"وونج كونج يي" ملك الأجهزة الكهربائية

بثروة صافية قدرها 2,3 مليار دولار احتل الشاب وونج كونج يي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة ''جوم للاجهزة الكهربائية'' العملاقة ومقرها بكين، صدارة قائمة مجلة فوربس لاغني أغنياء الصين· وصعود وونج (37 عاما) إلى قمة الثراء في بلاده جاء بعد مسيرة عمل بدأها معتمدا تماما على نفسه وهو في السادسة عشرة من عمره، ليقدم نموذجا مشرفا للشباب الصيني· ولد وونج لأسرة فقيرة في شانتو بإقليم جوانجدونج بجنوب الصين، وهي المنطقة نفسها التي خرج منها أغنى رجل في آسيا، وهو لي كا شينج الذي يقيم حاليا في هونج كونج· ورغم أن ثروة وونج لا تقارن بتلك التي جمعها لي والتي تزيد على 13 مليار دولار، فان وونج يتميز بأنه لا يزال شابا في مقتبل العمر، كما يحسب له انه جمع ثروته في أجواء شيوعية لا رأسمالية مثل هونج كونج· أثناء طفولته عمل وونج في مجال تدوير الزجاجات بعد الدراسة ليساعد أسرته على توفير نفقات المعيشة· وعندما بلغ السادسة عشرة قرر مع شقيقه اقتحام عالم مبيعات التجزئة عندما قاما بشراء ما قيمته 500 دولار من الساعات وأجهزة الراديو لبيعها في منغوليا عام ،1986 ثم انتقل إلى بكين وافتتح فرعا صغيرا باسم جوم· وبعد عام واحد حول المحل إلى متجر للأجهزة الالكترونية، ووسع نشاطه ليصبح أكبر شركة لمبيعات التجزئة الكهربائية في الصين· وتصدر وونج الأنباء عندما قام عام 2003 بإدراج شركته في بورصة هونج كونج وله أيضا أنشطة منفصلة في مجال العقارات· وتضاعفت ثروة وونج خلال العام الماضي وحده مع تزايد إقبال المواطنين الصينيين على شراء الأجهزة المنزلية من شركته، التي تعتبر الأكبر بين سلسلة متاجر مبيعات التجزئة· وقطعت ''جوم'' خطوة متميزة في أكتوبر الماضي عندما وافق حملة الأسهم على الاندماج مع شركة ''يونج لو هوم'' وهي ثالث أكبر شركة لمتاجر مبيعات التجزئة في بلاده، ليصبح بذلك الملك المتوج لقطاع مبيعات الأجهزة الكهربائية في الصين· وعزت مجلة ''فوربس'' النجاح الكبير الذي حققه وونج إلى عدة عوامل منها النمو الاقتصادي السريع والطلب القوي من المستثمرين الأجانب على الأسهم الصينية وهو ما أدى بدوره إلى حدوث قفزة حادة في ثروة المبدعين الصينيين بوجه عام· إضافة إلى ذلك، وعلى العكس مما يفعله كثير من باعة التجزئة في الصين بشراء أجهزة رخيصة وبيعها بأعلى سعر ممكن، فان شركة ''جوم'' اكتسبت سمعة بين المستهلكين بأنها تبيع منتجات جيدة الجودة بأسعار معقولة وبهامش ربح منخفض· وتقول مجلة ''إيكونوميست'' في تقرير إن ''مكتب وونج يتسم بالبساطة، ومما يسترعي الانتباه وجود غرفة نوم ملحق بالمكتب لان وونج عادة ما يعمل حتى وقت متأخر من الليل· وهو يقول انه يعمل 13 ساعة وذلك لأنه ببساطة لا يعرف ماذا يفعل غير العمل··!'' فهو لا يلعب الجولف، بل إنه قطع زيارة استجمام في كندا بعدما شعر بالملل· وتؤكد نظرة واحدة على شركته أن هذا الشاب حقق نجاحا مبهرا، فهناك الآن حوالي 450 فرعا لشركة جوم في حوالي 150 مدينة، وإيراداتها في تزايد مستمر، وبلغت حسب تقديرات مجلة ''ايكونوميست'' ثلاثة مليارات دولار (24 مليار يوان) عام 2004 وهي بهذا قائد سوق الأجهزة الكهربائية في الصين التي تبلغ قيمتها 500 مليار يوان والتي تنمو بنسبة 12 % سنويا· وهذه ليست نهاية القصة·· فالشركة تعتزم فتح 800 متجر جديد خلال ثلاث سنوات لرفع المبيعات إلى 120 مليار يوان بنهاية ·2008