الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«طاقة المستقبل».. وجبة معلومات تغذي العقول بمفهوم الاستدامة

«طاقة المستقبل».. وجبة معلومات تغذي العقول بمفهوم الاستدامة
22 يناير 2013 21:29
لم تستوعب زينب أحمد وصديقاتها مفاهيم الاستدامة، ومعانيها وتجلياتها وكيفية ممارستها وتطبيقاتها، لكن عندما أتيحت لها فرصة زيارة معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل بأبوظبي الذي اختتمت فعالياته مؤخراً، كونت حصيلة متكاملة عن الاستدامة، بل قررت متابعة دراستها العليا في مجال يرتبط بالموضوع، كون العالم اليوم يتجه نحو هذا الأسلوب. وشهدت أرض المعارض خلال المعرض تدفقاً كبيراً لطلاب المدارس والجامعات استمعوا إلى الشرح الوافي عن معاني الاستدامة، ومجال الطاقة والمياه، وما يرتبط بهما من بناء وتشييد ومزارع. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - اطلع الطلاب على تجارب مختلف البلدان والشركات والهيئات العارضة، حيث قالت الطالبة سوسن سعيد من إحدى مـدارس أبوظبي، إنها لم تكن تدرك مفاهيم الاستدامة، لكن عند زيارتها للمعرض، استطاعت أن تكوِّن حصيلة مهمة عن الموضوع. وعلمت أن الاستدامة، هي مصطلح بيئي يصف كيف تبقى النظم الحيوية متنوعة ومنتجة مع مرور الوقت. والاستدامة بالنسبة للبشر هي القدرة على حفظ نوعية الحياة التي نعيشها على المدى الطويل وهذا بدوره يعتمد على حفظ العالم الطبيعي والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية. وأضافت: «ما أعجبني وأثار انتباهي في المعرض هو الحديث بشكل كبير عن الطاقة الشمسية، كما أنني أعجبت كثيراً بفكرة الفيلا المستدامة، حيث دخلت أنا وصديقاتي واستمعنا إلى شرح عن التفاصيل المتعلقة بها، خاصة أن المواد المستخدمة فيها تفوق جودة المواد المستعملة في البناء العادي، من حيث مقاومتها للرطوبة والحماية من أشعة الشمس، ومن حيث الماء أيضاً واستعمالاته، وترشيد استهلاك الطاقة». ترشيد الطاقة من جهتها، لفتت ليلى خالد، طالبة بإحدى الجامعات، إلى أنها استفادت من المعرض، ويجب أن تكون هناك توعية دائمة بمسألة الاستدامة ولا يرتبط الموضوع بحدث معين فقط. وقالت: «ما رأيناه يكاد يكون مثالياً، من حيث ترشيد الطاقة وكيفية استهلاك المياه، كونه المادة الحيوية الأثمن في العالم، ومن حيث تدوير النفايات، لكن الواقع يقول عكس ذلك من خلال ممارسة بعض الأشخاص، فعندما يتم الحديث عن استعمال الطاقة الشمسية في البيوت لتسخين الماء كونها رخيصة ومتوافرة، فإننا نرى عكس ذلك، بحيث تنار المصابيح الكهربائية التي تعد بالمئات في بعض البيوت ليل، نهار، كما هناك بعض الممارسات الخاطئة». تدريب مستدام واسـتفاد مجموعة كـبيرة من طــلاب المـدارس والجامعات من معرض طاقة المــستقبل وتعرفوا إلى جوانب عديدة تهم الطاقة والأفكار الاستدامة، حيث تم تقريب هذه الأفكار إلى أذهانهم من حيث المفاهيم الأربعة للاستدامة، بحيث يجب الأخذ بعين الاعتبار الجانب الاقتصادي، الثقافي، والاجتماعي في أي مشروع مستدام، ومن حيث صناعة الفرص للاحتكاك بالميدان من خلال بعض البرامج. إلى ذلك استقبل جناح برنامج القادة الشباب لطاقة المستقبل، التابع لمعهد مصدر، العديد من الزوار، ومنح الفرصة للطلاب من الزوار للتعرف إلى ما يقدمه من تدريبات في مجال طاقة المستقبل، وكيفية الالتحاق بهذا البرنامج. تجارب الرائدة من جهة أخرى، شكل معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل منصة لعرض كل التجارب الرائدة في مجال الاستدامة، وعن مشاركتهم الأولى من نوعها في المعرض، قال مدير إدارة شؤون المطابقة بهيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس عبدالله المعيني: «إننا كهيئة مسؤولون عن وضع المواصفات للأجهزة كافة ذات العلاقة بتوفير الطاقة، مثل المكيفات والغسالات والبرادات والمصابيح، وغيرها من الأدوات الكهربائية، ومهمتنا في معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل كانت الشرح للموجودين ولأصحاب المصانع، القوانين المطبقة على الأجهزة الكهربائية في الدولة، ففي 2012 طبقنا برنامج بطاقة البيان لكفاءة الطاقة للأجهزة الكهربائية، وكمرحلة أولى بدأنا بالمكيفات المنزلية، بحيث يعلق عليه ملصق يحمل نجوماً خضراء وعددها كثير يصل إلى خمس نجوم خضراء، ويتقلص عدد النجوم الأخرى إلى واحدة حمراء، وإذا حمل الملصق العديد من النجوم الخضراء، فهذا دليل مطابقته لمواصفات الجودة التي تتمثل في الصحة والسلامة، والتقليل من استهلاك الطاقة، حيث نعرف أن أكبر تحد يواجه الخليج هو أجهزة التكييف واستهلاك الطاقة المستعملة بها». وعن أكبر تحد يواجه قطاع الطاقة في جانب ارتباطه بالتكييف، قال المعيني إن أشهر الصيف طويلة في بلادنا، ويزيد الإقبال فيه على استخدام المكيــفات ويشكل استخدامها 70% من فاتورة الكهرباء، إذاً علينا أن نواجه هذا التحدي، ولهذا بدأنا تطبيق برنامج نظام المطابقة الإماراتي الذي يتعلق بالصحة والسلامة بمنتجات المكيفات والغسالات، وكل مورد لهذه الأجهزة يجب أن يحترم هذه المواصفات، وإذا تبين عدم مطابقتها لهذه المواصفات لا نسمح بطرح المنتج بالأسواق، بالإضافة إلى برنامج المكيفات، هناك منتجات الإنارة والغسالات والبرادات، حيث انتهينا من إعداد كامل من حيث السلامة والصحة والكفاءة لاستهلاك الطاقة، وسيعرف التطبيق قريباً، وسنعمل بطريقة الملصق نفسها على المكيفات، بحيث تعني أعداد النجوم الخضراء الجودة العالية، والحمراء أقل كفاءة، على ألا تتجاوز واحدة حمراء. وأوضح أن معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل فتح الباب أمام الهيئة لعرض هذه التجربة، وعلق على ذلك بقوله: «إننا لمسنا تجاوباً من طرف العارضين، وكذلك من التجار والموردين لهذه الأجهزة، خاصة المهتمين بكفاءة الطاقة، حيث كنا نجيب عن الأسئلة ونشرح لهم التوجهات التي نتوافر عليها وننوي تطبيقها، ولمسنا تجاوباً سيترتب على إثره تعاوناً في مجال التطبيق والمطابقة بيننا وجميع الدوائر الحكومية». صناعة مستدامة المنتجات اليدوية في المعرض استطاعت أن تجذب انتباه زائري معرض القمة العالمية لطاقة المســتقبل، وفرشت منتجاتها المتنوعة من حقائب اليد أو محفظات الكمبيوتر والآيباد، وغيرها من الأدوات التي صنعت من خامات طبيعية، تعمل 140 سيدة منتميات إلى مشروع صوغة التابع لصندوق خليفة لدعم المشاريع تحت إشراف ليلى بن قاسم مديرة صوغة، إذ يعمل صندوق خليفة على توفير المواد الخام التي تحتاجها النساء العاملات في الحرف اليدوية العضوات في المشروع. كما يعمل على تسويقها من خلال المشاركة في المعارض والفعاليات التي تقام في الدولة، وفق مسؤولة عن جناح صوغة في معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل. وشهد معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل تدفقاً من جميع أنحاء العالم، للمشاركة وتبادل الخبرات في مجال الطاقة وكل ما يتعلق بالاستدامة، وفي هذا الصدد قال رئيس مجلس مركز أصدقاء البيئة بقطر الدكتور سيف الحجري، الذي حضر إلى جانب جمعية أصدقاء البيئة بالإمارات في إطار شراكات متعددة، إن الإمارات أصبحت منصة عالمية في مختلف المجالات، منوهاً بالجهود التي تقوم بها في إطار الاستدامة . وأضاف: «إننا نشارك سنوياً مع جمعية أصدقاء البيئة، بحيث تأتي مساهمتنا في إطار دعمنا للمجتمع المدني، كما أننا نعمل في إطار توأمة مع جمعية أصدقاء البيئة في الإمارات بهدف تبادل الخبرات والتجارب وزيادة الوعي بالعمل التطوعي، ونهدف إلى تغيير بعض السلوكيات في هذا الجانب، وكون هدفنا توعوياً في الدرجة الأولى، فإننا نتقاطع مع هذه الفلسفة وهذه الرؤية، وهدفنا توعية الأفراد، وتعتمد التوعية في الأساس على المشاركة الفردية، وبدأنا بالأسرة وانتهينا بالتجمعات الكبيرة». «حمدون» ينشر ثقافة الاستدامة بين الطلاب ضمن مبادرة برنامج «الاستدامة» الخاص بالمدارس الذي أطلقه مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني واستعان بشخصية حمدون لترسيخ مفهوم الاستدامة وتقريبها للطلاب. شهد الجناح توافداً كبيراً من طلاب المدارس، بحيث عبروا عـن أفكارهم حول مفهوم الاســـتدامة مـن خلال الرسم أو التعبير بكلمات على لوحات توزعت على جناح مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني الذي تم تصميمه بطريقة مستدامة من حيث الأرضيات التي تمت تغطيتها بفرش معاد استعماله. وتزيين السقف بقنينات المياه البلاستيكية على شكل ثريات، ولم يستعمل في إناراته أي مصابيح كهربائية، بل استمد من أشعة الشمس كل الإنارة التي يحتاجها، بحيث صمم ليعطي فكرة عن المباني المستدامة وتقريب الفكرة للطلاب. وعن هذه الفكرة قال مدير البرنامج إيدون يونج: «إن مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، بالتعاون مع ست من المدارس التابعة لأكاديميات الدار، يعمل على تقريب هذه الفكرة إلى الطلاب، سواء من هذه المدارس أو الطلاب زوار معرض القمة العالمي لطاقة المستـــقبل بشــكل عام، بحيث نحاول تقريب فكرة المباني المستدامة التي يجب أن تكون عليها مساكن هذا الجيل من الطلاب مستقبلاً. كما تهدف هذه المبادرة إلى تشجيع التفكير المتأمل لدى الأطفال من خلال التواصل معهم وتعريفهم على أهمية الاستدامة ودور برنامج «استدامة» في إرساء مجتمعات مستدامة متكاملة، وكذلك الدور الذي تسهم فيه عملية التخطيط المستدام في إقامة أماكن عيش نابضة بالحياة تروق لشرائح المجتمع كافة وتتيح لهم التمتع بها». وأوضح أن المجلس حريص على تشجيع الصغار على التعرف عن كثب إلى نمط حياتهم وعملهم مستقبلاً من خلال البرنامج الذي يشكل الحجر الأساس لمشاريع التطوير التي تشهدها إمارة أبوظبي التي تعلب دوراً مهماً في الحفاظ على الأصول البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأجيال القادمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©