السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الرافد» تحتفي بالشعر العذري والسينما وأدب الطفل

«الرافد» تحتفي بالشعر العذري والسينما وأدب الطفل
24 أغسطس 2012
تناولت مجلة الرافد التي تصدر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في عددها المئة والثمانين الصادر مؤخرا، عددا من المحاور الفنية والثقافية والتاريخية المهمة. ولعل من أهم تلك المحاور، محور خاص بشعراء الغزل في المرجعيات والحضارات المختلفة للكاتبة الدكتورة آمنة بن منصور، وحمل المحور عنوانا فرعيا هو: “الغزل بين العفاف والمجون” وذكرت الكاتبة في مقدمة المقال أن فلسفة الجسد لدى الشعراء العذريين كان يحتل مكانة ثانوية، إذ تكفيهم نظرة حانية من قبل المحبوبة لتعيد الحياة إلى قلب الشاعر، حيث يصف ابن منظور في كتاب لسان العرب هذه العلاقة الشفافة بأنها: “حب طاهر لا يعترف بحق الجسد وتمتعه بلذات الحب”، بل إنه يعذّب المحبوب ويحرمه الطعام والشراب والنوم، وبسبب هذا يصيبه الهزال والاصفرار والنحول ثم الموت. وذكرت الكاتبة أن هذا المفهوم اتجه ليعبر عن العواطف التي تجيش في نفس الشاعر مصورا ما يكابده من آلام وأشواق، فهو يتصل بالمرأة التي كانت ولا تزال ملجأ الرجل وملاذه إذا أجدبت نفسه بالحوادث والأزمات والكوارث العاصفة. وسرد المقال حكايات عدد من الشعراء العذريين المعروفين والشعراء الذين تعدوا على هذه الحساسية الشعرية الصافية والمتخلصة من شهوات البدن، ولكن الصراع بين الجانبين كان متأججا على الدوام، حيث اصطدم الشاعر المتغزل ــ كما تشير الكاتبة ــ بثنائية الجسد والروح، وكان لزاما عليه أن يختار أحدهما مذهبا، وكان أن سمّوا الشعر الذي يصف جسد المحبوبة بالشعر الماجن، أما الذي يكتفي بذكر لواعج النفس وآلام الشوق وعذاب الفراق دونما وصف حسي بالشعر العفيف والعذري. وتضيف الكاتبة “إن الجسد في منظور الشاعر العذري لا يعني المتعة بأي حال، ولا أدل على ذلك من بقائه على عهده لمحبوبته، وإن باعدت بينهم الأيام، بل أحيانا يتمنى لو بقى ذلك الجسد صغيرا، حتى لا يبتعد عنه، كما يتجلى في قول مجنون ليلى: صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا / إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم وختمت الكاتبة دراستها بالإشارة إلى أن الشعراء العذريين أحبوا بقلوبهم فأبدعوا، وأحب شعراء المجون بعيونهم، ولهذا ارتبط الجسد في الغزل المتطرف، بمفهوم الخطيئة التي على الشاعر تحاشيها، إن أراد أن يسلم من ألسنة النقاد والناس معا. كما ضم العدد الجديد من “الرافد” قراءة سينمائية في تجربة المخرج الأميركي العتيد وودي آلان أعدها الباحث محمد ياسر منصور، الذي أشار إلى أن وودي آلان سخر أعماله ومنذ أربعين عاما لاتجاهات التحليل النفسي في تناول الشخصيات الرئيسية في أعماله، كما تتناول أعماله أفكار أدباء وشعراء ومخرجين مهمين مثل نيتشه وتولستوي وفرويد وبيرغمان . وذكر الباحث أن فيلم وودي آلان الأخير بعنوان “كيفما اتفق” يمثل رسالة نقدية لاذعة موجهة إلى البشرية، التي تفشت فيها مكونات سلبية كثيرة مثل الذعر والفساد والجهل والفقر والحروب والإرهاب، حيث نشعر مع بطل الفيلم أن كل ما يحيط بنا في الزمن الراهن بات أشبه بالوهم، وأن الفوضى والعبث يسودان كل شيء. وتناول ملف العدد أدب الطفل والتحديات المحيطة به، من خلال عدة دراسات تناولت الطفولة وطبيعة الأدب الموجه له، والإشكالات المتجددة في أدب الطفل، والانتباه عند الأطفال من منظور نفسي، وأخيرا كذب الأطفال بين الواقع والخيال حيث يشير هذا المدخل إلى أن الطفل يملك نوعا من الكذب الشعري المرتكز على شيء من الوهم والخيال، بحيث تتحول الأحلام عنده إلى واقع افتراضي يمكن تصديقه والتعامل معه بشكل حسي، كما ذكر الباحث أن الألعاب الخيالية عند الطفل إذا ما اتخذت شيئا من التوسع أنبأت عن ملكات للابتكار في ميادين أخرى مثل الكتابة الأدبية أو التذوق الموسيقي أو الاختراع العلمي، وغيرها من الحقول التي يميل إليها أو ينشغل بها الطفل.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©