الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تيمورلنك الغازي الكبير.. زعيم عصابة

تيمورلنك الغازي الكبير.. زعيم عصابة
19 سبتمبر 2014 20:10
إذا كان لكل امرئ كفل أو نصيب من اسمه فإن تيمورلنك أول من استغرق هذا النصيب من اسمه، فقد كان كما يعني اسم تيمور بلغات الترك والمغول الحديد بمثابة مطرقة من حديد دوخت شعوب آسيا بل وأوروبا أيضاً، ورغم شهرته كمغولي فإن حقائق الأمور تشير إلى أنه تركي من قبائل البرلاس الأوزبكية ويرى بعض المؤرخين أن تعلقه بالنسب لجنكيز خان زعماً بأن أمه من سلالة هذا القائد المغولي ليس سوى محاولة لبث الرعب في نفوس مخالفيه من قبائل الترك والمغول على حد سواء بمناطق السهوب الآسيوية. المدينة الخضراء ولد تيمور في 25 شعبان عام 736 هـ “8 أبريل 1336 م” في قرية قريبة من مدينة كش المعروفة اليوم في أوزبكستان باسم شهر سبز أي المدينة الخضراء جنوب سمرقند وقنع بعد تمرسه بفنون القتال على عادة قبائل الترك بأن يكون لصاً طالما كان حكام المغول بالمنطقة لا يقبلون بأمثاله من الأوزبك في صفوف الجيش وخلال إحدى مغامراته لسرقة حمل من قطيع في عهدة راع تركي تنبه له هذا الراعي فرماه بسهم أصاب كتفه ثم أردفه بسهم لم يصبه، ولكن السهم الثالث أصاب فخذ تيمور إصابة مباشرة سببت له عرجاً دائماً ولما كان الأعرج يعرف في لغة الترك بلفظة لنك فقد اشتهر باسم تيمورلنك، وذلك خلال تزعمه لعصابة خطيرة مؤلفة من أربعين رجلا. وأتت تيمور الفرصة ليوجه نشاطه لخدمة أغراض السياسة بعد وفاة آخر حكام المغول في التركستان، إذ وجه حاكم كاشغر التركي حملة بقيادة ابنه إلياس خواجة لغزو بلاد ما وراء النهر ولما كان وافدا على المنطقة فقد استعان بتيمورلنك وعصابته لتمهيد الأمر، ولكن الخلافات دبت بين الرجلين ففر تيمورلنك إلى الأمير حسين حفيد كارغان آخر حكام المغول بتركستان وتزوج أخته وسعى معه للاستيلاء على بلاد ما وراء النهر من يد إلياس فلما تم لهما ذلك غدر تيمور بالأمير حسين وقتل زوجته أخت الأمير واستولى على سمرقند عام 771 هـ مدعياً أنه من نسل جغتاي ابن جنكيز خان وأنه يريد إحياء مجد المغول. القبيلة الذهبية أخذ تيمورلنك يوسع حدود مملكته الصغيرة بفضل الجند من المغول الذين انضموا إليه فاستولى على بلاد خوارزم ثم خراسان ومازندران ولكن تقتومش قائد مغول القفجاق أو القبيلة الذهبية عاد للسيطرة على خوارزم وأذربيجان فاضطر تيمور لمهاجمة خوارزم مرة أخرى، وفي هذه المرة أعاد للأذهان صورة الحروب المدمرة لجنكيز خان حتى يقال إنه لم يبق فيها جداراً ليستظل به. أوقع دمار خوارزم الرعب بقلوب جيرانه فاستولى على إيران والعراق وطرق أبواب دمشق ودخلها قبل أن يغادرها خوفاً من مواجهة جيش المماليك ثم أرسل جيوشه لتستولي على الهند أيضاً وكر راجعاً إلى سمرقند ليهاجم أيضاً أراضي الروس، حيث سمع عن اسم موسكو لأول مرة في المصادر التاريخية. عرف تيمورلنك باسم الغازي الكبير لحروبه وفتوحاته المظفرة وفكر في أن يتوج تاريخه الحربي بغزو الصين، ولكنه قضى بسبب البرد هناك في العام 807 هـ وحمل جثمانه إلى سمرقند، حيث دفن في مقبرته المعروفة اليوم باسم غور أمير أو شاهي زنده. (أبوظبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©