السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتياجات الأم بعد الولادة المبكرة تُضاهي حاجة الرضيع إلى عناية مركزة

احتياجات الأم بعد الولادة المبكرة تُضاهي حاجة الرضيع إلى عناية مركزة
5 سبتمبر 2011 23:03
إذا رأى مولودك النور قبل موعده المتوقع، فاعلمي أيتها الأم أن مولودك قد يواجه تحديات عليك تفهمها، واعلمي أنك ستواجهين أنت الأخرى مصاعب، ومن ثم وجب عليك الاهتمام باحتياجاتك الخاصة أيضاً، فليس المولود المبكر أو الخديج وحده من يحتاج إلى اهتمام ورعاية خاصين، وإنما الأم كذلك. هي فترة صعبة وعصيبة فعلاً تلك التي يقضيها المولود الخديج أو المبكر في المستشفى، لكنها تغدو ذكريات جميلة بعد أن يشتد عوده ولا يجد من ماضيه هذا غير صور تؤرخ للحظات مرة وحلوة في الوقت نفسه. أبوظبي (الاتحاد) - في معظم الولادات المبكرة، يُركز الأبوان والمحيطون بهما على حدث ومعجزة نجاة الطفل في الخروج إلى الدنيا قبل اكتمال نموه، وهو ما قد يُنسيهم ضرورة الرعاية الخاصة بصحته والانتباه إلى الآثار طويلة المدى للولادة المبكرة. لكن عين العقل ترى أن المطلوب هو إيلاء أقصى العناية إلى الرضيع المولود مبكراً، والاهتمام اللازم بالأم الوالدة إلى أن تستقر صحتهما البدنية والنفسية وتتحسن. تحديات حقيقية الطفل المولود مبكراً هو الخديج الذي يُولد في الشهر السابع أو الرضيع الذي يُولد قبل إكماله الأسبوع السابع والثلاثين في رحم أمه. وكلما وُلد الطفل مبكراً، زادت مخاطر المضاعفات الصحية التي يمكن أن تُصيبه، فعند الولادة المبكرة، يفتقد جسم المولود للدهون الكافية، فيحتاج إلى مساعدة للحفاظ على دفء جسمه وحرارته. كما قد تكون صرخاته ضعيفة وناعمة جداً وقد تكون لديه مشكلات في التنفس، ويكون إرضاع المولود في هذه الحالة تحدياً بحد ذاته، ويمكن أن تظهر على المولود بعض الأعراض العادية التي تُخيف الأبوين في حال كانا على غير دراية بها، ومن بينها اصفرار البشرة والعينين، وانخفاض السكر في الدم، ونقص الكريات الحمراء اللازمة لنقل الأوكسجين إلى أنسجة الجسم. وتشمل المضاعفات إصابة المولود بمرض أو التهاب أو انقطاع التنفس مؤقتاً أو حدوث نزيف في الدماغ. وتظهر على بعض المواليد الخُدج مشكلات في السمع والبصر، كما تظهر على آخرين إرهاصات تأخر النمو وصعوبات التعلم والحركة، أو مشكلات صحية نفسية وسلوكية مزمنة، هذا في الوقت الذي يجتاز فيه رُضع خُدج ومواليد مبكرون آخرون هذه المرحلة بسلام وبدون أي من هذه المضاعفات. رعاية خاصة احتياجات المولود الخديج أو المبكر تتطلب رعايةً خاصةً على رأسها وضعه في وحدة العناية المركزة الخاصة بالمواليد الجُدد. وفي بعض الحالات، يحتاج الرضيع المولود مبكراً إلى نقله إلى مستشفى متخصص يوفر كل أنواع العناية للمواليد المبكرين، حيث يقوم فريق الأطباء المكلف بكل ما يلزم أثناء متابعة صحة الرضيع لمساعدته على الصمود والتغلب على أية مشكلات صحية قد تطرأ على حالته. ويبقى للأبوين بدورهما في هذه الفترة دور حيوي وأساسي. ويمكن إيجاز أشكال المساعدة المطلوب تقديمها للمولود في الآتي: ? معرفة حالته الصحية بدقة. فعدم التأكد من مستوى حالة المولود الصحية قد يكون مُخيفاً للأبوين، خُصوصاً عندما يريان مولودهما محاطاً بأنابيب تنفس وأجهزة مراقبة وأنواع أخرى من التجهيزات التي تتوفر عليها عادةً الزُجاجات الحاضنة في غرف العناية المركزة الخاصة بالمواليد الخُدج. وإذا كان للأبوين أية استفسارات أو توجسات، فعليهما أن يدونا ذلك في ورقة ويطلبا من الطبيب المسؤول الإجابة عنها حتى يطمئن قلباهما. كما يمكنهما قراءة المطويات التوعوية والمنشورات التعريفية التي تكون موزعةً على الرفوف في قاعات الانتظار التابعة لغرف العناية بالمواليد الخدج الجُدُد. وإذا رغبا في الحصول على تفاصيل أكثر، فليبحثا في مصادر علمية موثوقة بالإنترنت عن المعلومات التي يرغبون في الحصول عليها، خُصوصاً إن كانت إجابات الأطباء عن أسئلتهما غير شافية وافية أو غير مقنعة. وكُلما تزود الأبوان بمعلومات أكثر عن حالة المولود، أصبحا أقدر على التعامل مع حالة رضيعهما. ? عدم تردد الأبوين في إطلاع الفريق الطبي المكلف برعاية الرضيع بأي ملاحظات أو تغيرات قد يُعاينانها على المولود، والتعبير عن الهواجس التي قد تعتريهما بشأنه. ? الحرص على إفادة الخديج من حليب الأم. فهو يحتوي على بروتينات مفيدة جداً تُساعده على مقاومة الأمراض وتُحفز نموه في هذه المرحلة. وحتى إذا كان المولود غير قادر على مص هذا الحليب من ثدي أمه أو من قنينة رضاعة صناعية، فتوجد طُرُق لتزويده بحليب أمه في نفس يوم شحبه، أو لاحقاً من خلال تجميده. ولذلك يتعين على الأم أن تبدأ في سحب حليب ثدييها بعد الولادة مباشرةً وقدر الإمكان. ويُفضل أن تحلب الحليب بمعدل ست إلى ثماني مرات يومياً على الأقل. ويجدُر بالأم أن تسأل الطبيب أيضاً حول مدى كفاية حليبها للمولود، ومدى إمكانية تزويده بمكملات غذائية مقوية خاصة لمساعدته على الصمود والنمو. ? قضاء الأم وقتاً مع المولود والتحدث إليه بنبرات حنونة ولمسه باستمرار. كما يمكن أن تتلو على مسامع خديجها ما شاء لها من نصوص دينية أو قصص، فذلك يُشعرها بقربها أكثر من المولود ويربطه أكثر بأمه، علماً بأن أذني الخديج تلتقط كل ما يصل إليها من تلاوة أو كلام ويستفيد منه عاطفياً حتى في هذه السن المبكرة جداً. وعندما ينمو الرضيع قليلاً ويزيد وزنه وتتحسن حالته بحيث يمكن حمله، تُنصح الأم بحمله بين ذراعيها وضمه إلى صدرها وهدهدته والتربيت بنعومة على ظهره. ويُفضل أن تحمل الأم رضيعها تحت القميص الذي تلبسه حتى يُلامس جلدها جلدُ المولود، فذلك يُشعره بالحنان وبدفء أمه الذي افتقده بعد أن خرج من رحمها قبل الأوان. وإذا كانت الأم حديثة العهد بالأمومة، فعليها أن تحرص على تعلم الطريقة الأمثل لإرضاعه وتغيير حفاظاته وتهدئته حين يصرخ أو يبكي. وإن كانت الأم قلقةً بشأن الأنابيب الوريدية أو أسلاك المراقبة الطبية الملتفة حول جسمه الصغير، فعليها سؤال الفريق الطبي ليشرح لها أسباب وضع تلك المعدات حوالي رضيعها حتى يطمئن قلبها وتهدأ نفسها. ومن الأفضل أن يعتني الأبوان بسرير رضيعهما أثناء وجوده في المستشفى، فيُضفيان لمسةً خاصة عليه كأن يؤثثانه ببطانية ناعمة خاصة من أجود الأنواع ويحيطانه بصور أبويه وإخوته، وذلك حتى يستأنس بها لدى غياب أبويه عنه. الاعتناء بالنفس ليس من المستغرب أن يُركز الأبوان اهتمامهما على الطفل عند ولادته مبكراً، لكن يجب ألا ينسيا أن للأم في هذه الفترة احتياجات خاصة هي الأخرى، واعتناؤها بنفسها وبحاجاتها هو في الحقيقة أفضل طريقة للعناية بمولودها. ولذلك ينبغي عليها الحرص على تحقيق ما يلي: ? تخصيص وقت كاف جداً للتعافي. فالأم تحتاج بعد معاناة الحمل وتجربة الولادة العصيبة إلى وقت أكثر مما تعتقد وتتخيل لتتعافى بشكل تام. ولذلك يجب عليها الحرص على تناول طعام مغذي وصحي وأخذ قسط واف من الراحة والاسترخاء. وعندما تحصل على ضوء أخضر يُفيد بتعافيها بشكل تام، يمكنها تخصيص جزء من وقتها للقيام ببعض التمارين الرياضية لاستعادة لياقتها والتخلص من كرش الولادة. ? التعامل مع المشاعر التي تعتري الأم كما هي دون محاولة تجاهلها أو التنصل منها. فعليها أن تتوقع الشعور بالفرح، والحزن والغضب والإحباط. كما قد تحصل نجاحات متتالية في يوم واحد، لتجد نفسها أمام إخفاقات وإحباطات متواترة في اليوم الذي بعده. وعليها أن تتقبل اختلاف ردود فعل زوجها حيال التوتر أو الغضب في هذه الفترة عن ردود فعلها هي، ويبقى القاسم المشترك بينهما هو كون كل منهما يرغب في تحقق الأفضل لفلذة كبده. ولذلك فحري عليهما أن يتبادلا الدعم خلال هذه الفترة العصيبة. ? الاستمتاع بقسط من الراحة عند الشعور بالحاجة إليه. وإذا غادرت الأم المستشفى قبل مولودها، فعليها اغتنام وقت وجودها في البيت للتحضير لقدوم مولودها، فحاجته إليها في هذا الوقت تفوق حاجته إليها في أي وقت آخر. لكن من الحكمة أن تُوازن الأم بين إيفاء مولودها حقه دون التفريط في حقوق نفسها من جهة، وحقوق باقي أفراد أسرتها من جهة أخرى. ? توخي الصدق والصراحة مع إخوة المولود الجديد. فإذا سألوا الأم عن الأخ الجديد أو الأخت الجديدة، فعليها أن تخبرهم أنه مريض وأنها قلقة بشأنه. كما عليها أن تُخبرهم بأنه لا ذنب لأحد في مرض أخيهما أو أختهما، وإذا لم يسمح الأطباء لهم برؤية أخيهم أو أختهم، فلتحرص على أن تلتقط لمولودها صورةً له في وحدة العناية المركزة وتُريها لهم فيما بعد. ? تقبُل المساعدة من الآخرين. فلا بأس من قبول الأم لعرض صديقاتها وقريباتها برعاية أبنائها فترة وجودها بالمستشفى وتدبير شؤون المنزل من طبخ وتنظيف وغيره، وما عليها في هذه الحال إلا أن تُزودهم ببعض النصائح الشخصية الخاصة لمساعدتهم على سهولة رعاية أبنائها. ? طلب الدعم والمساعدة وإحاطة نفسها بأقربائها وأصدقائها، وتبادل أطراف الحديث مع أمهات أخريات ممن توجد مواليدهن في وحدات العناية المركزة، بل وحتى مصادقتهن والتواصل معهن اجتماعياً عبر الهاتف أو الإنترنت حتى بعد مغادرتها المستشفى لتبادل النصائح والشجون. ويمكن للأم طلب دعم مهني في حال شعرت بالاكتئاب أو لو اعتراها وسواس الخوف من الفشل في تحمل المسؤوليات الجديدة. العودة إلى المنزل عندما يحين وقت إحضار المولود إلى البيت، تنتاب الأم مشاعر متضاربة يختلط فيها الارتياح والإثارة بالقلق. فبعد بضعة أيام أو أسابيع أو أشهر في المستشفى، يأخذ الأم حنين المكان وتأنس بالغرفة التي كان مولودها يتلقى فيها كل الرعاية والاهتمام، وتتساءل مع نفسها حول ما إذا كانت ستنجح في إحاطته بكل الرعاية التي يحتاجها بعد نقله إلى البيت. فعليها أن لا تقلق في هذه الحال وأن تعلم أنه كلما طال الوقت الذي تقضيه مع رضيعها، توطدت علاقتها به وزاد فهمها لحاجاته، وأضحت أقدر على تلبيتها. وقبل مغادرة المستشفى، يجدُر بالأم أن تأخُذ دورةً في الإنعاش القلبي الرئوي الخاصة بإسعاف الرُضع. وعليها التحقق من قدرتها على رعاية مولودها في البيت، خُصوصاً إن كان سيحتاج إلى استخدام أجهزة مراقبة خاصة أو التزود بأوكسجين أو أي علاجات أخرى. وينبغي على الأم أيضاً أن تطرح كل ما يخطر على بالها من أسئلة قبل مغادرتها المستشفى، وإياها أن تتراجع عن طرح سؤال ما اعتقاداً منها أنه سخيف، ففي حالة رعاية مولود مبكر أو خديج، يُعد كل سؤال مهماً وذا قيمة. كما يتوجب عليها الحرص على جدولة مواعيد متابعة مع طبيب أطفال للاطمئنان فيما بعد على صحة مولودها ونموه، وأن تكون في أجندتها الخاصة أرقام هاتفية لمتخصصين للاتصال بهم من أجل الاستفسار عن أمر ما في حالة الطوارئ وعند الحاجة. ونظراً لأن المولود الجديد يوضع بعد مغادرة المستشفى في كرسي سيارة يكون فيه ملقى على ظهره، يُفضل الحرص على التأكد من استلقائه بشكل سليم لتقليل مخاطر حدوث مشكلات تنفسية أو تباطؤ نبضات القلب. وعندما يُصبح المولود مؤهلاً لأن يُحمل في كرسي السيارة الخاص بالأطفال، يجب الحرص على استخدام هذا الأخير أثناء السفر فقط. وينبغي تجنُب وضع المولود في حمالة ظهر أو صدر في هذه المرحلة، فذلك قد يُسبب له صعوبةً في التنفس، ومن الأفضل تفادي استخدام هذه الحمالات لاحقاً إلا بعد استشارة الطبيب. وعند الرغبة في قياس نمو المولود، يمكن استخدام حساب سنه بالأسابيع، مع إنقاص الأسابيع التي قضاها في المستشفى لإكمال شهره التاسع. فمثلاً، إذا وُلد الطفل ثمانية أسابيع قبل الموعد المحدد، فإن السن الحقيقي للمولود عند بلوغه الشهر السادس هو 4 أشهر، وهكذا. عن موقع “mayoclinic.com” ترجمة :هشام أحناش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©