري «كارش - ماسون» في مقرّ بلديّة العاصمة الكنديّة أوتاوا، أسمته «اللامرئي»، كانت تعرف أن معرضها يتحدّى المسلّمات المسكوت عنها باستعراضه قصصاً من واقع الحياة الفلسطينيّة تحت حكم الاحتلال العسكري الإسرائيلي. وكان من الطّبيعي بالتّالي، أن تتوقّع أن يخلق معرضها جدلاً أو نقاشاً معيّناً، كما حصل في معارضها السّابقة في كندا. فقد قام السّفير الإسرائيلي في كندا رفائيل باراك بزيارة لمعرضها، ومن بين عشرات الوجوه المتلاشية في فيديو «هدف»، اجتذبت اهتمام السّفير بضعة وجوه انتمت إلى المقاومة الفلسطينيّة. فاعتبر الأخير المعرض بكلّيّته «هدراً للمال العام» و»تمجيداً للإرهاب»، وطالب بإغلاقه. لكن تم رفض استغلال منصبه للتّدخّل بحدثٍ فنّي على المستوى البلدي من قبل رئيس البلديّة ومن الفنّانين، والفنّانات والأكاديميّين والأكاديميّات في كندا، فوقّع العديد منهم على رسالة تضامنيّة مع رحاب، وأعلنت بلديّة أوتاوا على لسان رئيسها بأنّ المعرض لن يغلق مبكّراً، لأن ليس فيه ما يتناقض مع القوانين الكنديّة، ولأنّ في إغلاقه انتهاكاً لحقوق رحاب المصونة في الدّستور الكندي. (عمّان - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©