رضا سليم (الشارقة)
يغادر البلاد اليوم الأستاذ الدولي الكبير سالم عبدالرحمن، بطل الشطرنج، متوجهاً إلى روسيا للمشاركة في بطولة الايرفلوت التي تعد من أقوى البطولات العالمية، ويحرص سالم على المشاركة فيها سنوياً نظراً لأنها تضم عدداً كبيراً من اللاعبين الدوليين، خاصة الأوروبيين أصحاب الخبرة الكبيرة، حيث شارك بها الموسم الماضي وحقق المركز الرابع.
وأكد الأستاذ الدولي الكبير أنه بات قريباً من دخول قائمة أفضل 100 لاعب على مستوى العالم، ولم يتبق على تحقيق هدفه سوى 30 نقطة، مشيراً إلى أن تصنيفه الدولي الحالي 2620 نقطة، والوصول إلى النقطة 2650 يعني دخوله ضمن قائمة الأفضل في العالم.
وقال بطلنا الذهبي «أسعى بكل قوة لتحقيق هذه الهدف في 2016، وهو الأمر الذي يتطلب مني المشاركة في بطولات دولية وقارية مصنفة، كما أنني أسعى للفوز ببطولة الايرفلوت رغم قوتها، وهي من البطولات المصنفة، خاصة أن الفوز بها يمنحني 25 نقطة، والوصول إلى 2700 نقطة، يعني الدخول ضمن أفضل 50 لاعباً في العالم».
وأضاف: «طموحي حالياً مقسم إلى مراحل عدة، ولكن الهدف الأقرب أن أكون بين أفضل 5 لاعبين في العالم، ولدي العديد من البطولات في الأجندة لعام 2016، منها بطولة أمم آسيا في أبوظبي والتي تنطلق يوم 27 مارس المقبل، ودبي المفتوحة وبطولة آسيا في طشقند، وغيرها من البطولات».
وأكد سالم أن بطولة أمم آسيا للفرق وليست للفردي، وتضم منتخبات قوية مثل فيتنام والهند، ومنتخبنا ليس مرشحاً للفوز بالمراكز الأولى، ولكننا نسعى لتحقيق أفضل النتائج، وقد نكون أفضل دولة عربية مشاركة، بجانب أن بعض اللاعبين يرفعون تصنيفهم، كما أن جميع البطولات تصب في اتجاه واحد، وهو التجهيز لأولمبياد الشطرنج التي ستقام في أذربيجان خلال شهر أغسطس المقبل. وقال سالم عبدالرحمن: «هناك اهتمام كبير من الأندية بالشطرنج، عدد اللاعبين في تزايد بالقاعدة، كما زاد عدد اللاعبين المصنفين، وأتمنى تطور اللعبة في ظل الدعم الكبير من الأندية والمجالس الرياضية، واتحاد اللعبة».
وأضاف بطل آسيا والعرب «إن دخول اللعبة المدارس سيكون له مردود إيجابي خلال المرحلة المقبلة، والدول المتقدمة في اللعبة مثل أرمينيا تعتمد على المدارس، ولديها قاعدة كبيرة، ويتخرج فيها الأبطال العالميون، ونقل مثل هذه التجربة إلى مدارسنا شيء إيجابي، ويساعد على نشر اللعبة».
ورداً على سؤال حول إمكانية الفوز ببطولة العالم، قال: «الأمر صعب للغاية، لأن الأوروبيين يتفوقون علينا بمراحل، ويشاركون في بطولات كثيرة، صحيح لدينا بطولات على المستوى المحلي والعربي، ولكن بطولاتهم لا تتوقف، بالإضافة إلى أن المسافة بين الدول الأوروبية قريبة، واللاعب لا يعاني في التنقل، حيث يسافر بالقطار، ولديهم احتراف لأنهم متفرغون للعبة، أما نحن هواة، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على اللاعبين الهنود، فاللاعب الهندي عندما يقرر أن يلعب شطرنج، يكون تركيزه منصباً في هذا الاتجاه، ويتحول إلى محترف لدرجة أنه يكسب رزقه من اللعبة». وتطرق سالم عبدالرحمن إلى موضوع الدراسة في الجامعة، وقال: «فترة المدارس كانت أسهل في التعامل مع البطولات، ومن السهل أن يغيب اللاعب ويشارك في بطولة، ثم يعود للمدرسة ويتغلب على الدروس المتأخرة بسهولة، وهذا الأمر صعب جداً في الجامعة». وكشف سالم عن أنه اضطر للتضحية بحلمه الدراسي في علم الجينات بجامعة الشارقة، والتحق بقسم إدارة أعمال بكلية التقنية، خاصة أن إدارة الكلية توفر له كل الدعم في قضية الغياب، وقال كان من الصعب علي أن أكمل المشوار في علم الجينات، لأنه يحتاج إلى تفرغ كامل وتركيز، على عكس الدراسة في كليات أخرى، ورغم أنني ضحيت بدراسة علم الجينات، وهو التخصص الذي كنت أريد أن أكمل فيه، إلا أنني لن أضحي بالشهادة الجامعية لأنها مستقبلي». وتابع: «ما حققته حتى الآن ممتاز، إلا أنه ليس الطموح الأخير، وحتى الآن أسير بخطوات جيدة والقادم أصعب، ويحتاج إلى جهد وتدريب ومشاركة في بطولات، والحصول على بطولة آسيا إنجاز كبير لأنها ثاني أقوى قارة في العالم في الشطرنج، وعندما حصلت على بطولة آسيا شعرت وقتها أن تضحيتي بالتخصص الجامعي أتت ثمارها». وطالب سالم عبدالرحمن المسؤولين، بوضع حلول جذرية لمشكلة الرياضيين في الجامعات، وقال: «هناك العديد من الحلول المهمة، منها حصول الرياضيين على درجات تفوق، وعلى سبيل المثال يحصل على نسبة 10% من الدرجات في كل مادة، لأن الرياضي يحتاج إلى تفرغ، خاصة في السفر للبطولات، ولا بد أن يكون هناك تنسيق بين الاتحادات والأندية مع إدارة الجامعات من بداية الموسم، لأن جدول الكلية معروف وأيضاً روزنامة البطولات معروفة، وبالتالي التنسيق هنا مطلوب من خلال الاجتماع بين الطرفين، والأهم أن يجد الرياضي عندما يعود من مهمة أو بطولة، من يساعده على استذكار الدروس التي فاتته في الجامعة».
وأضاف: «هناك مقترح آخر، وهو أن يتم إنشاء جامعة رياضية يدرس فيها جميع الرياضيين، ويكون هناك من يتفهم تدريبات الرياضي ومشاركته في البطولات ومعسكراته، وفي هذه الحالة، تنتهي المشاكل ويحقق أبطال الإمارات الإنجازات». وكشف سالم عن أنه فكر في السفر والدراسة في الخارج مع الاستمرار في اللعبة، وقال: «حصلت على عرض من جامعة أميركية في ولاية تكساس، بمنحي منحة دراسية مقابل تمثيل الجامعة في بطولة الجامعات الأميركية، ولكني رفضت لأن أميركا ليس بها بطولات كثيرة، وأغلب البطولات تتركز في أوروبا، ومن الصعب أن تأتي من أميركا إلى أوروبا، وهو ما دفعني لرفض العرض».
أرفض اللعب مع والدي
الشارقة (الاتحاد)
قال سالم عبدالرحمن: «لا ألعب الشطرنج مع والدي وشقيقي جاسم، لأنني عندما كانت صغيراً كانوا يرفضون اللعب معي، ولكن عندما كبرت أنا من رفضت اللعب معهم، لأنني سأفوز عليهم، والحقيقة أن الوالد يدعمني لأنه يحب اللعبة، وهو من دفعني للوصول إلى كل ما حققته حتى الآن».
عدد اليوم
