بعد أن طرحت آبل النسخة الأخيرة من جهاز آي فون 6 في الأسواق، بدأ منافسوها في الولايات المتحدة الأميركية وآسيا في مراجعة الخطط الخاصة بتحديث منتجاتهم من الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء، أملاً في التصدي للعاصفة الكبيرة التي صاحبت إطلاق الجهاز الجديد.
وفي مؤتمر «إيفا» للأجهزة الاستهلاكية الإلكترونية، الذي عقد مؤخراً في برلين، كانت سوني ومايكروسوفت، من بين شركات صناعة الهواتف الذكية، التي قامت بإنتاج أجهزة يُقال إنها الأفضل حتى الآن في مسيرة الشركتين، اللتين وضعتا حداً لطموحاتهما الخاصة بالهواتف النقالة قبل عامين فقط.
وكانت سامسونج الأولى التي تجد الترحيب لآخر تحديث أجرته على جهاز جالاكسي نوت العملاق، مع تحسين في الأسلوب بجانب نسخة جديدة من شاشة ثانية مرنة ومقوسة، إضافة إلى ساعة ذكية وسماعة تم تصميمهما من قبل شركة أوكيولوس المملوكة لفيس بوك.
وأصبح سبتمبر، بمثابة الشهر الذي تعاود فيه منافسة سوق الهواتف الذكية الاحتدام.
كما أصبحت آبل، هي الشركة التي تُملي مسيرة دورة الإنتاج، حيث طرحت هاتفها الأخير بجانب بعض المعدات الخاصة باللياقة البدنية، رغم محاولة بعض الشركات الصناعية، سرقة شيء من ذلك البريق خلال مؤتمر برلين.
وتوقع بين وود، المحلل في مؤسسة سي سي أس، بلوغ الطلبيات أثناء المؤتمر، لنحو 4 مليارات يورو، التي يرى أنها مثالية في توقيتها قبل فترة مبيعات النصف الثاني واقتراب موسم أعياد رأس السنة الميلادية.
كما طرحت شركات تتضمن، هواوي وموتورولا، وإل جي وألكاتيل، أجهزتها الجديدة في المعرض، بهدف حجز مساحة لها في سوق الهواتف الذكية المزدحمة بالمنتجات.
وتعتبر ضغوط إطلاق منتج جديد قوي، شديدة خاصة لشركات مثل سامسونج، التي لم يتسم آخر منتج لها بالابتكار والجاذبية الكافية، حسب أراء بعض المحللين.
ونتج عن ضعف مبيعات الهواتف الذكية في الشركة، ثلاثة فصول متتالية من تراجع الأرباح.
ووصف إيان فوج، مدير قسم التحليل في مؤسسة آي أتش أس للتكنولوجيا، شاشة جالاكسي نوت أدج المقوسة، بأكثر المنتجات جاذبية من بين الأجهزة التي طرحتها الشركة في الآونة الأخيرة.
لكنه يرى، أن المنتجات الجديدة ربما لا تكن كافية للمحافظة على حصة الشركة السوقية، ويقول: “بوصفها الرائدة في استخدام نظام أندرويد، فإن سامسونج ربما تكون معرضة للمزيد من الخسارة جراء المنافسة القوية من آبل”.
وبالمثل، فإن مايكروسوفت في حاجة لإثبات أن عملية استحواذها على نوكيا هذا العام، ما هو إلا بداية لقصة نجاح في مجال الهواتف المحمولة، في الوقت الذي جعلت فيه سوني هذا القطاع بمثابة حجر الأساس لاستراتيجية أعمال واسعة في سبيل العودة إلى النمو المستدام، وقامت الشركة بأكبر عملية طرح لها منذ الاستحواذ على أريكسون من شراكتهما للهواتف المحولة قبل سنتين.
ويضيف بين وود: “واجهت سوني معاناة لتحقيق حجم المبيعات الذي كانت تصبو له هذه السنة.
وعملية تحديث سلسلة هواتف أكسبيريا، غير مسبوقة وتعكس مدى التزام الشركة بالسعي لتأمين موطئ قدم لها في سوق الأجهزة النقالة المحتدمة المنافسة”.
وفيما يتعلق بشركة أبل، تسعى سوني للنأي بنفسها بعيداً عن المقارعة في مجال المنتجات ذات الأرباح المتدنية، بيد أن النشاطات التي تدر الأرباح الكثيرة، مستهدفة من قبل الشركات الآسيوية العاملة في إنتاج الهواتف الذكية.
وصممت سوني سلسلة زد 3 مستهدفة الفئة الراقية من حيث الأسلوب والسعر، حيث تستعين الشركة اليابانية بتقنياتها المستخدمة في قطاع التلفزيونات والصوت والألعاب والترفيه.
ولأول مرة تقوم سوني بدمج منصة الألعاب في بلاي ستيشن 4، حيث تميزت آخر نسخة منها بإمكانية اللعب من على البعد عبر نظام الواي فاي.
وتخطط الشركة أيضاً، لطرح أجهزة التليفون اللوحي، الذي يجمع بين خاصية الهاتف والكمبيوتر اللوحي، بنسخ أكبر حجماً من سلسلة إكسبيريا.
وأعلنت الشركة، أن بطارية النسخة العادية من الممكن أن تعمل ليومين دون الحاجة لإعادة شحنها، مستهدفة التصدي لواحدة من المشكلات العامة، التي يعاني منها مستخدمي الهواتف الذكية، إضافة إلى ميزة إمكانية تصوير المستخدم لنفسه مع كتابة العبارات والأصوات والأشكال التي يرغب في إضافتها.
وتركز معظم الانتباه في مؤتمر هذه السنة، على الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات، حيث كانت سامسونج وسوني، من بين أكبر الشركات التي كشفت عن أخر سلاسل إنتاجها.
وتسمح تقنية سمارت باند توك، بإصدار المحادثات الهاتفية وتلقيها، عبر فرقعة الأصابع.
كما تساعد التقنية في ربط نشاط المستخدم اليومي بالجهاز مثل، عدد الخطوات التي يقطعها وسرعتها وكيفية النوم وغيرها.
وتسعى الشركة كذلك، لتحسسين الساعة الذكية التي من المنتظر أن تنافس سلسلة ساعات جير الذكية من سامسونج.
وحددت الابتكارات التي كشفت عنها بعض الشركات المتخصصة في صناعة الأجهزة الاستهلاكية الإلكترونية، مستوى يترتب على آبل بلوغه، لكن ما إذا كانت هذه الأجهزة قادرة على منافسة منتجات آبل، هذا ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
عدد اليوم
